أصابت «لعنة عكاشة» السفير الإسرائيلي بالقاهرة حاييم كورين بعد أن تسبب لقاؤهما في مصر في إثارة عاصفة أطاحت بنائب البرلمان توفيق عكاشة بعد تصويت البرلمان الذي قضي عليه بالفصل. أثار اللقاء انتقادات واسعة ل«كورين» في تل أبيب واتهمه البعض بأن اللقاء تسبب في تدهور العلاقات المصرية - الإسرائيلية. وتحت عنوان: «هل هؤلاء شركاؤك يا إسرائيل»؟ كتب رالي شختر الكاتب الاسرائيلي فى موقع (التفكير الإقليمي الإسرائيلي) أن اللقاء الذى جمع بين السفير الإسرائيلي وتوفيق عكاشة، الذي يُعتبر مهرّجاً سياسياً وإعلامياً في مصر، لم يساهم في دفء العلاقات بين إسرائيل ومصر وإنما أدى إلى انحطاط جديد. وأضاف «شختر» شعر الاسرائيليون بفرحة عارمة عندما نشرت القناة «العاشرة» الإسرائيلية الأسبوع الماضى خبر اللقاء، حيث لم يكن هذا النوع من المقابلات شائعا حتى الآن في علاقة السلام البارد بين إسرائيل ومصر، وقد أثار هذا اللقاء ضجّة كبيرة في البرلمان المصري وغضب أعضاء البرلمان من عكاشة بل خلع أحدهم حذاءه وألقاه صوبه، كرمز واضح لاحتقاره وإهانته. وأكد أن نشرات الأخبار في اسرائيل قامت بتغطية شخصية عكاشة الاستفزازية، مؤكدة أن الخطوة كانت ستبدو جميلة لو كانت فعلا خطوة شجاعة من قبل شخص استثنائي، مكافح من أجل السلام ومستعد للتضحية بمكانته الشخصية وربما أيضا المهنية من أجل تعزيز هدف يؤمن به.، فقد كان الكاتب المسرحي المصري المعروف علي سالم شخصية كهذه؛ فقد زار إسرائيل رغم معارضة زملائه الشديدة فدفع ثمنا باهظا على ذلك. وأكد الكاتب الإسرائيلي أن شخصية «عكاشة» غريبة ومثيرة للسخرية، حتى لو كانت لديه تحرّكات بين النخبة في مصر فهو بالتأكيد ليس ممثّلاً لها أو ناطقاً باسمها؛ في أفضل الأحوال هو بمثابة بالون اختبار أو كيس ملاكمة يهدف إلى قياس المزاج العام لدى الشعب، ما هي الفائدة التي ستحصل عليها إسرائيل من التعاوُن مع شخص كهذا؟ دافع السفير الإسرائيلي عن توفيق عكاشة، وقال إنه التقاه خلال الفترة الأخيرة «ضمن لقاءات ناجحة مع صحفيين آخرين»، ونشر السفير مقطع فيديو على صفحة «إسرائيل في مصر» بموقع «فيسبوك»، بالتزامن مع جلسة مجلس النواب لإسقاط العضوية عن توفيق عكاشة. وقال «كورين» إنه أجرى عدة لقاءات مع صحفيين مصريين في القاهرة، واصفاً إياها بالناجحة، وأضاف انه يتفهم أن الاجتماع الأخير مع «عكاشة» أثار جدلاً واسعاً بمصر، مؤكداً أن السفارة ترحب بأي لقاء مع أي شخص في مصر، وأنه يقبل الرأي والرأي الآخر، من أجل توطيد العلاقات بين الشعبين المصري والإسرائيلي. ونشر الأنثروبولوجي والباحث بالشأن المصري المعروف من جامعة «أوكسفورد»، الدكتور وولتر أرمبراست (Armbrust)، مؤخراً تحليلاً مميزاً حول «عكاشة»، وقالت انه حتي 2011 كان «عكاشة» مذيعاً في برنامج هامشي وسياسي صغير في الحزب الحاكم، شخصية متعدّدة الأوجه تعكس القوة ولكنها في الوقت ذاته سخيفة وخطيرة.