تتعرض الشركة الشرقية «أيسترن كومبانى» وهى إحدى القلاع الصناعية فى مصر وثانى أكبر مورد للخزانة العامة للدولة بعد قناة السويس إلى حملات شرسة منظمة من قراصنة التهريب وبعض الشركات الأجنبية المنافسة لضرب اقتصادياتها فى مقتل من خلال إغراق الأسواق المحلية المصرية بمنتجات مقلدة، وتحمل علامة «كليوباترا» وهى إحدى المنتجات الرئيسية للشركة الشرقية. تدخل المنتجات المهربة والمقلدة بأساليب غير شرعية عبر الموانئ والمنافذ الجمركية وذلك بإخفاء السجائر المهربة داخل الواردات من البضائع الأخري، ويلجأ قراصنة التهريب إلى استخدام السفن صغيرة الحجم لنقل هذه الأصناف من وإلى الشواطئ دون الالتزام بالإجراءات الجمركية أو الرسوم فى المنافذ الجمركية والبحرية، واستخدام المراكب لنقل ما عليها من بضائع إلى الشواطئ. كما تدخل السجائر المهربة إلى الأسواق المصرية بطريقة الاحتيال والالتفاف على إجراءات نقل البضائع العابرة «الترانزيت» من الموانى والمنافذ الحدودية عبر الأراضى المصرية إلى بعض البلدان المجاورة حيث يتم تسريبها وطرحها للبيع داخل السوق المصرى . ■ إغراق وتقليد ل «كليو باترا» تتسبب عمليات الإغراق والتهريب التى تتعرض لها الشركة الشرقية «أيسترن كومباني» فى إلحاق أضراراً كبيرة مادية وأدبية بالشركة مما يؤثر سلباً على اقتصادياتها، وضياع أموالاً طائلة على الخزانة العامة للدولة مع الأخذ فى الاعتبار أن الشركة تقوم بسداد نحو 29٫5 مليار جنيه للخزانة العامة للدولة سنوياً وهى ثانى أكبر مورد للخزانة بعد قناة السويس. وفيما يلى بعض الحاويات التى تم ضبطها بمعرفة الأجهزة الرقابية ومنها الإدارة العامة لمباحث التموين، وقوات حرس الحدود، ومصلحة الجمارك: ■ تم التحفظ على «21» حاوية محملة بسجائر كليو باترا مقلدة قادمة من مينائى «ميرسن» و«اسطنبول» بدولة تركيا كما تم التحفظ على عدد «5» حاويات محملة بسجائر ماركة كليوباترا المقلدة قادمة من ميناء «بيروس» اليونانى . ■ كما تم التحفظ على الباخرة GENC3 محملة بعدد «حاوية سجائر كليوباترا المقلدة والمصنعة فى إحدى الشركات بدولة مونيتنجرو وتم احتجاز الباخرة والكميات المضبوطة عليها . كما تم التحفظ على «11» حاوية سجائر كليوباترا مقلدة ومصنعة بنفس الشركة بدولة مونتينجرو وكانت متجهة إلى ميناء طبرق بليبيا . ■ ضبط «900» كرتونة سجائر كليوباترا مقلدة، و55 طن تبغ وخامات مستخدمة فى التصنيع وتم تصنيع السجائر المضبوطة بإحدى الشركات بدولة ألبانيا. ■ تأكد للشركة الشرقية قيام إحدى الشركات الڤيتنامية بتصنيع وتقليد منتجات الشركة الشرقية مع وضع التحذير الصحى وطوابع البندرول المزورة عليها للتحايل على الجهات الرقابية المصرية، ويتم شحن الحاويات من ميناء «هوسيه» إلى ميناء طبرق بليبيا، وتم الحصول على صور للموقع الإنتاجى والمنتجات التى يتم تقليدها. ■ كما وردت معلومات للشركة تفيد قيام إحدى الشركات الأردنية المنتجة للتبغ والسجائر بإنتاج وتقليد سجائر الشركة الشرقية ماركة «كليوباترا»، وتدخل كميات كبيرة من السجائر المهربة والمقلدة من الحدود الغربية مع ليبيا ودخلت كميات كبيرة من الحاويات عن طريق الحدود البحرية المصرية على أنها منتجات ورقية أو كيماوية أو مواد تجميل برسم ترانزيت أو رسم نهائى وتبين أن هذه الحاويات تحمل سجائر مهربة ومقلدة لماركة «كليوباترا» التى تنتجها الشركة الشرقية. ■ بؤر التهريب فى السوق المحلى أكبر بؤر التهريب فى السوق المحلى التى تستقبل البضائع المهربة طبقاً للإحصائيات التى قامت بها جهات رقابية وأمنية هى مدينة نبروه - شارع العباسى بالمنصورة - باب البحر - البساتين «القاهرة» - الإسكندرية - مطروح - السلوم - سيوة - بورسعيد - طنطا - دمنهور - المحلة - المنيا - الفيوم . ■ أحماض نووية تؤكد نتائج التحاليل الصادرة من المركز القومى للبحوث برئاسة الدكتور أشرف شعلان والتى جرت على عينات كبيرة من السجائر المهربة والمقلدة من ماركات مجهولة المصدر تحت إشراف الدكتورة خيرية نجيب أنه لوحظ وجود 24 مركب مجهول تم التعرف على 11 مركب منها بنسبة تأكيدية عالية فى مستخلص السجائر المهربة، وبدراستها وجد أن أحد هذه المركبات ومشتقاته له تأثير ضار على تلف الحمض النووى «DNA» مما يؤدى إلى حدوث طفرات ينتج عنها عدم انتظام انقسام الخلايا، وتكوين الأورام السرطانية فى أنسجة الإنسان كما تم التعرف على مركز آخر ووجد أن له تأثير ضار على سلوك الجهاز العصبى للإنسان وبالمقارنة فقد تم تجميع عينات من الإنتاج المحلي، وبالتعرف على المركبات المجهولة فى مستخلص تلك العينات وجد أنها مركبات غير مدرجة ضمن المركبات المسرطنة طبقاً لما جاء فى الدراسات التى تمت فى الوكالة الدولية لبحوث السرطان بفرنسا، وذيل الدكتور أشرف شعلان فى التقرير الذى أرسله إلى إدارة الشركة الشرقية والخاص بنتائج العينات بقوله «مرفق تقرير مفصل بنتائج التحاليل التى تمت على عينات من السجائر المهربة والسجائر محلية الصنع» . ■ ضياع لأموال الدولة : يوجه المحاسب محمد عثمان هارون رئيس مجلس إدارة الشركة الشرقية حديثة إلى الجهات المسئولة المعنية بالأمر قائلاً: إذا كان عبء الضرائب والرسوم الجمركية المحملة على أصناف السجاير المنتجة محليا وكما تعلمون سيادتكم يصل إلى 75% من سعر بيعها، فإن عدم تحمل الأصناف المهربة لأية أعباء ضريبية أو جمركية سواء عند تهريبها أو عرضها للبيع داخل السوق المصرى ، إنما يخلق منافسة غير مشروعة وظالمة ويلحق ضرراً بالغاً بالأصناف المحلية، فضلاً عما يمثله ذلك من ضياع مبالغ وإيرادات طائلة على خزانة وموارد الدولة هى فى أشد الحاجة إليها خلال المرحلة الحالية . وعليه وانطلاقاً من المصلحة الوطنية العليا وحفاظاً على إيرادات وموارد الخزانة العام للدولة وحرصاً على المنتجات المحلية بعد أن بات الأمر جد خطير فإننا نقترح الآتى : 1- التشديد على منع استخدام السفن الصغيرة الحجم فى نقل السجاير من وإلى الموانئ والمنافذ الجمركية المصرية . 2- منع نقل السجاير الواردة من المنافذ الجمركية كبضائع ترانزيت عبر الأراضى المصرية إلى البلدان المجاورة خاصة بعد أن بات واضحاً أن بعض المنافذ الجمركية البرية على الحدود تستخدم لعبور أصناف السجاير من الأراضى المصرية إلى البلدان المجاورة بشكل قانونى فى أول النهار ليعاد تسريبها إلى داخل السوق المصرى فى آخره . 3- تشديد وإحكام الرقابة والتفتيش على البضائع الواردة فى الموانى والمنافذ الجمركية سواء البحرية أو البرية وبصفة خاصة فى المنافذ البرية على الحدود مع دول الجوار . 4- تدعيم وتنشيط سلطات مكافحة التهرب الجمركى والضريبى للقيام بحملات تفتيشية على الأصناف المهربة المتداولة داخل السوق المصرى . 5- هناك ضرورة حتمية يفرضها صالح الاقتصاد القومى تتمثل فى زيادة مقدار الضرائب والرسوم الجمركية التى يتعين فرضها على أصناف السجاير الأجنبية المستوردة حماية لمقومات الصناعة الوطنية، وحفاظا على ما يتولد عنها من قيمة مضافة للاقتصاد القومي، وهو مبدأ تعترف بمشروعيته الاتفاقات والمواثيق التجارية الدولية، وتطبقه غالبية الدول المتقدمة والنامية على حد سواء . ونحن إذ نعرض على الجهات المسئولة وفى مقدمتها وزارة الداخلية ووزيرها الكفء اللواء مجدى عبدالغفار وكذا وزارتى المالية والصناعة الأمر برمته لحماية إحدى الكيانات الصناعية الكبرى فى مصر وهى الشركة الشرقية بهدف الحفاظ على مقدرتها وموارد وإيرادات الدولة من الضياع .