أكد المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب الجبهة الوطنية ورئيس الجالية المصرية بجدة، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفالية "وطن السلام" كانت بمثابة وثيقة سياسية وإنسانية تلخص مسار الدولة المصرية في بناء السلام، وترسيخ مفهوم القوة المسؤولة التي تحمي ولا تعتدي، وتبني دون أن تهدم، مشيرا إلى أن حديث الرئيس عن أن "النصر لا يتحقق بقوة الجيش فقط، بل بإرادة الشعب" يعكس فلسفة القيادة المصرية التي أعادت تعريف مفهوم القوة، فالقوة في نظر الدولة المصرية لا تقتصر على السلاح، بل تشمل وعي المواطنين، وصلابة الجبهة الداخلية، وقدرة الدولة على اتخاذ الموقف الصائب في الوقت المناسب دون انفعال أو تسرع. وقال «الحفناوي»، إن ما حققته مصر خلال الأعوام الأخيرة من مواقف متزنة في الملفات الإقليمية، وخاصة في قضية غزة، جعلها موضع احترام دولي وإقليمي، وأعاد تأكيد دورها كصانعة للسلام الحقيقي في المنطقة، قائلا: "مصر لم تتاجر بمعاناة أحد، ولم تساوم على القيم، بل تعاملت بمنطق الدولة الراعية التي توازن بين الأمن القومي والمبدأ الإنساني"، لافتا إلى أن الرئيس السيسي عبر في كلمته عن جوهر السياسة المصرية حين أكد أن "الفضل لله أولا"، فهذه الروح الإيمانية التي تجمع بين التوكل والعمل كانت دائما جزءا من معادلة النجاح المصري، سواء في معارك التنمية أو في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية. وأوضح القيادي بحزب الجبهة الوطنية، أن الإشارة إلى ما حدث في شرم الشيخ باعتباره "فضلا من الله" تضع الأمور في إطارها الصحيح: أن السلام لا يُفرض بالقوة، بل يُمنح لمن يسعى إليه بصدق وعدالة، مثمنا دعوة الرئيس الجامعات والمدارس لزيارة سيناء لما تمثله من رؤية تربوية ووطنية لبناء الوعي وتعميق الانتماء، لأن سيناء اليوم ليست فقط أرض المعارك، بل رمز لإرادة الحياة، وميدان لمشروعات تنموية كبرى جعلتها جزءا متصلا من جسد الدولة بفضل الأنفاق التي ربطتها بالدلتا. وشدد المهندس ياسر الحفناوي، على أن ما يميز مصر عن غيرها في محيطها المضطرب هو أنها لا تبحث عن مجد شخصي أو نفوذ عابر، بل تعمل من أجل استقرار المنطقة كلها، انطلاقا من قناعة راسخة بأن السلام الشامل هو الطريق الوحيد للتنمية والازدهار، موضحا أن مصر بقيادتها الحالية استطاعت أن تحول رسائلها السياسية إلى مواقف عملية على الأرض، من خلال الوساطة النزيهة، وضبط الإيقاع الإقليمي، وحماية الأمن العربي من الانهيار.