بمناسبة احتفال يوم السياحة العربي للعام الثاني على امتداد الوطن العربي تنظم المنظمة العربية للسياحة دورة تدريبية تتعلق بالتسويق والجودة السياحية بمدينة شرم الشيخ ولمدة أسبوع بمشاركة وفد من وزارة السياحة والآثار من دولة فلسطين وبعض العاملين في المجال الفندقي والسياحي بمدينة شرم الشيخ بدعم من البنك الإسلامى للتنمية وبرنامج الأممالمتحدة الانمائي، حيث تهدف هذه الدورة إلى التعرف على مفهوم التسويق السياحي وأهميته للمؤسسات السياحية والفندقية لإبراز أهمية السياحة في تمويل الاقتصاد العالمي والوطني والمحلي، وآثارها المباشرة وغير المباشرة في توفير فرص العمل، ودعم الدخل القومي والتنمية، والنهوض بالبني التحتية بالدول وما طبيعة تسويق الخدمات مقارنة بتسويق السلع المادية الملموسة والتعرف على كيفية الاختلاف في عناصر المزج التسويقي للخدمات، بالإضافة إلى المضامين الجديدة التي جاء بها المفهوم الحديث للتسويق السياحي والتسويق الالكتروني وما أهميته وخطورته في نفس الوقت والعلاقة بين الرضا والارتياح والقيمة التي يحصل عليها النزيل من جراء استفادته من الخدمة والاعتبارات الأخلاقية والاجتماعية في التسويق السياحي والبيئة التسويقية، وكيف تتم دراستها وتحليلها وما أهمية المشاركة في المؤتمرات والمعارض السياحية العالمية والمحلية للترويج عن المنتجات والمقاصد السياحية. وللإجابة عن العديد من التساؤلات التي تتعلق بكيفية تسويق المنتجات السياحية خارجياً وداخلياً، بالإضافة إلى التعرف على كيفية تحسين الجودة في قطاعات السياحة والسفر وما المعايير المتبعة في المقاصد السياحية والفندقية والمطاعم لتحسين جودة خدماتها وكيفية تطبيقها وما مفهوم تنافسية السياحة والسفر. صرح الدكتور بندر بن فهد آل فهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة بأن إقامة هذه الدورة في مدينة شرم الشيخ تأتى دعماً للقرار الوزاري العربي الذي صدر في اجتماع مجلس وزراء السياحة العرب بمدينة الشارقة في دورته ال 18 بأن تكون مصر مقصداً للسواح العرب، داعياً كافة الدول العربية بأن تكون مصر محطة رئيسية لهم في عام 2016 خاصة أن شعار هذا العام هو تنمية السياحة العربية البينية لمواجهة الظروف الراهنة التي تتعرض لها بعض المدن العربية، مشيراً عن أسباب اختيار شعار الاحتفال «تنمية السياحة العربية البينية» لما تزخر به المنطقة من كنوز تراثية وعادات وتقاليد تمتاز بها عن كافة بقاع العالم، مؤكداً حتمية التكامل السياحي العربي وضرورة تطوير البرامج السياحية العربية المشتركة لتكون المنطقة العربية مقصداً سياحياً مشترك مثمناً الجهود التي بذلت من وزير السياحة الدكتور هشام زعزوع وقدمت من محافظ جنوبسيناء لواء خالد فودة لإنجاح هذا الحدث في مدينة شرم الشيخ لتكون تلك الدورة هي شرارة الاحتفال والانطلاق على امتداد الوطن العربي، مؤكداً بأن السياحة صناعة كبرى ومورد اقتصادي مهم، مشيراً إلى أنه جاب العالم خلال عام 2015 أكثر من مليار ومائة مليون سائح ولم تستقطب المنطقة العربية سوى ما يقارب 72 مليون سائح وان السياحة البينية العربية قبل الظروف الراهنة قد وصلت إلى 45% ثم تراجعت نتيجة لها إلى 30% تقريباً مما كبدها خسائر وصلت حتى تاريخه أكثر من 40 مليار دولار، مشيراً إلي أن الدول العربية تسعى إلى تطوير وتنمية السياحة العربية البينية التي أصبحت الملاذ الأكثر أمناً والأثري مردوداً، لافتاً إلى آخر دراسة قامت بها المنظمة قد أوضحت بأن السائح العربي أكثر إنفاقاً، حيث يبلغ متوسط إنفاقه على رحلة 5 أيام ما لا يقل عن 4500 دولار، متجاوزاً ما ينفقه السائح الأجنبى الذي غالباً ما يكون ضمن مجموعات، حيث يبلغ إنفاقه لرحلة بنفس المدة بحدود مبلغ لا يتعدى 300 دولار، ومن هنا يظهر الفارق ومدى أهمية تنمية السياحة البينية العربية وتطويرها. وأشار «آل فهيد» إلي أن آخر الإحصائيات السياحية أوضحت أن قطاع السياحة والسفر من أهم القطاعات التي تساعد على التوظيف، والحد من البطالة ويدعم هذا القطاع عالمياً بشكل مباشر ما يقارب من 106 ملايين وظيفة حتى عام 2014، وأما الدعم غير المباشر للتوظيف فيتمثل فيما يقارب 277 مليون شخص يستفيد من قطاع السياحة، أي وظيفة من كل 11 وظيفة في العالم وفى الدول العربية يسهم القطاع السياحي في التوظيف المباشر بما يقارب 10 ملايين شخص، ويشكل ما نسبته 12٪ من إجمالي الوظائف في الدول العربية، أما حجم الاستثمارات للقطاع السياحي بالدول العربية فمن المتوقع أن تصل بنهاية عام 2020 إلى 323 مليار دولار.