إذا كان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد نجح فى حشد الأمريكيين من أصل افريقى فى حملته الانتخابية للترشح للرئاسة عام 2008، والذين ساندوه بكل قوة تعاطفا مع اللون، فإن هؤلاء أنفسهم منقسمون خصوصا فى ظل احتمال وجود مرشح أسود آخر من الحزب لجمهورى وهو "هيرمان كين". ورأت صحيفة "واشنطن بوست" أن أوباما سيذهب بكل قوة إلى ابناء جلدته من السود للحصول على دعمهم فى حملته الانتخابية الجديدة لعام2012، فقد وقف السود بقوة مع الرئيس أوباما عام 2008 ومن بين هؤلاء وجوه بارزة مثل الإعلامى المعروف توم جوينر الذى يستمع له ما يقرب من 8ملايين شخص فى برنامجه الإذاعى الشهير. وكذلك القس آل شاربتون حليف الرئيس أوباما الذي لديه برنامج إذاعي يومي ويستضيفه التلفزيون كل ليلة. وإذا كان هناك من يدعى أن الدعم الذى يقدمه الأمريكيون السود ل"أوباما" يتضاءل، فإن هناك حلفاء أقوياء له لا يزالون يؤيدونه بقوة ويدعون السود إلى عدم التخلى عن أوباما. وقال" توم جوينر" فى مقال كتبه على أحد المواقع التى تخص السود فى أمريكا "دعونا نتعامل مع حقيقة أننا سود ونفخر بذلك. ونحن يجب أن نسعى وبكل قوة لإعادة انتخاب أول رئيس أمريكى أسود فهو فخر لنا جميعا بغض النظر عن أى حقائق أخرى". ولكن يبدو أن اللعب على وتر العنصرية واللون لم يلق قبولا كما كان عليه الحال فى 2008. وقد يرجع ذلك إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية فى البلاد وتزايد معدلات البطالة . وأظهر استطلاع للرأى أجرته صحيفة "واشنطن بوست"، ومحطة "ايه. بى. سى" الإخبارية مؤخرا تراجع تأييد الأمريكيين الأفارقة للرئيس أوباما، كما تراجع دعم أعضاء الكونجرس السود له، بل زادت الانتقادات له داخل هذه المجتمعات بسب فشل السياسات الاقتصادية وغيرها من الإخفاقات. إلا أن هذه الانتقادات تواجه بقوة من حلفاء أوباما البارزين والذين يرفعون شعار "وحدة الصف أهم من الحديث عن الإنجازات والإخفاقات" وتقول إيدى كلاود أستاذة علم الأديان والدراسات الأمريكية الأفريقية فى جامعة برينكتون,إن كل ما يهم السود ألا يصل الجمهوريون إلى البيت الأبيض، فهم لا يناقشون القضايا السياسية والأمور التفصيلية". ولا تلقى الدعوة إلى التقسيم العنصرى بين سود وبيض قبولا لدى الرئيس أوباما أو مساعديه، فالرئيس عندما يتحدث عن سياساته يتحدث برؤية أكبر عن مجرد أنه رئيس ذو بشرة سوداء . ويقول مساعدو اوباما إن دعم السود للرئيس يجب أن يتجاوز لون البشرة وإلا فهل يمكن دعم "هيرمان كين" أو "آلان كيس"؟!