بين عجز أعداد الأطباء وهيئات التمريض فى التخصصات الحرجة ونقص الإمكانيات وقصور الخدمات وأعمال النظافة يتجلى وضع المستشفيات الحكومية بمحافظة الإسماعيلية.. عدم توافر أطباء فى تخصصات المخ والأعصاب والأوعية الدموية وأسرة متهالكة وإمكانيات شبه معدومة وأجهزة طبية معطلة وأخرى غير متوافرة تجعل من الخدمة الطبية المقدمة بالمستشفى ميتة إكلينيكياً. داخل مستشفى الإسماعيلية العام وتحديدًا فى قسم الاستقبال والطوارئ وعنابر المجانى ووحدات الغسيل الكلوى تظهر قصور أعمال النظافة وسوء حالة دورات المياه التى طفحت فيها مياه المجارى وأغرقت طرقاتها فضلاً عن النقص الواضح فى أعداد التمريض وعدم توافر الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة. وتقول منى عبدالله، موظفة: «المستشفى مفيهاش إمكانيات أنا جيت من يومين عشان أعمل تفتيت حصوة على الكلى وفوجئت أن المستشفى مفيهاش جهاز لتفتيت الحصوات واضطررت أحجز فى مستشفى الجامعة لموعد بعد نحو شهر ونصف من الآن» ووافقها الرأى محمد شحات أعمال حرة الذى أكد أنه اضطر لشراء جميع الأدوية طوال فترة علاج والده بالمستشفى وجميع المستلزمات الطبية لعدم توافرها بالمستشفى فى الوقت الذى يبدو النقص الحاد فى أعداد التمريض وعمال النظافة بالمستشفى». وتقول خلود عبدالعظيم، مدرسة: «ابنى وقع على ذراعه يوم الجمعة وكان إجازة مكنش فيه أمامى غير المستشفى العام ويومها روحت هناك قعدت أكتر من 30 دقيقة ألف وأدور على طبيب العظام من غرفة الكشف للأشعة وفى الآخر أخدت ابنى ومشيت من غير ما يكشف وكان كسر فى دراع الطفل واضطررت أروح مستشفى خاصة». الوضع داخل مستشفى الإسماعيلية العام أفضل بكثير من الحال بالمستشفيات المركزية فى القنطرة شرق وغرب وفى القصاصين والتل الكبير وفايد والتى لا ترقى لأن يطلق سوى مستوصفات أو وحدات صحية لعدم قدرة هذه المستشفيات على استقبال أي حوادث أو حالات طارئة أو إجراء عمليات كبرى داخلها أو توافر عناية مركزة. وقال مصدر طبى مسئول بمديرية الصحة بالإسماعيلية «إن المستشفيات فى المحافظة تعانى عجزاً فى تخصصات بعينها، ففى مستشفى الإسماعيلية العام هناك عجز كامل فى أطباء المخ والأعصاب والأوعية الدموية وعجز شبه كامل فى أطباء جراحة الحروق والباطنة مما يجعل الخدمة الطبية بالمستشفى الوحيدة التى تخدم المحافظة منقوصة وغير متكاملة». وتابع: «إن هناك غرفة للعناية المركزة بالمستشفى بها 7 أسرة لا تعمل لعدم توافر الطواقم الطبية اللازمة لتشغيل الوحدة فى الوقت الذى تعانى فيه المحافظة من عجز أسرة العناية المركزة». وأكد المسئول «أن هناك نقصًا رهيبًا فى أعداد الأطباء فى أمراض الصدر داخل مستشفى الصدر حيث لا يتوافر بمستشفى كاملة متخصصة فى أمراض الصدر وتخدم محافظات القناة وسيناء سوى 3 أطباء فقط متخصصين وهو ما ظهر جلياً فى واقعة وفاة طفل الشهر الماضى لعدم تواجد أطباء يتمكنوا من إنقاذ الطفل»، مؤكدا أن الحال نفسه متواجد بمستشفى الحميات. وقال الدكتور عمر حسونة، الأمين المساعد لنقابة أطباء الإسماعيلية: «هناك سوء توزيع فى تخصصات الأطباء المختلفة داخل المستشفيات ففى الوقت الذى تعانى فيه مستشفيات حكومية داخل الإسماعيلية من عجز واضح فى تخصصات حرجة تتوافر نفس التخصصات بوفرة فى مستشفيات حكومية أخرى بالقاهرة وهو الأمر الذى يستلزم إعادة توزيع للتخصصات طبقاً للحاجة ومدى الاحتياج لها ومنح عناصر جذب لاستقطاب هذه التخصصات فى المحافظات التى تعانى من نقص». وتابع «حسونة»: «نقابة الأطباء تبحث حالياً توقيع بروتوكول مع مستشفيات هيئة قناة السويس والجامعة للتعاون فى تقديم الخدمة الطبية المنشودة داخل المستشفيات عن طريق توزيع أيام الاستقبال والطوارئ على المستشفيات لتخفيف العبء, وتحقيق التكامل بين المستشفيات سواء فى تخصصات الأطباء وتوافر الأسرة فى العناية المركزة والوحدات المتخصصة».