مصالحة جديدة يقودها الدكتور سعدالدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون، استكمالا لمسلسل المصالحات التى دائما ما يكون الدكتور إبراهيم هو الداعى الأول لها، حيث يعتبر رئيس ابن خلدون هو «المرسال» الدائم بين مصر وقيادات الإخوان فى الخارج، على الرغم من الرفض الدائم الذي تصطدم به هذه المساعى. وعلى خلاف الجهود السابقة صادفت مساعي الدكتور إبراهيم هذه المرة التكذيب من قبل قيادات الجماعة بالخارج لأي لقاءات تمت بينها وبينه، هذا الى جانب موجة الغضب العارم والرفض التام لها من قبل الشعب المصري وقياداته. جاءت البداية، عندما تم تأسيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، الذى واجه العديد من الاتهامات، على رأسها أن المركز ستار خفي للولايات المتحدةالأمريكية بمصر، بالإضافة إلى ما يتلقاه من تمويل خارجي، وقد اعتُقل إبراهيم بتهم تلقي أموال من الخارج، وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة الإساءة لصورة مصر والحصول على أموال من جهات أجنبية دون إذن حكومي، عقب ذلك دعت منظمة العفو الدولية الحكومة المصرية إلى إطلاق سراحه. وتمثلت آخر محاولاته للتصالح مع الجماعة عندما فاجأ الجميع بسفره لتركيا تلبية لدعوة إخوانية، لحضور مؤتمر بإسطنبول بمشاركة قيادات إخوانية، لإلقاء محاضرة في إحدى الجامعات. ليخرج أستاذ علم الاجتماع، ويعلن عن مبادرة تصالح الدولة مع جماعة الإخوان، لافتا إلى أنه التقى بالدكتور أيمن نور، على خلفية زيارته لتركيا لحضور أحد المؤتمرات بعدها التقى بعض قيادات الإخوان بشكل غير مخطط. وكشف مدير ابن خلدون عن تفاصيل اللقاء الذى جمعه بالقيادات الإخوانية بمنزل أيمن نور، قائلا: استضافني أيمن نور في منزله على العشاء مرتين، إحداهما التقيت فيها مع محمود عزت وقيادات الصف الثاني والثالث بالإخوان، فضلاً عن منصف المرزوقي رئيس تونس السابق، سألوني عن المبادرة فقلت لهم، اتشتمت من كل طوب الأرض بسببها، ولمست فى تعليقهم شيئا من التحفظ». وتم الاتفاق خلال اللقاء على إثارة موضوع المصالحة على المستوى الاجتماعى، وذلك من خلال عدد من الفعاليات كالمؤتمرات والندوات خلال الفترة المقبلة لإثارة المصالحة مع الإخوان على المستوى الشعبى. وتوالى بعد ذلك تكذيب الجماعة لمبادرة سعدالدين، حيث كذب الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان الإرهابية التصريحات التى أدلى بها إبراهيم حول لقاء جمع بينهما منذ أيام بوساطة الدكتور أيمن نور، ووصفها ب«غير الصحيحة». وأضاف أن ما تم كان لقاء عابرا خلال زيارة صحية للدكتور أيمن نور، تواجد خلالها -دون ترتيب- كل من الدكتور سعدالدين إبراهيم، والدكتور منصف المرزوقى، والدكتور أحمد طعمة، وآخرين، وكان الحوار الذى دار بين الحضور حوارا عاما ولم يتطرق إلى مبادرات أو مصالحات أو ما شابه ذلك. وأكد «حسين» أن الجماعة مستمرة في موقفها وهو الإفراج عن محمد مرسى، وهو ما أكده أيمن نور مؤسس حزب غد الثورة، مشيرا الى أن الزيارة تزامنت مع زيارات أخرى أجراها سياسيون آخرون له بعد تماثله للشفاء من جراحة فى القلب أجراها مؤخرا، وأضاف نور أنه لم تتم خلال الزيارة أى حديث سياسى عن مبادرات أو مصالحات، بل كانت مقابلات ودية واجتماعية بسبب طبيعة الموقف. ورداً على ذلك، أكد الدكتور سعدالدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية، أن التصريحات التى يطلقها قيادات الجماعة برفض المبادة، تشير الى وجود انقسام بين صفوفهم، لافتا الى ان الجماعة منقسمة بين صقور وحمائم. وأوضح «إبراهيم» فى تصريحات خاصة ل«الوفد»، أن المقصود بالصقور هم الشباب المتشبثون بآرائهم، والحمائم هم الشيوخ الذين يتجهون الى المصالحة، مؤكدًا أن هذا النفى يشير الى اتجاهين الأول هو الضغوط التى يمارسها الشباب على القيادات برفض المصالحة، والآخر هو الاحتفاظ بجزء من المعركة أمام الدولة المصرية فى ظل الرفض المستمر لهذه المبادرات، وتابع رئيس ابن خلدون عن الاتهامات بتلقى تمويلات من قطر: «ليتنا نتلقى تمويلات من قطر». وقالت الناشطة الحقوقية داليا زيادة، إن سعد الدين يتمتع بعلاقات وطيدة مع كل من تركياوقطر، مشيرة الى أنه يتمتع بعلاقات طيبة مع المسئولين في الولاياتالمتحدة، هذا بالإضافة الى علاقاته مع قيادات الإخوان بالخارج. وأضافت «زيادة» فى تصريحات خاصة ل«الوفد»، أن ابراهيم قاد العديد من المصالحات تحت رعاية قطر، لافتة الى أنها قدمت له الدعم لفترات طويلة وقامت بممارسة الضغط على المركز جراء مساندته للدولة المصرية وموقفه من ثورة 30 يونية. وتابعت «زيادة» أن تأييد ثورة 30 يونية أدى الى توقف بعض الجهات المانحة عن تمويل المركز، مفيدة بأن استمرار سعد الدين فى إطلاق مبادرات التصالح، قد يشير الى وجود علاقات بينه وبين قطر وقيادات الإخوان.