تجددت استغاثات مايقرب من 3 ملايين مزارع منياوى واتحاداتهم المختلفة بالمشاريع الزراعية للوزارات المعنية بالشأن الزراعى للتدخل في وضع خطة عاجلة لإسعاف الموسم الزراعى الحالى بشقيه الصيفى والشتوى من الفشل لمساحة مايقرب( 485756) ألف فدان بكثافة 8 أفراد للفدان الواحد بالمنيا. ففى بعض مراكز مدينة المنيا أطلق عشرات المزارعين صرخات استغاثة، احتجاجاً على بوار الأراضى الزراعية بسبب استمرار انقطاع مياه الرى، واتهموا مسئولى الرى بمجاملة ملاك أراضى من أصحاب النفوذ حيث يقول عادل زكى أحد المزارعين «مقارت الرى المخصصة لنا لا تأتى كاملة، وإذا جاءت لا تستمر سوى ساعات لا تكفى لرى جميع الأراضى مما تسبب هذا الأمر فى بوار الكثير منها. والسبب هو مجاملة المسئولين بالرى لأصحاب النفوذ وانعدام الرقابة على حركة المناوبات، مؤكدين استفادة أغلب فئات وشرائح المجتمع المصرى من ثورة 25 يناير باستثناء المزارعين والتى تجاهلتهم حكومة الثورة، مؤكدين أن مطالبهم لا تشمل تحسين رواتب أو أجور أو تعديل كادر وظيفى أوتثبيت ولكنها تطلب فقط توفير مستلزمات حيوية للزراعة من مياه وسماد وتقاوى وحل مشاكل المتعثرين ببنوك التنمية فى سداد مديونياتهم المتراكمة نتيجة فشل الإنتاج الزراعى. وبرغم أن مياه الرى هي أحد أهم الموارد الطبيعية المحددة للتنمية الزراعية أفقيا ورأسيا ولا بد من مشاركة الزراع (مستخدمى المياه) مع الأجهزة المعنية بإدارة المياه من خلال مجالس المياه لأنه يمثل ضرورة لمعظم الاستفادة من المياه وعلي الرغم من توفر ترع كثيرة مثل ترعة توشكي وترعة السلام والمحمودية إلا أنها لم تحقق العائد المنشود بسبب عدم توفر المياه اللازمة لرى مئات الآلاف من الأفدنة القائمة عليها وأصبح نصيب الفرد من المياه حاليا أقل من 700 متر مكعب فى السنة بعد أن كان يزيد علي 2000 مترمكعب منذ 4 عقود ماضية. ونقص نصيب الفرد من الأراضى الزراعية إلى حوالى واحد فدان وزادت الفجوة الغذائية علي 6 مليارات دولار فى السنة، وتفاقمت مشاكل التلوث فى المجارى المائية وتسببت فى إغلاق العديد من محطات إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى والتى تم إنفاق مليارات الجنيهات على إنشائها، وتدهورت شبكات ومنشآت مياه الرى والصرف ومن المتوقع أن يقل نصيب الفرد من المياه إلى 350 مترًا مكعبًا بحلول عام 2050، كما يتوقع أن تؤثر التغيرات المناخية سلبا على إيراد نهر النيل مما يزيد المستقبل المائى لمصر صعوبة. وتسبب نقص حصة المياه المقررة للرى إلى ثورة الفلاحين بسبب بوار أراضيهم وأن الذي يملك ثلاثة أفدنة لا يستطيع زراعة سوى نصف فدان بسبب نقص المياه وترك الباقى لبوار وللعطش وجفاف التربة وهذا ربما يكون سببا في وجود مشكلات عديدة يعاني منها المجتمع بعد أن كان يطلق على المنيا سابقا سلة الغذاء المصرى حيث كان يمثل الناتج الزراعى ثلث إنتاجية مصر.