رافعًا شعار «أنا الحكومة وقف أمين الشرطة «نادر محمد إبراهيم»، أمام قسم شرطة العمرانية بمحافظة الجيزة، يصيح فى وجه «الحاجة ميرفت» والدة «ماجد محمد» الذى يرقد فى منزله عاجزًا عن الحركة بشكل طبيعى، مستعرضًا قوته بانتمائه إلى جهاز الشرطة مرددًا عبارته السابقة ومضيفًا عليها «لو عايزة أتنازل عن المحضر المحرر ضد ابنك ادفعى 10 آلاف جنيه». انتقلت «الوفد» إلى منزل الحاجة ميرفت والدة الضحية «ماجد» وصعدنا سلم العمارة بمنطقة «الطالبية»،طرقنا باب الشقة فتحت لنا الأم المكلومة، واصطحبتنا لغرفة نوم «ماجد»، القينا عليه السلام، وهو فى حالة يرثى لها طريح الفراش، وطلبنا منع أن يعرفنا بنفسه. قال: «اسمى ما محمد، طالب فى معهد نظم ومعلومات، عمرى 22 عاما، قلت له أخبرنا يا ماجد عن الواقعة التى تعرضت لها؟، عند هذه العبارة تغيرت ملامح وجهه وكأنه يشاهد فيلم رعب لتذكره ما حدث له من اعتدا غير آدمى، وقال: «يوم الثلاثاء الماضى وتحديدًا الساعة الثامنة مساء كنت فى المنزل، وفوجئت باستاذ ثروت شقيق صاحب مغسلة السيارات التى أعمل بها فى أوقات الفراغ بعد المعهد، يستدعينى للنزول وبصحبته أحد الأشخاص لا أعرفه، فنزلت معهم وذهبنا إلى المغسلة التى أعمل بها فى شارع الزهراء، ووجدت إبراهيم صاحب المغسلة وعدد من الرجال وفوجئت بالشخص الذى يصحبة ثروت ويدعى «نادر محمد إبراهيم» وعلمت أنه أمين شرطة بقسم الطالبية، يتهمنى بسرقة دراجته البخارية، فأخبرته بأننى لا أعلم عنها شىء، لكنه لم يستمع إلى واصطحبنى داخل سيارة ملاكى كانت تقف أمام البنزينة، ووجدت بداخلها 3 أشخاص، واعتدوا على بالشرب داخل السيارة ثم انطلقت إلى شارع المستشفى بالعمرانية حيث منزل أمين الشرطة، ودفعونى داخل مدخل المنزل، واستكملوا حفلة التعذيب. مشهد من سجن أبوغريب.. بهذه العبارة وصف «ماجد» ما حدث له داخل منزل أمين الشرطة، قائلاً: «كبل أمين الشرطة يدى وقدمى برباط بلاستيك، والقى مياه على جسدى، واوصل كابل كهرباء واستمر فى صعقى حتى اعترف اننى شرقت دراجته البخارية، وظللت اقسم له بأنى لست الفاعل ولا أعرف من الفاعل، لكنه لم يصدق روايتى، واعتدى على بالشوم، واطلق على كلبين ضخمين ظلوا ينبحون حولى، أخيرًا أمرهم بأن ينهشونى فقضمنى أحدهم فى صدرى، وسحلونى من داخل المنزل على الأرض حتى السيارة. واستطرد «ماجد» حديثه قائلاً: «ألقونى فى السيارة مرة أخرى، وذهبوا بى إلى قسم شرطة العمرانية وكانت الساعة تقريبًا الثالثة صباحًا وادخلونى الحجز الحديد، وشاهدنى ضابط يدعى محمد عبدالوهاب أو أحمد عبدالوهاب وقال لأمين الشرطة: أنت عملت فيه كده ليه، وحرر محضر لى بسرقة الدراجة البخارية، وطلب منى أن أوقع عليه، وهنا أغشى على، وعندما استيقظت وجدت نفسى فى حجز القسم الكبير، وطلبت من أحد المسجونين أن اتصل بوالدتى، وبالفعل اتصلت على هاتفها وقلت لها: الحقينى أنا بموت وموجود فى قسم العمرانية». والجدير بالذكر أن «الوفد» حصلت من أسرة المجنى على تسجيل صوتى للمتهم «نادر»، وهو يطالبهم ب10 آلاف جنيه للتنازل عن المحضر، كما حصلت على صورة من المحضر المحرر ضد أمين الشرطة، وصورة من التقرير الطبى المبدئى للمجنى عليه «ماجد».