المؤهل.. دكتوراه فى الفيزياء والفلسفة والآداب . الوظيفة السابقة.. "عالم مع إيقاف التنفيذ" . المهنة الحالية.. فنى محولات أو عامل نسيج أو بائع أو خياط .. الحالة الاجتماعية .. متزوج ولا يستطيع أن يعول. المشهد.. قاعة مؤتمرات داخل وزارة التعليم العالى وقد تحولت إلى غرفة إعاشة احتوت عشرات من الوجوه شاحبة اللون التى أصابها الهزال، وحناجر لم تكف عن النداء، وأيادى لم تتوقف عن تقديم الشكوى منذ أكثر من مائة يوم .. هذا هو حال حملة الماجستير والدكتوراه .. بضع أقدام فقط تفصلهم عن مكتب الدكتور ماجد الشربينى ،رئيس أكاديمية البحث العلمى، وبضع أمتار أخرى تفصلهم عن مجلس الوزراء، ورغم ذلك حقق هؤلاء رقما قياسيا فى الاعتصام الذى استمر لأكثر من مائة يوم دون جديد. فما بين عالم فى الفيزياء وخبير فى الكيمياء وسقراط فى الفلسفة ومؤرخ فى التاريخ، اجتمع هؤلاء حول أمل واحد بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وهو أن تنتصر مصر الجديدة للعلم والعلماء، يرفضون عروضا خارجية تتهافت على أفكارهم ويقبلون بالقليل على أرض بلادهم. يطالب حملة الماجستير والدكتوراة بوظائف وأماكن بحثية وأكاديمية تناسب درجاتهم العلمية، بعضهم أصبح من ذوى المرض بعد إصابته بجلطة فى القلب مثل الدكتور محمد على، الحاصل على درجة الماجستير فى التوحد، فى أعقاب إضرابه عن الطعام، ومنهم من اصطحب أبناءه ليعبروا عن لسان حاله أبرزهم الطفل أسامة، الذى لا يتعدى عمره الثلاث سنوات ولا يلتفت إليك إلا إذا ناديته بالدكتور أسامة، ولا ينطق سوى بجملة واحدة "أنا الدكتور أسامة، عايز بابا يشتغل". لجوء علمى الأمل فى مصر .. هكذا يرى حملة الماجستير والدكتوراه المستقبل، فهم لم يكتفوا بالاعتصام وقدموا اقتراحات مدروسة لحل مشكلاتهم عبر قوائم دقيقة للشواغر العلمية بالجامعات..ولكن لم يلتفت إليها أحد، حتى وصل بهم الأمر إلى العرض على الحكومة العمل لمدة عام دون مقابل.. فلم يجدوا أيضا الرد، وسط وعود وزارية كان آخرها الوقوف على قائمة الانتظار لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات. "اللجوء العلمى" هذا آخر أمل يسعى إليه المعتصمون على غرار اللجوء السياسى، لكنهم لم يجدوا سوى الهجرة الجماعية التى تلوح بها السفارات الأجنبية التى تسعى بشتى الطرق لاستقطاب الكفاءات، فهل تستمر أزمة العاطلين بالماجستير والدكتوراه دون حل؟ أم أن ختامها سيكون استكمالا لسيناريو "هجرة العقول" و" نزيف الأدمغة"؟ وهل يموت حلم هؤلاء على أعتاب المسئولين أم أن سمة تغييرا جذريا سيحدث فى الأيام القادمة لصالح الطرفين. المشهد الآن تم تعليق الاعتصام وإخلاء قاعة المؤتمرات بأكاديمية البحث العملى مقر الاعتصام بعد تهديدات باستخدام القوة، وتعدى أمن الأكاديمية على الدكتور عرفة شاكر حسن ،دكتوراه فى النحت. على الجانب الآخر، ينتظر المعتصمون تنفيذ دفعة أولى من التعيينات على 518 درجة علمية ، ويتساءلون.. هل نصدق وعود المسئولين هذه المرة لإنقاذ ورثة الأنبياء..؟