قلل باحثون فى الشأن الإسرائيلى من مزاعم الدولة العبرية فى حقها بشأن وجود ممتلكات لليهود فى مصرو الدول العربية، مؤكدين أن تلك المزاعم لا أساس لها من الصحة وتل أبيب لا تريد سلاما مع العرب. وأثارت وسائل إعلام عبرية محسوبة على حكومة بنيامين نتنياهو مجدداً ملف وجود ممتلكات لليهود فى مصر، وذلك بعد مضى سنوات من مطالبتها الأممالمتحدة الضغط على الدول العربية لدفع تعويضات ضخمة عن قيمة هذه الأملاك المزعومة. وحاولت تل أبيب مراراً خلق قضية وهمية موازية لقضية تهجير الشعب الفلسطينى حتى يسقط مطلب الفلسطينيين المتضمن عودة اللاجئين الى أراضيهم كشرط أساسى لإحلال السلام وحل الدولتين وقيام دولة فلسطين على حدود 1967. وتساءل الباحثون، عن نية إسرائيل ومحاولاتها شغل الرأى العام العالمى بقضايا ليست مطروحة على الساحة السياسية وابعادهم عن قضايا الإرهاب الذي تدعمه وتقف خلفه سواء فى سيناء أو دول أخرى. الدكتور أحمد حماد أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، يقول ان الفترة الحالية هى أنسب فترات التاريخ بالنسبة لإسرائيل فهى تغازل الرأى العام العالمى بهدف التسويق لقضايا خاصة مثل زعمها بأن لديها ممتلكات فى مصر، لافتاً الى ان الدولة العبرية لا تسعى نهائياً لحل الدولتين والعيش فى سلام مع جيرانها العرب وتعمل باستراتيجية «أفضل الأوضاع هو الوضع الراهن». وأكد حماد، ان التردى القائم فى الوطن العربى والصراعات الداخلية بين الشعوب والأنظمة العربية تخدم مصلحة الكيان الصهيونى فى المقام الأول، موضحاً ان إسرائيل لا تتحدث من الناحية العلمية والموضوعية وكل ما تسعى إليه هو محاولة إلهاء العالم عن جرائمها بحق الشعب الفلسطينى وتتحدث عن كونها ممثلة عن الديانة اليهودية فى العالم أجمع. وأشار أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، إلى انه لا يوجد عرق يهودي لان الجنسية تسبق الديانة فهناك مصرى يهودى وليس يهودى مصرى وان كانت لليهود ممتلكات تركوها فى مصر على حد زعم الكيان الصهيونى فهم كانوا يهودا مصريين وليسوا إسرائيليين ولا يعقل ان تنصب تل أبيب نفسها متحدثة باسم الديانة اليهودية ولا يوجد فى العصر الحديث دول دينية. وأكد الدكتور سعيد اللاوندى الباحث السياسى، ان الإسرائيليين يسعون فقط لاشغال المجتمع المصرى بقضايا ليست قضاياهم وتعطيل مسيرة التنمية والعمل فى دائرة مفرغة وتعتبر مثل هذه القضايا موسمية ولا تؤثر من بعيد أو من قريب على مستقبل الشعب المصرى فى التنمية التى يسعى إليها. وأضاف اللاوندى، ان إسرائيل دولة شتات وتريد ان يظل الشعب الفلسطينى مشتتاً فى جميع دول العالم حتى لا يتوحد ويشكل خطراً على وجود دولتهم الحالية إذا توصل الفلسطينيون لاتفاق سلام يضمن حق العودة للاجئين. واستنكرت المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية سابقاً، مزاعم تل أبيب فى ممتلكات لليهود فى مصر، مؤكدة أنها محاولات لابتزاز الدولة المصرية، مضيفا أن مصر لم تتخذ قرارا بتأميم أى أملاك لليهود المصريين خلال وجودهم على أراضيها كمواطنين مصريين وثبت ذلك فى دراسات علمية وبحثية مختلفة واليهود الذين خرجوا بكامل إرادتهم باعوا كافة ممتلكاتهم وذهبوا إلى أوروبا وإسرائيل. وقالت الجبالى، ان هذا الملف أثارته جماعة الإخوان لخدمة المشروع «الصهيو أمريكى» خلال حكمها لمصر على لسان عصام العريان الذى قال نصاً «وفيها ايه لما اليهود اللى خرجوا من مصر يرجعوا مصر تانى وياخدوا املاكهم وكمان الفلسطينيين يرجعوا مكانهم يعنى مكان اليهود اللى ها يرجعوا مصر». واعتبرت الجبالى، ان أى حديث فى هذا الشأن ادعاءات باطلة والمواطن المصرى ان كان يهوديا أو مسيحيا أو مسلما له حق عند الدولة عليه ان يلجأ للقضاء المصرى وليس من حق إسرائيل تدويل قضايا ليست طرفا فيها وادعاؤها الدفاع عن اليهود كذباً.