مستشفي دمنهور العام الداخل مفقود والخارج مولود, مقولة يرددها مئات المرضي الذين يترددون يوميا عليها من كثرة معاناتهم من الأطباء والممرضات وسوء حالة المستشفي وندرة الأدوية ونقص السرائر وانتشار القمامة والحشرات والفئران والقطط الضالة في كل مكان داخل المستشفي, خاصة أن المستشفي يستقبل أعدادا كبيرة من الحوادث بصفة يومية, فبمجرد أن تخطو قدماك داخل المستشفي تجد المرضي يفترشون الأرض والطرقات, والعيادات بدون أطباء, والصيدلية مغلقة معظم الوقت وصرف الدواء حسب المتاح وليس وفق حالة المريض, كما يعاني المرضي المترددون علي المستشفي من أزمة عدم وجود أكياس دم, وهذا ما أكده علي خيرالله, أخو أحد المرضي, قائلا: مر الطبيب وقال لي أخوك محتاج دم ولا يوجد دم بالمستشفي أتصرف بقي, وذهبت لبنك الدم بالمستشفي حتي استطيع شراء كيس دم مقابل أي مبلغ لانقاذ أخي من الموت, لكن خرجت علي الطبيبة الموجودة, وقالت لي: روح شوف متبرع أنا معنديش لك دم, وبحثت عن واسطة وبعد أذلال وافقت علي إعطائي كيس الدم مقابل مبلغ120 جنيها. ويقول جابر عبدالرحمن موظف: عند دخولك مستشفي دمنهور لن تجد أماكن لانتظار الأهالي لمرضاهم, فيلجأون للجلوس علي السلالم وبين الطرقات, كما أن هناك إهمالا وسوء معاملة للمرضي من عدم المرور عليهم ومتابعة حالتهم سواء من الأطباء الذين يعاملون المرضي بتعال شديد, وكذا من التمريض الذين لا يعرفون شيئا عن المرضي, أما العاملات فحدث ولا حرج, حيث لا يتم تغيير للفرش والبطاطين مما يساعد علي نقل الأمراض بين المرضي, فهناك إهمال شديد داخل المستشفي من عدم الاهتمام بالنظافة. وتساءل: لو كان مدير المستشفي يقوم بعمله من خلال المرور علي المستشفي كان ممكن يحصل كده؟ وتشكو المهندسة علياء الحبروك, من نقص عدد الأطباء بالمستشفي خاصة أن الأطباء الكبار ورؤساء الأقسام والاستشاريين ينصرفون مبكرا ويذهبون إلي عيادتهم الخاصة التي يصل الكشف بها الي مائة جنيه, ويتركون بعض الأطباء من محدودي الخبرة وأطباء الامتياز يجتهدون في علاج المرضي. ويقول شادي عبدالملك, إنه لا توجد مقاعد لاستقبال مرافق المرضي في جميع الأدوار ويلجأ الأهالي إلي فرش الأرض بالبطاطين حتي يستطيعوا الجلوس بالإضافة الي أن العديد من غرف المرضي لا توجد بها الاستعدادات اللازمة لاستقبال المرضي كما ان الأسرة بدون فرش كل هذا بجانب تقادم المبني وظهور معالم تآكل الرطوبة علي جدران المباني من الداخل والخارج. ويقول كريم يونس: أتردد بصفة دورية علي المستشفي خاصة أنني أعاني مرض الكبد, وإنه كان يقوم بصرف العلاج من صيدلية المستشفي, ولكنه في الآونة الأخيرة بدأ العلاج في التناقص واتجه الأطباء إلي تغيير أنواع العلاج أكثر من مرة علي حسب الموجود داخل صيدلية المستشفي.ويضيف أنه يئس من الحصول علي العلاج المطلوب فقام بشرائه علي نفقته الخاصة, كما يقوم بعض الاطباء بتكييف علاج المرضي علي ما هو متاح منها بالصيدلية, ولاتوجد بها أدوية وعند احتياجه لدواء معين يفيده المسئول بأنه غير متوافر بالاضافة الي ان بعض العاملين من معدومي الضمير يقومون ببيع الأدوية المجانية إلي صيدليات أخري بمبالغ مالية كبيرة وتحت مسمع ومرأي من مسئولي المستشفي. ويقول محمد عثمان مريض إن هناك معاناة يومية لمرضي فيروسc داخل المستشفي بسبب الاهمال المتزايد والذي يجعلنا ننتظر لساعات في ازدحام للحصول علي علاج دون الرفق بنا ومعاملتنا بدون إنسانية, حيث انتظر لساعات طويلة حتي أتمكن من الحصول علي رقم يسمح لي به بالدخول, بالاضافة إلي عدم وجود أي نظام, فالمستشفي تحول لسوق مليء بالمواطنين وبأغراضهم التي يصعب أن تراها بالمستشفيات الخاصة. ويشكو بهاء سلام أخو أحد المرضي من سوء معاملة الأطباء داخل قسم الغسل الكلوي بالمستشفي, كما أن هناك حالة من التكدس والازدحام كما يشهد القسم مجموعة من المدخنين داخل صالات الاستقبال, وهذا يؤثر بالسلب علي حالات المرضي, كما أن الأطباء يطلبون منك شراء كل شيء.