المصري العالمي عمر النجدي.. ورؤية نحو القدس وغزة ورفح

الفنان المصري العالمي عمر النجدي 85 عاماً.. يعود إلينا بمعرض - لا أصادر - إذا قلت أنه سيكون من أهم معارض عام 2016 حيث يختزن فيه الفنان خبرته علي مدي نصف قرن من الزمان، وتفرده الحداثي الذي يجعل من أعماله كيانات شبابية لا تذبل وهو حريص دائماً علي مصرية لوحاته، النجدي تاريخ طويل من التمرد الفني، منذ تخرجه في كلية الفنون الجميلة عام 1953- حيث سافر إلي روسيا ثلاث سنوات ثم إلي إيطاليا. حيث تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة بفينيسيا عام 1965، في أغلب لوحاته اهتم بالتجريد والسريالية وتطعيم فنه بالخط العربي الذي يجيد كل أساليبه بإتقان فريد.. ولهذا صارت لأعماله فلسفة خاصة حتي استخدامه للخامات - الخشب وهو قريب إلي نفسه له عمق فلسفي، حيث يعتبر الخشب رابطاً بين طين الأرض والخروج إلي جماليات تشكيلية مبهرة. والحديد يستخدمه كثيراً في أشكال تشي بالقوة والصلابة وعمق الرؤية.. يستخدم في أعماله أيضا الرمل والمعادن باختلاف أنواعها والصلصال.. وقد اقتنت أغلب المتاحف والمعارض العالمية أعماله نموذجاً للتطور التشكيلي المصري العربي ورمزاً للحداثة، المكتبة الوطنية في باريس تقتني أعمالاً له ترمز للروح المصرية ذات الخلفيات التاريخية والموروث، ومتحف الفن المعاصر في فينيسيا يقتني أربع لوحات له. وكذلك منظمة راسكينج في إنجلترا.
النجدي حصل علي 16 جائزة دولية وفي عام 2002 افتتحت فرنسا متحفاً خاصاً لأعماله.
المعرض الجديد يقيمه عمر النجدي في قاعة أرتس مارت بمدخل طريق مصر الإسكندرية الصحراوي.. ويستمر حتي 7 مارس القادم.
في معرضه الجديد المقام حالياً ثلاث لوحات ضخمة، تؤرخ لتاريخ مصر وفلسطين المعاصر.. وهي لوحات «25 يناير، 30 يونية» و«العشاء الأخير في القدس» و«غزة ورفح».
الفنان التشكيلي الشاب كريم عبدالملاك.. مولع بجماليات المرأة المصرية.. حتي صارت رسوماته كائنات حية تنبض وتتكلم.. وكأنه يرسم روح المرأة في أعماله قبل تكوينها الملموس.. أعماله تحتفي بها أسبوعيا مجلة صباح الخير، ويقدم لنا في كل عدد أحاسيس شاعرية ملهمة.
يقيم عبدالملاك معرضه الأحداث في قاعة سفر خان بالزمالك.. وقد اختار عنوان «روح».. ليحتوي بهذه الحروف الثلاثة، رومانسية مختزنة بداخله، تنطلق لتكسو جسد الواقعية، وخلال أربعين لوحة نكتشف نماذج آسرة التي هي روح الحياة، كريم عبدالملاك فنان له بصمة خاصة وريشة رشيقة برغم براءتها تراها تلتهم الكون بدفء مكنوناته ورمزيته المميزة الهادئة الثائرة معاً التي تعبر عن شخصية فنان راديكالي لا يستقر علي شط قبل أن يبحر نحو بشواطئ أخري!!
قاعة الزمالك للفن تضم نحو ستين لوحة لفنانتين مميزتين أراهما من حصاد ثورتين مصريين، أنبتت شذاهما فنوناً برغم أن بانوراما هذه الفنون الثورية لم تكتمل بعد.. إلا أن الإشارات الأولي تعبر عن روح جديدة لفنون قادمة. الفنانة الأولي بمعرض الزمالك هي ياسمين الحاذق، وقد اختارت عنوان «إبداع في فلورنسا»، وهي لوحات استلهمتها ياسمين من تجربة خاصة بها عاشتها في رحلة إلي مدينة فلورنسا بإيطاليا. هذه المدينة تزدحم بحضارة معمارية شديدة التألق، تتكلم عن تاريخ يمتد إلي آلاف السنين. قبل الميلاد لا يملك من يزور هذه البلاد إلا أن تسحره أساطيرها العجيبة.. في لوحات ياسمين الحاذق هذا الجو الساحر المليء بحوريات البحر وتشكيلات من رءوس الأسماك.. تلتئم برؤوس البشر. لوحات المعرض مبهجة وألوانها زاهية شعبية.
اللوحات الأخري بمعرض قاعة الزمالك للفن للفنانة زينب سالم، وتحمل عمقاً فلسفياً حيث أنجزتها بأسلوب المجسمات الأسطوانية المتصلة بعضها بعض في تناغم أو تناحر وبرغم تصارع المعاني في لوحاتها وتضاد الألوان التي تنبئنا باختلاف لا توافق.. إلا أن الأعمال في مجملها تحمل أملاً وتفاؤلاً للمستقبل.