عاشت "المساء" لحظة بلحظة مع الجلسة التاريخية للنطق بالحكم في مذبحة استاد بورسعيد اجراءات أمنية مكثفة.. لكن من داخل أكاديمية الشرطة منذ السادسة صباحا يتراوح عددهم حسب ما صرح به مصدر مسئول حوالي ألف جندي من قوات الأمن المركزي والقوات الخاصة. بدأ وصول محامي المدعين بالحق المدني اعتبارا من الساعة 8 صباحا باب الدخول من الباب "5" في الجلسة الماضية إلي الباب رقم "4" ولم يتم السماح لأحد بالدخول إلا لمن يحمل تصاريح سابقة من محكمة استئناف. تزامن ذلك مع دخول هيئة المحكمة داخل سياراتهم الخاصة تحيطهم مدرعتان تضم بعض القوات الخاصة من الباب الرئيسي للأكاديمية رقم "1" بعدها بدأ توافد محامي المجني عليهم ولم يحضر أحد من أهالي شهداء المجزرة سوي احمد سري وخالد قراعة المحامي بينما كان أبرز من حضروا من محامي المدعين مدنيا محمد رشوان ومحمد عبدالوهاب وياسر سيد احمد. هدوء وقلق حذر يسود القاعة وانتشار كاميرات التليفزيون المصري في أنحاء قاعة المحاكمة ب 4 كاميرات احداها كان مسلطا علي قفص اتهام رغم خلوه من المتهمين والباقي كان يغطي كل ما يجري داخل القاعة. الساعة تدق التاسعة صباحا بعد أحاديث هامسية بين الحضور حول توقعات كل منهم للحكم ومدي تأثيره.. وهل سيفصل رئيس المحكمة في القضية رغم عدم ورود رأي المفتي وتباينت الآراء ما بين مؤكد ان رأي المفتي استشاري وغير ملزم للمحكمة أيا كان وان القانون يلزم المفتي بالرد خلال 10 أيام.. وبالتالي رجح الغالبية خاصة من رجال القانون أن يتم النطق بالحكم.. بينما البعض شكك في أن يقوم القاضي بالنطق بالحكم.. وصدق رجال القانون.. الساعة 9 صباحا حالة هرج ومرج داخل القاعة بعد أن تلاحظ انتشار الأمن داخل القاعة وخروج كمية كبيرة من الأوراق من داخل غرفة المداولة علي منصة المحكمة وقيام مهندس الصوت بتجربة ميكروفون القاعة بعدها لاذت القاعة في صمت وترقب شديد والكل أذنه مع الحاجب لينطق محكمة وأيضا الأنظار شاخصة اتجاه باب دخول المحكمة للقاعة. بعدها هدأت الأوضاع قليلا داخل قاعة المحاكمة والكل في انتظار لحظة دخول القاضي قاعة المحاكمة لينطق بالأحكام. تلاحظ تواجد المحامي نيازي ابراهيم وهو المحامي البورسعيدي الوحيد الذي حضر جلسة النطق بالحكم وجلس مكتئبا بعيدا عن محامي المدعين مدنيا وان كان يجمعهم الصف الأول وفي لقطة اتسمت بالود والروح الطيبة قام المحامي خالد قراعة المحامي ووالد أحد الشهداء بالتسليم علي نيازي قبل النطق بالحكم ولم يتعرض له أي من الحاضرين بأي اساءة!! استمر الوقت يمر والكل في حالة ترقب وقلق شديدين حتي وقت الساعة العاشرة ليشق صوت الحاجب قاعة المحاكمة جلسة النطق بالأحكام ليخيم الصمت التام علي القاعة حتي حرصت هيئة المحكمة بعد أن تراصت أمامها وخلفها في حراسة غير معهودة علي المنصة. بعدها بلحظات نطق رئيس المحكمة بالحكم بعد أن عدد المواد التي استند اليها في احكامه ومنها المواد التي تستوجب الاعدام والمواد الخاصة بالأسلحة والمفرقعات مستندا إلي بعض مواد قانون الشرطة وقانون الطفل وتعديلاته فضلا عن استخدامه المادة "17" والتي يجيز لرئيس المحكمة استخدام الرأفة والنزول بالعقوبة درجة أو درجتين حسب ما يتراءي له. أكد رئيس المحكمة استخدام هذه المادة مع بعض المتهمين حسب ظروف القضية ما عدا الصادر ضدهم حكم بالإعدام. استمر رئيس المحكمة لمدة 13دقيقة بالنطق بالأحكام ولم يقاطعه سوي والدي شهيدين عقب النطق بإعدام ال 21 متهما الله أكبر وتحيا العدل.