تعتبر السوق الأفريقية من أهم الأسواق في العالم، وتتميز هذه السوق بكونها سوقاً مستوردة، خصوصًا للمنتجات تامة الصنع، فهذه السوق الكبيرة مستقبل جيد للصناعات المصرية، غير أن هذه السوق تواجه الكثير من العقبات والمشكلات التي تعوق التصدير وتدفع المصدرين للتفكير جيداً قبل الخوض في هذه التجربة. أكد المهندس سعيد أحمد - رئيس المجلس التصديري للمفروشات المنزلية أن إفريقيا سوق كبيرة وواعدة، ومن الخطأ عدم الاستفادة من اتفاقية «الكوميسا» التي تعفي المصدرين من الجمارك في إفريقيا. وقال إن أهم المشكلات التي تواجه المصدرين إلى أفريقيا هي مشاكل النقل وعدم وجود سكك حديدية مباشرة إلى داخل الأسواق، مما يتسبب في زيادة الوقت والتكاليف على المصدرين، وكذلك عدم وجود مخازن للبضائع المصرية، وهذا يتطلب أن يكون التعاقد مسبقاً مع المستورد لضمان تسويق البضائع حال وصولها، وهو أمر من الصعوبة أن يحدث. وأوضح «سعيد» أن أهم المشاكل الأخرى يتعلق بالنواحي الأمنية وعدم استقرار الأوضاع، غير أننا لابد أن نعمل في ظل أي أوضاع بسبب التراجع المتتالي للصادرات، مما يجعلنا نحتاج إلى اختراق الأسواق مهما كانت المشاكل المحطية بها. وأكد المهندس حسن عشرة - رئيس المجلس التصديري للغزل والنسيج أن هذا القطاع بعيد من السوق الإفريقي لأن هذه السوق لا تمتلك المصانع التي تقوم بتصنيع الغزول وإنما هي سوق مستوردة جيد جداً للمنتجات تامة الصنع. وقال خالد أبوالمكارم - رئيس المجلس التصديري للكيماويات إن أهم المشاكل التي تواجه المصدرين في إفريقيا هي مشاكل النقل، بسبب عدم وجود خطوط مباشرة، خصوصًا إلى مناطق كينيا وأوغندا، حيث لا يوجد سوى ميناء «بومباسا» في كينيا، وميناء «دار السلام» في تنزانيا، مشيراً إلى ان الوصول إلى الدول الإفريقية يتطلب الذهاب أولا إلى الموانئ الأوروبية لإمكان الوصول إلى إفريقيا، أو عن طريق موانئ دبي، وهذا يؤدي إلى ارتفاع شديد في تكاليف الشحن والنقل، كما أن المواد الكيماوية والأسمدة، لا يحتمل أن يتم نقلها عن طريق الطيران، لما تتميز به من خطورة ووزن. وأوضح خالد عبده رئيس - غرفة صناعات الطباعة ان حجم الفرص المتاحة في الأسواق الإفريقية كبير إلا أن هناك مشكلات عدة تقف حاجزاً أمام الاستفادة من تلك الأسواق، خصوصًا ما يتعلق بالشحن والنقل. فضلا عن صعوبة المنافسة من دول جنوب شرق آسيا وعدم وجود تمويل ميسر للصناعات المتوسطة والصغيرة التي تستهدف تلك الأسواق. وأكد الدكتور هشام الفتي - وكيل المجلس التصديري للأدوية، أن أهم المشاكل التي تواجه المصدرين لإفريقيا تتمثل في الشحن، فهذه القارة الكبيرة لا تملك خطوطاً منتظمة للطيران أو الشحن البحري، مشيراً إلى أن «الحبشة» افتتحت باب النقل البحري أخيراً، غير أن ذلك يمثل أيضاً الكثير من الصعوبة لبعد المكان. وقال «الفتي» إن الشحن بهذه الطريقة يمثل تكلفة أعلى بالنسبة للمستورد الذي يضطر إلى التعاقد على شحنات أكبر مرة واحدة نتيجة لصعوبة الاستيراد، وأشار «الفتي» إلى أن أهم المشاكل أيضا تتمثل في نظام البنوك في إفريقيا الذي يصعب التعامل معها بالنسبة لسهولة السداد وتوافر السيولة النقدية، مما يمثل عبئاً على المصدر الذي يواجه مصاعب في الحصول على حقوقه ومستحقاته بعد فترة، وبصعوبة شديدة.