كشفت مصادر بمجلس النواب، أن عددًا من أعضاء المجلس يجمعون توقيعات حاليا، بقيادة النائبين طارق الخولى ومصطفى بكرى، للمطالبة بإسقاط عضوية توفيق عكاشة عضو المجلس. وأوضحت المصادر، أن الأعضاء يحاولون جمع توقيع ثلث أعضاء المجلس بمعدل 200 توقيع، ليكون لهم الحق في التقدم بطلب إسقاط العضوية، بحيث يتم عرض الطلب على المجلس غدًا في جلسته العامة. وأضافت المصادر، أن حال موافقة ثلثى الأعضاء على الطلب سيتم إسقاط العضوية عن عكاشة، وفقا للمادة 110 من الدستور. على الجانب الآخر انتقد موقع "المصدر" التابع لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، الهجوم على توفيق عكاشة واعتبر ما حدث بأنه يمثل برودًا وانحطاطًا جديدًا في العلاقة بين مصر وإسرائيل. وقال الموقع تحت عنوان "هل هؤلاء هم شركاؤك يا إسرائيل"، لا يساهم اللقاء بين السفير الإسرائيلي في مصر وعضو البرلمان توفيق عكاشة، الذي يُعتبر مهرّجا سياسيا وإعلاميا في مصر، في دفء العلاقات بين إسرائيل ومصر وإنما يرمز تحديدا إلى برود وانحطاط جديد. وقال الموقع منذ صعود عبد الفتّاح السيسي سدة الحكم ظهرت عملية دفء ملحوظة في العلاقات بين مصر وإسرائيل، والتي تتضمن أيضًا محادثات منتظمة بين قادة البلدين وتنسيق سياسي وعسكري واسع بشأن حماس، وما يحدث في سيناء والتطوّرات الإقليمية. وأضاف: "في الأيام الماضية استبشرنا في القناة العاشرة الإسرائيلية بخطوة مفرحة أخرى: السفير الإسرائيلي في القاهرة، الدكتور حاييم كورين، يتلقى دعوة رسمية لتناول وجبة عشاء مع عضو البرلمان والمعلق التلفزيوني توفيق عكاشة، لم يكن هذا النوع من المقابلات شائعا حتى الآن في علاقة السلام البارد بين إسرائيل ومصر، وبطبيعة الحال فقد استجاب لها السفير. وقد أثارت هذه الدعوة في البرلمان المصري ضجّة كبيرة، غضب أعضاء البرلمان من عكاشة بل خلع أحدهم حذاءه وألقاه صوبه، كرمز واضح لاحتقاره وإهانته. في نشرات الأخبار في القناة العاشرة وفي الموقع الإخباري الأكثر مشاهدة في إسرائيل تمت تغطية شخصية عكاشة الاستفزازية، وفُسرت هذه الدعوة، وكذلك رفضه لإلغاء لقاء آخر مع السفير لاحقا، كخطوة شجاعة. وقد صرّح السفير كورين أيضًا بأنّه مستعد لعقد لقاء آخر. ربما كانت ستبدو تلك الدعوة خطوة جميلة لو كانت فعلا خطوة شجاعة من قبل شخص استثنائي، مكافح من أجل السلام ومستعد للتضحية بمكانته الشخصية وربما أيضا المهنية من أجل تعزيز هدف يؤمن به. كان الكاتب المسرحي المصري المعروف علي سالم شخصية كهذه؛ فقد زار إسرائيل رغم معارضة زملائه الشديدة فدفع ثمنا باهظا على ذلك. ولكن توفيق عكاشة يختلف عن علي سالم، نشر الأنثروبولوجي والباحث بالشأن المصري المعروف من جامعة أوكسفورد، الدكتور وولتر أرمبراست (Armbrust)، مؤخرا تحليلا مميزا حول الرجل ونشاطه. حتى انتفاضة كانون الثاني 2011 كان عكاشة مذيعا في برنامج استضافة ثانوي وسياسي صغير في الحزب الحاكم. ولقد دخل الإعلام المصري بفضل الفراغ الاجتماعي - الإعلامي الذي نشأ بعد الثورة، ويصف أرمبراست عملية تشكّله كمحتال (Trickster)، شخصية متعدّدة الأوجه تعكس القوة ولكنها في الوقت ذاته سخيفة وخطيرة. حصل عكاشة على مركز رئيسي في الإعلام المصري كشخصية مثّلت "إصلاحا" بل معاداة الثورات في فترة الانتفاضة ضدّ حكم مبارك. وقد تم تحديده كمقرّب من الجيش المصري أيضا في الفترة التي بقي فيها الجيش من وراء الكواليس، وظهر أنّ هذا كان سرّ قوّته، أثار ظهوره التلفزيوني الدراماتيكي إلى درجة السخرية (والذي اشتمل على ضرب بالشبشب على الطاولة في الأستوديو من أجل توضيح ما يجب فعله لأعداء مصر من الداخل والخارج) تحفّظا شديدا في أوساط الطبقات المثقّفة في مصر، بل واعتُبر كلام عكاشة خطيرا بسبب ميزة تأثيره على الجمهور العريض وربما أيضا على متخذي القرارات في قيادة الجيش.