حرب ضارية، وقعت في السادس من أكتوبر عام 1973، بين الجيش المصري، وقوات الاحتلال الإسرائيلي، الذي ظل مرابطًا في منطقة سيناء وهضبة الجولان، منذ نكسة حرب 1976، انتهت بانتصار كبير للجيش المصري، ووضعت الحرب أوزارها مُخلفة معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، التي عُرفت باسم «كامب ديفيد» عام 1979. اليوم، تحل الذكرى ال37 لتوقيع المعاهدة، التي تحدثت عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية، كاشفة عن حقائق جديدة بشأنها، حيث نشر موقع «واللا» العبري، عددًا من الوثائق تضمنت المناقشات التي جرت في كامب ديفيد بين ممثلي إسرائيل ومصر والولايات المتحدة. ونشر الموقع، تفريغًا للمكالمات الهاتفية بين مناحم بيجن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وجيمي كارتر الرئيس الأمريكي آنذاك، والرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، والتي كشفت عن أن الإسرائيلين كانوا يأملون في التوصل إلى اتفاق مع مصر، دون تفكيك جميع المستوطنات في سيناء. وفي التقرير التالي.. تستعرض «الوفد» محطات وبنود معاهد السلام، التي أثارت جدلا في العالم العربي وقتها على مصر. البداية في سبتمبر عام 1975، وقع الحديث لأول مرة عن السلام بين مصر والجانب الإسرائيلي، خلال عهد حكومة إسحاق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، حيث وقعت إسرائيل ومصر اتفاقًا مؤقتًا بعدم التهديد باستخدام القوة. وأعلنت الدولتان أن الصراع بينهما، لن يحل بالقوة، لكن بالوسائل السلمية، ووعدت إسرائيل إعطاء مصر حقل النفط في منطقة أبو رديس، بجنوب سيناء. وفي نفس اليوم، أيد نحو 70 عضوًا من أعضاء الكنيست الإسرائيلي، هذا الاتفاق، وعارض 43 آخرين، وكان من أبرز المعارضين وقتها مناحم بيجن، الذي قاد فيما بعد مسيرة السلام مع مصر. وفي عام 1977، قدم السادات مشروع سلام بين مصر وإسرائيل، لوزير الخارجية الأمريكية، كي يقوم بعرضه على جيمي كارتر، الرئيس الأمريكي. ثم أوفد بيجين، وزير الخارجية الإسرائيلي، موشي ديان، ليلتقي سرًا بنائب رئيس الوزراء المصري حسن التهامي، واتفق الطرفان على عقد لقاء سري بين بيجين والسادات. وحينما صارح السادات وزير خارجيته إسماعيل فهمي، أنه يفكر بالذهاب إلى القدس، ولقاء بيجن علنًا لا سرًا، عارض فهمي ذلك، ونصحه بالعدول عن الفكرة. *توقيع المعاهدة لكن في 17 سبتمبر، 1978، بدأت مراسم توقيع الاتفاقية داخل البيت الأبيض، بعد زيارة الرئيس السادات إلى تل أبيب، وبداية محادثات السلام المباشرة بين إسرائيل ومصر. وقال كلمته الشهيرة: «جئنا إلى كامب ديفيد، بكثير من الإرادة الطيبة والإيمان، وغادرناها قبل دقائق، بإحساس متجدد من الأمل والإلهام». في اليوم الأول من المحادثات، قدم السادات أفكاره، عن حل القضية الفلسطينية بجميع مشاكلها، متضمنة الانسحاب الإسرائيلي من الضفة وغزة، وحلول لقضية المستوطنات الإسرائيلية، ولكن ظل الانسحاب الإسرائيلي من سيناء المحور الرئيسي للمحادثات التي استمرت 12 يومًا. وفي 22 مارس عام 1979 تم عرض معاهدة السلام على الكنيست الإسرائيلي، قبل توقيعها بأربعة أيام، ووافق 95 نائبًا بينما رفضها 18 آخرين، بينما امتنع 17 عضوًا عن التصويت. *نصوص المعاهدة: وتضمنت المعاهدة وثيقتين، الأولى وضعت إطارًا عامًا غير محدد للسلام في الشرق الأوسط، تضمن إجراء مفاوضات للفلسطينيين والضفة الغربية وغزة. والثانية، شملت انسحاب القوات الإسرائيلية على مراحل من سيناء، على أن يسبق ذلك إجراء مفاوضات للوصول إلى معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل. *بنود المعاهدة: شملت المعاهدة عددًا من البنود، أهمها: «إنهاء حالة الحرب بين البلدين، انسحاب إسرائيل من سيناء على مراحل خلال 3 سنوات، إقامة علاقات طبيعية وودية بعد المرحلة الأولى من الانسحاب، خفض التواجد العسكري للبلدين على الحدود». *الدول العربية: أما على الصعيد العربي، تصاعدت الاحتجاجات، بسبب توقيع القاهرة اتفاقية صلح، تعترف فيها بشرعية دولة قامت على أنقاض فلسطين. وأدان مؤتمر القمة العربية في بغداد الاتفاقية، وهدد بقطع العلاقات مع القاهرة، ونقل مقر الجامعة العربية إلى تونس، كما صدق قرار القمة العاشر في تونس، على قرار بغداد بمقاطعة مصر على إثر الإتفاقية. وخرج السادات وقتها يقول: «قرار قطع العلاقات مع مصر، كان تطاولًا وقحًا منهم، فاندفعوا في موكب واحد». وتعمق الانقسام العربي، بعدما تصدرت الجزائر وسوريا وليبيا بحملة ضد زيارة السادات، مما أدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وهذه الدول. وقدم إسماعيل فهمي، وزير الخارجية المصري، ومحمد رياض، وزير الدولة للشئون الخارجية، آنذاك، استقالتهما احتجاجًا على مبادرة السادات، تم تعيين بطرس غالي ليقوم بمهامهما.