قد يزيد علي الساعتين والجميع يترقب النطق بالحكم, فمنذ الثامنة صباحا كانت قاعة المحاكمة قد إمتلأت بالحاضرين المسموح لهم بالدخول لحضور جلسة المحاكمة, ترقب وخوف ورهبة مشاعر مختلفة بينهم. خاصة أن المدعين بالحق المدني يعلقون آمالهم علي هذه القضية, فقد بذلوا فيها جهدا غير عاديا, وفي المقابل المحامون عن المتهمين أيضا. فندوا القضية للخروج بها من دفوع تعينهم بالحصول علي براءة موكليهم واستثمارها في النقض علي الحكم الذي كان قد تم تحديد جلسة الأمس بالنطق به. بعض أهالي الشهداء, ينتظرون الحكم, فقد يشفي غليلهم ويزيل بقع الدماء التي تلوثت بها ملابس الشهداء منهم من يرفع صورة نجله ومنهم من يرفع صورة الشهداء مجتمعين, ولم يغب عن المشهد فئة قليلة من أقارب المتهمين الذين قد حضروا49 جلسة متتالية ليس لشئ سوي أن يرسلوا بأعينهم إلي المتهمين رسالة الطمأنينة ومحاولة الشد من أزرهم. الصحفيون قد حرصوا علي رصد كل ما يدور بالقاعة ويترقبون دخول المتهمين قفص الإتهام بعد أن كان وزير الداخلية السابق حبيب العادلي ومساعدوه ونجلا الرئيس السابق قد وصلوا إلي مقر الأكاديمية من الساعة السابعة صباحا ومبارك وصل بطائرته في موعده المعتاد في والتاسعة والنصف. الجميع يترقب لحظة دخولهم القفص لدرجة أنه عندما يقف أحد الحاضرين يسارع الجميع بالوقوف ليكتشف الجميع أن المتهمين مازالوا في حجرة الاستراحة. أحاديث جانبية ماذا سيكون الحكم؟ منهم من يقول البراءة وآخر يقول المؤبد, وثالث يتوقع15 سنة لجميع المتهمين, فكل واحد يغني علي ليلاه ويجتهد باجتهاده الشخصي, حتي جاءت ساعة الصفر في العاشرة إلا خمس دقائق دخل المتهمون قفص الاتهام وبعدها نادي السيد الشريف حاجب المحكمة محكمة ليعلن عن دخول الهيئة التي ترأسها المستشار أحمد رفعت والمستشارون محمد عاصم بسيوني وهاني برهام وأعضاء النيابة. وقد تحولت قاعة المحكمة التي أقيمت فيها جلسة النطق بالحكم علي الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي, وستة من كبار مساعديه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم عقب انتهاء رئيسها المستشار أحمد رفعت من تلاوة الأحكام, إلي ساحة للتشابك بالأيدي والهتافات ضد الحكم من جانب أهالي الشهداء والمدعين بالحق المدني. وردد هؤلاء هتافات الشعب يريد تطهير القضاء, واصفين الحكم ب الباطل مرددين باطل.. باطل. وقد تدخلت قوات الأمن داخل القاعة لفض الاشتباكات بين المدعين بالحق المدني وأهالي الشهداء من جانب وبين الحضور من محامي وذوي المتهمين, مما أدي إلي حدوث إصابات. وبدأ المشهد داخل القاعة شديد التوتر, وصل إلي حد الهياج, وسط محاولات مكثفة من جانب عناصر الأمن داخل القاعة لاستعادة النظام. وقد سارع أعضاء هيئة المحكمة فور النطق بالحكم, إلي الخروج من القاعة مباشرة وخارج قاعة المحاكمة, شهد محيط أكاديمية الشرطة اشتباكات محدودة بين أنصار الرئيس السابق حسني مبارك وأهالي الشهداء والثوار عقب صدور الحكم علي مبارك والعادلي بالأشغال الشاقة المؤبدة. وقامت قوات الأمن المركزي فورا بالسيطرة علي الموقف ونشر المزيد من مجندي الأمن المركزي للفصل بين الجانبين.