سيتنفس الغرب الصعداء لهذه النهاية التى انتهى بها العقيد الليبى معمر القذافى ولا يمكن أن نلوم القذافى على أنه اعتقد طوال فترة حياته أنه من أفضل الرجال وأنه كان يفعل الصواب . هكذا رأى الكاتب المعروف "روبرت فيسك" فى مقاله بصحيفة "الاندبندنت" البريطانية فى عددها الصادر اليوم الجمعة. وقال "فيسك" إن هذه النهاية ستدفن معها العديد من الحقائق المؤلمة التى يمكن أن تثير جدلا واسعا فى الغرب، فقد كانت حياة العقيد مليئة بالأحداث والأسرار المريبة والعلاقات الغريبة والمتشابكة، والنهاية الأفضل لشركاء وأصدقاء أى شخصية من هذا النوع، هى القتل المفاجئ بدون محاكمات وجلسات يكثر فيها الكلام والفضائح التى يمكن أن تضر بالآخرين، ومحامون يدافعون ويكشفون السر تلو الآخر. وأوضح أن العقيد لم يكن بعيدا عن عمليات تعذيب وقطع أعضاء جنسية ودعم متمردين وإرهابيين وإيواء لاجئين ومشبوهين ومعاملات مع حكومات وأجهزة مخابرات غربية، وتزويد حركات ومنطمات بالأسلحة مثل منظمة الجيش الجمهورى الأيرلندى وغيرها. ولعل ذلك يفسر بوضوح، لماذا أحبه الغرب ثم كرهه ثم أحبه ثم كرهه، فقد أحبه تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى الأسبق ثم كرهه وداعبته هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية عبر جهاز" البلاك بيرى" ثم عاد الغرب ليكرهه. وولفت إلى أنه ستظل الأسئلة قائمة هل قتل القذافى؟، هل قاوم الذين قبضوا عليه فقتلوه ليصبح بذلك بطلا قتل فى الميدان أم أنه مات متأثرا بجراح أصيب بها أثناء القبض عليه أم قتل بدم بارد من الثوار، أيا كانت الإجابات فإن الغرب قد تورط مع الرجل فى كثير من الأمور، فقد رحبت به بريطانيا عندما انقلب على الملك إدريس السنوسى، ثم عادت لتكرهه بعد أن أمد الجيش الجمهورى الأيرلندى بالأسلحة. وأشار فيسك إلى أنه إذا كانت الأيام المقبلة يمكن أن تكشف كيف قتل القذافى فإن الشىء الوحيد المؤكد الذى يسعد الغرب والسيدة هيلارى كلينتون أنه مات.