معذرة سيدى القاضى، أنا لم أوكل محامياً عنى، ولم أقدم أى أوراق لوقف دعوى الخلع المقدمة من زوجتى ضدى، لأن هذه الزوجة الماثلة أمامكم لا تستحق أن أتمسك بها، فإننى أحببتها لدرجة العبادة، وتحديت أسرتى ووقفت فى وجه والدتى من أجلها، وتزوجتها رغم أنف الجميع، وكان رد الجميل لى «الخلع» أنا زهدت فى الدنيا وما فيها ووهبت حياتى كلها لزوجتى وطفلتى ثمرة حبى لها، وكانت النتيجة أنها باعتنا واشترت شهوات الدنيا والحياة من دون مسئولية، أوهمتنى بالسفر للخارج لتحسين أوضاعنا المادية ولتحقيق مستقبل باهر لطفلتنا، وكانت كلمة شكراً لى هى أننى أستيقظ على رنين التليفون ففوجئت بزوجتى تقول لى: «خلينا أصدقاء.. أنا رفعت دعوى خلع.. أنا قررت خلعك»، مثلت أمامكم وحلفت اليمين كذباً وقدمت أوراقاً مزورة، إننى لم أنفق عليها ولم أقدر الحياة الزوجية بعد كل هذا سيدى القاضى هل ترى أن هذه الزوجة تستحق أن أعود إليها؟ هذه هى بداية الكلمات التى قالها الزوج المخلوع «صابر. م» المحامى داخل قاعة محكمة الأحوال الشخصية، حاول أن يخفى دموعه وهى تملأ عينيه، وقال: تزوجت وأنا فى الفرقة الثانية في الجامعة بعد قصة حب استمرت عامين بينى وبين زوجتى، تعرفت عليها فى فرح صديق لى، وكما يقولون سهام الحب أصابتنى من أول نظرة رأيتها، على رغم أنها فتاة عادية ولم يسعدها الحظ فى إكمال دراستها وتحصل على الابتدائية، وعلى رغم أننا مختلفان تماماً فى الحالة الاجتماعية والثقافية فإننى كنت أحبها لذاتها، وكنت دائمًا أقول لها إننى عندى ملكة الكون، على رغم أننى كنت مازلت طالباً وإمكاناتى محدودة ولا تسمح بالزواج، إلا أنها هددتنى بأنها ستتركنى، عندما أخبرت أسرتى عنها رفضوا رفضاً تاماً لأنها لا تناسبنى، وعلى رغم أن كلام أسرتى كان صحيحاً ومنطقياً، فإن دقات قلبى كانت تشل عقلى وأرفض الاستماع لهم، وتحديت أسرتى من أجل الزواج بها، وبالفعل تزوجنا اعتقدت أنها سوف تسعد حياتى وتقدر لى ما فعلته من أجلها، أحببت أن أرفع من شأنها وإتمام دراستها من أجل الحصول على شهادة متوسطة بأحد المعاهد الخاصة، واشتغلت بجانب دراستى لكى أتمكن من الإنفاق على أسرتى، ولكن للأسف بدأ قناع الحب الذى كانت تضعه زوجتى أمامى يسقط كل يوم مثل أوراق الشجر، فى البداية حاولت تعجيزى بإرغامها لى على الإنجاب على رغم أننى كنت قبل الزواج اتفقت معها تأجيل فكرة الإنجاب لحين الانتهاء من دراستى، ولكنها أصرت ولأننى ما زلت أحبها ولا أستطيع أن أرفض لها طلباً وافقت وأنجبت ثمرة حبى لها طفلتى «دنيا» التى ملأت علىّ الكون كله، وعلى رغم الصعوبات وأعباء الحياة فإننى كنت أرفض الخروج من الجامعة وواصلت دراستى لتحقيق حلم والدتى، على رغم محاولات زوجتى الفاشلة التى كانت تفعلها معى حتى أترك دراستى لأنها كانت دائماً لديها «هاجس» وهو عندما أتخرج وأصبح فى مركز مرموق سوف أتركها وأتزوج بأخرى تتناسب معى اجتماعياً، حاولت أكثر من مرة أوضح لها أنها أفضل زوجة عندى فى الدنيا، ولكن للأسف اكتشفت أنها كلها حجج فارغة عقب تخرجى، طالبتنى بالبحث عن عمل بالخارج ورفضت أن أبدأ فى حياتى العملية كمحامٍ لبناء مستقبل لى طالبتنى بأن أسافر لتحقيق مطالبها المادية، وعلى رغم أننى كنت أرفض فكرة السفر للخارج وأترك زوجتى وطفلتى، إلا أننى وافقت لأنها هددتنى بطلب الطلاق فى حالة عدم موافقتى على السفر، سافرت وفى قلبى غصة لفراقها وطفلتى ولكن نظرة فرحتها الشديدة لسفرى كانت تشجعنى على أن أقاوم مصاعب الحياة من أجل تحقيق السعادة لها وتلبية كل مطالبها حتى لو كانت على حساب أحلامى أنا، سافرت لإحدى الدول العربية وعانيت الكثير كنت أبخل على نفسى فى كل شىء من أجل توفير لهم المال بعد أكثر من 5 شهور من سفرى استيقظت على رنين التليفون من زوجتى اعتقدت أنها سوف تشجعنى على مصاعب الحياة إلا أننى فوجئت بها تخبرنى كلمة واحدة «خلينا أصدقاء، أنا رفعت دعوى خلع»، كانت صدمتى لا توصف.. هل هذه مكافأتى، تركتنى لتلبى شهواتها لكى تحصل على معاش والدها واستمعت لعقلها الشيطانى بالحرية وعدم التقيد بالحياة الزوجية والمسئولية. قامت بإرسال طفلتنا لوالدتى بحجة أنها لا تستطيع تربيتها والإنفاق عليها لكى تتخلص من المسئولية وتجردت من مشاعر الأمومة، وباءت جميع المحاولات من أسرتى وأصدقائى وتوسلاتى لها بأن ترجع فى قرارها من أجل طفلتنا، إلا أنها رفضت العودة لى مرة ثانية، بعد كل هذا تطلب منى سيدى القاضى أن أحضر محامياً أو أوراقاً للاعتراض على دعوى خلع هذه الزوجة التى تستحق لأنها دمرتنى أنا وطفلتى، سيدى إننى أمثل أمامكم وأوافق على الخُلع وأنا سعيد، على رغم أنها استولت على كل ما ادخرته ولكن يكفى أنها تركت لي طفلتى التي لم تقدر قيمتها وأن حياتها من دونها لا تساوى. أوافق على الخلع سيدى ولا يهمنى نظرات المجتمع، أنا حقاً الزوج المخلوع ولى الشرف.