دخلت قوات النظام السوري بغطاء جوي توفره الطائرات الحربية الروسية مدينة تدمر الأثرية وسط معارك مع «تنظيم داعش». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس «دخلت قوات النظام السوري حي الغرف في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة تدمر إثر معارك عنيفة مع «تنظيم داعش»»، مشيراً إلى أن «قوات النظام تتقدم ببطء خشية الألغام» التي زرعها المقاتلون في المدينة. وكان المرصد أفاد أن التنظيم «زرع كميات كبرى من الألغام في محيط المدينة، ومعظم أحيائها لمنع أي تقدم سريع لقوات النظام». وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس، إن «الجيش يدخل من الجهة الشمالية الغربية بعد سيطرته على المدافن الغربية في منطقة وادي القبور». وقال التلفزيون الرسمي السوري، إن قوات النظام دخلت مدينة تدمر أمس الخميس، ونشرت قناة الإخبارية السورية الحكومية، صوراً من خارج المدينة مباشرة، وقالت إن القوات الحكومية سيطرت على منطقة فنادق في الغرب. وقال جندي أجرت القناة حديثاً معه إن الجيش مع حلفائه سيواصلون التقدم بعد تدمر. وقال «نقول لهؤلاء المسلحين.. نحن قادمون إلى تدمر وإلى ما بعد تدمر وإلى الرقة مركز عصابات «داعش» سنطحنهم في عقر دارهم» مشيراً إلى أن العاصمة الفعلية للتنظيم في شمال سوريا. وعرضت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) صوراً لطائرات تحلق فوق المدينة وطائرات هليكوبتر تطلق صواريخ وجنود ومركبات مدرعة تقترب من المدينة. ونقلت (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن الجيش وميليشيا متعاونة معه حققا تقدماً على التلال المحيطة بتدمر وعلى مفرق طرق «بعد القضاء على آخر التجمعات لإرهابيي «داعش» فيها». مشيراً إلى أن الجيش السوري بات يشرف على داخل المدينة من كامل الجهة الغربية وعلى المنطقة الأثرية شمالاً. وقال مصدر ميداني سوري، إن المدينة أصبحت بين «فكي كماشة من جهة جبال الهايل من الجهة الجنوبية الغربية وجبل الطال من الجهة الشمالية الغربية». وبحسب مصدر عسكري آخر فإن «وحدتين من الجيش تقاتلان حالياً في تدمر، الأولى مسؤوليتها السيطرة على الجبال المحيطة بالمدينة والثانية وتقودها قوات صقور الصحراء تستعد لدخول المدينة والسيطرة عليها». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن حالة «استنفار لعناصر التنظيم واستقدام تعزيزات إلى مناطق الاشتباك». كما عمد التنظيم إلى «زرع كميات كبرى من الألغام في محيط المدينة ومعظم أحيائها»، حسب المرصد. وفسر المصدر الأمني ذلك على أنه تحضير للانسحاب من المدينة. ووسط المعارك، دعا تنظيم «داعش» المدنيين للخروج من تدمر. وقال المرصد إن المدنيين بدأوا في الفرار بعد أن طلب منهم مقاتلو التنظيم عبر مكبرات الصوت مغادرة وسط المدينة مع اقتراب القتال. وبقي في المدينة حوالى 15 ألف مدني من أصل 70 ألفاً قبل سيطرة «داعش» عليها. ودعوة التنظيم سكان المدينة إلى الخروج منها توحي أنه شديد الحرص على المدنيين، وأنه سيتمسك بالمدينة، بيد أن مراقبين يعتقدون أن التنظيم يهدف بمثل هذه الخطوة إلى توفير زخم بشري يمكن لمقاتليه أن يتسللوا بينه. وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وتنظيم «داعش» تحت غطاء جوي روسي مكثف. وتعد معركة تدمر وفق عبد الرحمن «حاسمة لقوات النظام، كونها تفتح الطريق أمامه لاستعادة منطقة البادية وصولاً إلى الحدود السورية العراقية شرقاً»، أي مساحة تصل إلى ثلاثين ألف كم مربع. وبخسارة البادية، سيضطر التنظيم المتطرف إلى الانسحاب شرقاً إلى محافظة الرقة التي يسيطر عليها بالكامل أو إلى مناطق سيطرته في العراق. وسيطرة الجيش السوري على تدمر تفتح الطريق إلى محافظة دير الزور الشرقية التي يسيطر التنظيم على معظم أنحائها. وبدأ الجيش السوري بدعم من المسلحين الموالين له وغطاء جوي روسي قبل حوالي أسبوعين عملية استعادة تدمر من «داعش». ونجح خلال اليومين الماضيين من التقدم باتجاهها من كامل الجهة الغربية. من جهة أخرى قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس إنها سجلت سبعة انتهاكات لاتفاق وقف القتال في سوريا خلال 24 ساعة. وقالت الوزارة في بيان إنها سجلت خمسة انتهاكات في حلب واثنين في اللاذقية. (وكالات)