بكلمات غاضبة وبأسلوب غير واعى بآلام الموجوين إستقبلوا المرضي ، الذىن اضطرتهم ظروف المعيشة وضيق الحال للتوجه للمستشفيات الحكومية ، ليجدوا لا شيء سوى اهدار الكرامة للحصول على ابسط حقوقهم فى الدولة ألا وهى الحق في العلاج . "ممكن لو سمحتي يا بنتى تذكرة عشان قرار علاج نفقة الدولة "، "مفيش" ، " طب ممكن انا تذكرة كشف"، "مفيش غير انف واذن وباطنة"، طب أنا عايز اجبس"، " مفيش الدكتور مشي، روح قسم الأستقبال"،طب ازاى الساعة لسه 11 الضهر"اعملك ايه"، هذا رد إحدى الموظفات بشباك الكشف بالعيادات الخارجية لمستشفى ام المصريين بالجيزة علي مصاب بكسر لجأ للمستشفي أملا في العلاج. انتهاك وثيقة حقوق المريض فبمجرد دخولك العيادات الخارجية بمستشفى أم المصريين، تجد ثلاث لافتات معلقة على حوائط المستشفى " وثيقة حقوق المريض، و لافتة رؤية المستشفى، وأخرى لمسئوليات المرضى وذويهم" حتى يعلم كل من يتعامل بالمستشفى ما له وما عليه.. ومع ذلك فكل بند من تلك البنود تكتشف عكسه تماماً داخل المستشفى، وكأن تلك اللافتات مجرد ديكور يوضع فقط حتى تقوم بعكسه، فوثيقة حقوق المرضى لا ينال منها المريض شيئاً . 5 ثوانى مدة الكشف بعيادات الأطفال:- "دول بيموتهم مش بيكشفوا عليهم- هما هيذلونا بالجنيه".. عبارات رددتها امهات الأطفال لزدحام غرفة كشف الأطفال وعدم اهتمام الطبيب بالكشف بطريقة دقيقة، وفي ظل الإزدحام وعدم تواجد من يقف ينظم دخول المرضى،يدخل الكثير من المرضى وغير المرضى، فدخلت محررة الوفد الغرفة وتجولت بها وسط الاطباء دون أن يلحظ أحد. وبالغرفة يجلس 4 اطباء على مكاتب حديدية يستخدمونها كسراير للكشف ، فيلتف اكثر من 10 اطفال حول كل طبيب، ويقوم بمرور السماعة لمدة لا تتعدى 5 ثوانى لكل طفل. و بجلوس الطفل على المكتب الحديدى امام الطبيب لا تشعر انك بمستشفى عام بل بأحدى المستوصفات بالقرى الفقيرة، لما يتبعه الأطباء من سرعة الكشف وكتابة دواء مسكنات للألم بدون تشخيص دقيق، وتذهب بعد ذلك الأم لصرف الدواء وبدء معاناه جديدة فى طابور العلاج المجانى. صيدلية العلاج المجاني منبع لمياه الصرف الصحى ما أصعب الحاجة والاضطرار!!..وما أعجز المرض !! الذي يجعل المريض في أشد الحاجة للعلاج المجاني كي يخفف آلامه، مضطر أن يقف بمكان غير آدمي في طوابير غير منظمة و مزدحمة وسط أرض تطفح بها مياه الصرف الصحي!! وبدون أي آداة للتعجب وللإندهاش في مكان لا يليق بمريض ينتظر دواء، فأنت تقف وكأنك وسط الشارع، وهذا الوضع المزري شيئاً اعتاد عليه المريض بمستشفى أم المصريين، فيقفوا حاملين بأحد أيديهم روشتة العلاج، والأيد الأخرى رافعين بها ملابسهم خوفاً من أن تطولها مياه الصرف، التي تغرق المكان حولهم فضلاً عن الرائحة الكريهة التى لا يتحملها أحد. وهناك من سأم الإنتظار بتلك الهيئة ووقف لا يبالى المياه ولا يريد سوى أن ينتهي هذا الإزدحام الشديد بطوابير غير منتظمة حتى يغادر وعلاجه بيده. صورة بألف كلمة... الصورة بألف كلمة... وما يتضمنه موقع مستشفى أم المصريين، من كلام وصور والتي من المفترض أنها من أكبر و أهم المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة،و تم تحسين خدماتها التكنولوجية إلى حد كبير والتي كان لها النصيب الأكبر في تطوير منظومة العلاج علي نفقة الدولة بالمستشفي، يختلف تماماً عن صورة الواقع الحقيقية فبأحد أهم جزء بها وهو العيادات الخارجية التى يتوجه لها المواطن البسيط منذ الصباح الباكر ليحجز دوره فى طابور الكشف ، ثم معمل التحاليل وصولاً لصيدليات صرف العلاج المجانى، ويدور بحلقة مغلقة من الاذلال لقطع التذكرة الكشف و التحاليل،حتى الحصول على العلاج. والسؤال يطرح نفسه يا سادة من المسئول عن حفظ كرامة المريض وآدميته ؟ هل وزارة الصحة التى لا تمت للصحة بصلة ام مسئولى مستشفيات الغلابة التى يهان بها الفقراء من سيدات وكبار السن وحتى الأطفال، للحصول على دواء مجانى يدفعون ثمنه من طول ساعات انتظار الكشف ومن قطع انفاسهم لتحمل عبء طوابير صرف الدواء.