بخطوات متأنية، وثقة في النفس متناهية، يدخل المستشارون بعدما ساد الصمت في قاعة محكمة أكاديمية الشرطة، وبعد مناداة الحاجب: "محكمة". في الصفوف الأولى يقبع المحامون مرتديين "الروب الأسود"، في حالة قلق كبير، وخلفهم عدد كبير من الصحفيين فاتحين حواسيبهم المحمولة في استعداد كبير للنطق بالحكم لإرسال الخبر الذي ينتظره الملايين وفي أطراف القاعة، يقف عدد كبير من القيادات الأمنية مرتديي الزي الرسمي وآخرون بزيهم المدني. في القفص الزجاجي يجلس المعزول وحيدًا ينتظر الحكم، والمتهمين الستة أعينهم متعلقة بالمنصة في توتر، وعدسات المصورين تتصيد انفعالاتهم ويسود الصمت. هذا هو المشهد الذي يترقبه الجميع يوم السبت المقبل، حينما تعتلي المحكمة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، منصة القضاء بقاعة المحكمة لتنطق بحكمها في القضية المعروفة ب"التخابر مع قطر". نعود بكم عامًا إلى الوراء، حينما بدأت القضية التي دارت مداولاتها على مدار 92 جلسة واتسمت بتفردها عن أي قضية رأي عام أخرى فبجانب خطورة الاتهامات التي يواجهها المتهمون تضم القضية من بين أسماء المتهمين فيها اسم أول رئيس منتخب لمصر بعد ثورة 25 يناير التي أسقطت ثلاثين عامًا من حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، جاء هذا الرئيس بإحراز كالجبال ليواجه اتهامات لم يواجهها من سبقه.. اتهامات أقل ما توصف به أنها خيانة عظمى يستحق صاحبها ومعاونوه الإعدام. تابع موضوعات الملف..