رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن تونس تمكنت مرة أخرى من إرشاد الدول العربية إلى الطريق نحو الأمام بعد إجرائها أمس الاحد، أول انتخابات حرة ونزيهة بعد الثورة، فبعد إطلاقها أول شرارة الربيع العربي التي وصلت لمعظم الدول العربية، أجرت انتخابات ديمقراطية لتدل الدول العربية على الطريق نحو الديمقراطية الحقيقية. وأضافت أن ملايين التونسيين أصطفوا -بعضهم لعدة ساعات- للتصويت في أول انتخابات حرة في بلادهم، وقال بعض الناخبين إنهم جاءوا مع أطفالهم احتفالا بهذا العرس الديمقراطي، وكان العديد منهم يصوت لأول مرة في حياته، بعد أن رفض المشاركة في المهزلة الانتخابية التي كانت تجري في ظل النظام القمعي للديكتاتور المخلوع زين العابدين بن علي. وتابعت أن الطريق إلى مراكز الاقتراع لم يكن سهلا، فالأسابيع التي تلت رحيل بن علي سعى أعضاء من حزبه الحاكم لنشر الفوضى، وانتشر القناصة على المباني وأطلقوا النار على المدنيين، واللصوص داهمت الأحياء الغنية والفقيرة ونشرت الرعب، وهو ما مثل تحديا بسبب تراجع النمو الاقتصادي، والحرب الأهلية في ليبيا المجاورة، حيث إن الكثير من التونسيين كانوا بحاجة لعمل. وأوضحت أن التونسيين نجحوا في تخطي كل ذلك والوصول إلى الانتخابات التي قد لا تكون مثالية إلا أنها خطوة على الطريق الصحيح، وإن إجراءها معجزة خاصة أن تونس التي كانت قبل عام فقط واحدة من الدول الأكثر قمعا في المنطقة، ومن الناحية الفنية فإن هذه الانتخابات سليمة فهي لم تجر على خلفية حرب اهلية أو احتلال عسكري، أو مع حسابات طائفية كتلك التي عرفتها الانتخابات في لبنان، هذه الانتخابات تجري في جو ديمقراطي.
