عيد العمال الليبرالي    رئيس «إسكان النواب»: توجد 2.5 مليون حالة مخالفة بناء قبل 2019    أسعار النفط تسجل أكبر تراجع أسبوعي في 3 أشهر    بالصور.. وزير الشباب والرياضة يتفقد معسكر "يلا كامب" بمدينة دهب    بعد «اتفاقية التكييف».. محافظ بني سويف: تحوّلنا إلى مدينة صناعية كبيرة    إدخال 349 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة من معبري رفح وكرم أبو سالم    البيت الأبيض: بايدن يستقبل العاهل الأردني الأسبوع المقبل    موريتانيا.. أقدم معارض يدعم الرئيس الغزواني في الانتخابات المقبلة    أخبار الأهلي : عاجل .. استبعاد 11 لاعبا من قائمة الأهلي أمام الجونة    بحضور 25 مدربًا.. اتحاد الكرة يُعلن موعد الدورات التدريبية للرخصة «A»    تير شتيجن على موعد مع رقم تاريخي أمام جيرونا    التحقيقات تكشف سبب مقتل شاب علي يد جزار ونجله في السلام    تحرير 12 محضرا تموينيا خلال حملة مكبرة في البحيرة    مروة ناجي تتألق ونجوم الموسيقى العربية ينتزعون الإعجاب على المسرح الكبير | صور    آمال ماهر تتألق بأجمل أغانيها في جدة | صور    قصر أثري للبيع مقابل 10 يورو بشرط واحد.. كان يسكنه رئيس وزراء بلجيكي سابق    فريدة سيف النصر ترد على اتهامات توترها للفنانين داخل لوكيشن "العتاولة"    هند صبري وابنتها يقلدان مشهد من «نيللي وشريهان»    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    5 فئات ممنوعة من تناول الرنجة في شم النسيم    لعنة تخطي الهلال مستمرة.. العين يخسر نهائي كأس الرابطة من الوحدة    عمرو أديب ل مصطفى بكري: التعديل الوزاري إمتى؟.. والأخير يرد    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    الوزراء: منظومة الشكاوى الحكومية تلقت 2679 شكوى بمخالفات مخابز    قتلا الخفير وسرقا المصنع.. المؤبد لعاطل ومسجل خطر في القاهرة    بعد غيبوبة 10 أيام.. وفاة عروس مطوبس تفجع القلوب في كفر الشيخ    "قطّعت جارتها وأطعمتها لكلاب السكك".. جريمة قتل بشعة تهز الفيوم    وظائف وزارة العمل 2024.. بالتعاون مع شركات القطاع الخاص    كيف يعاقب قانون العمل المنشآت الممنتعة عن توفير اشتراطات السلامة المهنية؟    بعد محور جرجا على النيل.. محور يربط «طريق شرق العوينات» و«جنوب الداخلة - منفلوط» بطول 300 كم لربط الصعيد بالوادي الجديد    أخبار الأقصر اليوم.. تفاصيل لقاء قائد قطاع المنطقة الجنوبية لإدارة التراخيص والتفتيش ونائب المحافظ    بمشاركة كوكا، ألانيا سبور يتعادل مع أنقرة 1-1 في الدوري التركي    أنشيلوتي يؤكد مشاركة نجم ريال مدريد أمام قادش    أجمل دعاء ليوم الجمعة.. أكثر من الصلاة على سيدنا النبي    ردا على بيان الاهلي.. الكومي يكشف تفاصيل ما سوف يحدث في أزمة الشيبي والشحات    طب الفيوم تحصد لقب الطالبة المثالية على مستوى الجامعات المصرية    حسام موافي يوجه نصائح للطلاب قبل امتحانات الثانوية العامة (فيديو)    المؤتمر الدولي لكلية الألسن بجامعة الأقصر يعلن توصيات دورته الثالثة    المحكمة الجنائية الدولية عن التهديدات ضد مسئوليها: يجب أن تتوقف وقد تشكل أيضا جريمة    ضبط ربع طن فسيخ فاسد في دمياط    بالصور| انطلاق 10 قوافل دعوية    خدمة الساعات الكبرى وصلاة الغروب ورتبة إنزال المصلوب ببعض كنائس الروم الكاثوليك بالقاهرة|صور    رئيس قوى عاملة النواب يهنئ الأقباط بعيد القيامة    في تكريم اسمه |رانيا فريد شوقي: أشرف عبد الغفور أستاذ قدير ..خاص    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    تنفيذ إزالة فورية لتعدٍّ بالبناء المخالف بمركز ومدينة الإسماعيلية    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    سوسن بدر تعلق على تكريمها من مهرجان بردية لسينما الومضة    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    سموتريتش: "حماس" تبحث عن اتفاق دفاعي مع أمريكا    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسام سويلم: مشروع «بوش» الأب للسيطرة على مناطق النفوذ
نشر في الوفد يوم 15 - 02 - 2016

سبق أن ذكرنا فى برنامج «من الآخر» الذى كان يذيعه تامر أمين على قناة روتانا بتاريخ 18 سبتمبر الماضى، وكذلك فى الفضائية المصرية فى حلقتين لاحقتين لهذا التاريخ، فضلاً عن صحيفة «الوفد» وموقع «البوابة نيوز»، أن المخابرات الروسية كشفت عن قيام الولايات المتحدة بنقل 350 مقذوفاً مدفعياً نووياً عيار 155 مم طراز W54 إلى دول عدة فى حلف الناتو، بعد تجديد قلوبها النووية فى المنشآت النووية الإسرائيلية، إلا أن ما ذكرناه فى هذه الوسائل الإعلامية، مدعوماً بالوثائق والصور من مصادر أمريكية، قوبل بالتشكيك من وسائل إعلام مصرية مستبعدين حدوث ذلك، خصوصًا مع الرقم المعلن عن أعداد هذه الذخائر النووية (350 قذيفة نووية).
واستمر هذا التشكيك - بل الهجوم الإعلامى علينا - حتى كشف وزير الدفاع الروسى «سيرجى شويجو» أمام وكالات الأنباء العالمية فى 11 ديسمبر الماضى فى اجتماع لوزارته بحضور الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين»، عن أن نحو 200 قنبلة نووية نشرت فى كل من «بلجيكا وإيطاليا وهولندا وألمانيا وتركيا»، مؤكداً أن القوات النووية الاستراتيجية الروسية فى حالتها الراهنة يمكنها القيام بمهمة الردع النووى، وأضاف أن أوامر صدرت من بوتين إلى الجيش الروسى بالرد «بمنتهى الحزم» على أى قوة تهدده فى سورية، ثم بدأت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى العالمية - خصوصاً الغربية - تناول هذا الموضوع بكثير من التفاصيل تحت عناوين «سرقة وإعادة بينع قنابل نووية، أم تفخيخ العالم بأسره» و»الولايات المتحدة تبيع سراً أسلحة نووية فى جميع أنحاء العالم عبر إسرائيل».
مقتل «رولان كارنابى»
فى عام 2008 أعلنت وسائل الإعلام الأمريكية عن وفاة «رولان كارنابى» وكيل المخابرات المركزية الأمريكية، وذلك أثناء رحلة بحرية له، أما المخابرات الروسية فقد كشفت فى تقرير سرى لها أن كارنابى تم قتله على أيدى عملاء المخابرات الأمريكية، ذلك لأنه كان يحمل كنزاً من الوثائق التى تحدد سرقة ونقل مئات الرؤوس النووية من محطة PANTEX بالقرب من «أماريلو» بولاية تكساس، تم نقلها عبر عدة سنوات بواسطة سفن أمريكية إلى إسرائيل، ليس لتفكيكها وإنما لتجديد قلوبها rematchined، ثم تباع فى جميع أنحاء العالم أو تخزينها فى مخازن تابعة للسفارات الإسرائيلية فى معظم أنحاء العالم.
وقد بيَّن التقرير الروسى وجهة نظر مختلفة عما هو معروف عن القلعة النووية الإسرائيلية خلال الثلاثين عاما الماضية، تُرجع الإحداث إلى خروج مفاعل ديمونة النووى من الخدمة Out of Action. ولا يؤكد التقرير فقط جرد أسلحة إسرائيل النووية، ولكن يكشف أيضاً الخطوط العريضة لبرنامج تحايل وقرصنة الغرض منه الحفاظ على إسرائيل كقوة نووية بعد خروج مفاعل ديمونة من الخدمة منذ عام 1988، بعد أن تم رفع قدرته مرتين من 26 ميجاوات فى بدء إنشائه عام 1963 إلى 75 ميجاوات فى عام 1982، ثم إلى 150 ميجاوات فى عام 1987، وبذلك يكون قد أنتج 298.2 كجم بلوتونيوم 239، وبما يؤدى إلى صناعة 50 سلاح نووى بقدرة 20 كيلو/طن، أو أضعاف هذا العدد من أسلحة نووية تكتيكية ذات قدرات أقل من 1 كيلو طن وحتى 10 كيلو طن. كما كان من أسباب خروج ديمونة من الخدمة إرهاقه بسبب الاستخدام المفرط لأنه عمل كمفاعل للتوليد السريع من قبل الإسرائيليين، فقد تعرض ديمونا «الانفجار البخار IE» كومضة غير لائقة بسبب النيوترون الحرج مرتين فى وقت متأخر من عام 1980 فى عهد بوش الأب، مما نتج عنه إغلاق المفاعل عدة سنوات حتى يمكن إجراء الإصلاحات .. وهذا النوع من المفاعلات الفرنسية الأصل يعمل فقط على مستويات منخفضة للغاية لإنتاج البلوتونيوم 239، نظراً لأن النيوترونات تسبب لها ضرراً نتيجة امتصاص وعاء الاحتواء لها، وهو يستخدم حالياً لإنتاج النظائر، لذلك اضطر الإسرائيليون للجوء إلى المخزونات النووية المسروقة من الولايات المتحدة لاستمرار برنامجهم النووى.
وقد صدر التقرير الروسى تحت تصنيف سرى للغاية قبل 48 ساعة من يوم الاثنين 29 ديسمبر 2014، وقد عبّر الخبراء الروس من خلال هذا التقرير عن اعتقادهم من خلال الأحداث الأخيرة فى أوكرانيا أن سلسلة من قصص الرعب تعتبر «الطلقة الأولى على القوس»، التى كشفها عقيد متقاعد فى جهاز مكافحة الاستخبارات الروسية لمنطقة الشرق الأوسط، بهدف إحراج الولايات المتحدة وإظهار عبوديتها لإسرائيل، ومدى التواطؤ بين الدولتين فى أعمال واسعة للانتشار النووى.. كما أظهر التقرير أيضاً فى مجمله «مدى صدمة» المخابرات الروسية، والمدعوم بروزمة من الوثائق الداعمة حول خطط تهريب الأسلحة النووية، وكيف ستخدم مستوى عال من اختراق الجميع - وليس الأمريكيين أو الروس فقط - تعدت مختبرات الأسلحة النووية إلى الأجهزة النووية.
أحداث 11 سبتمبر
يرتبط إعلان تقرير المخابرات الروسية بأحداث 11 سبتمبر 2001 ارتباطاً وثيقاً، التى أحدثت قدراً هائلاً من الصدمة، التى تعتبر حادثاً فاصلاً فى عصرنا هذا، فقد أجمع الخبراء على أن تفجير برجى التجارة العالمية فى نيويورك فى هذا التاريخ على النحو الذى أدى إلى انهيارهما تماماً، لا يمكن أن يكون إلا باستخدام أجهزة نووية تم زرعها فى قاعدة المبنى، وأن هذه الأجهزة نسخة معدلة من الرأس النووى W-54، عبارة عن نوع من قذائف مدفعية نووية تم توفيرها سراً للإسرائيليين بين عامى 1988 و1998 من مخزونات للولايات المتحدة كفائض تصدير بطريقة غير مشروعة فى عهد كل من بوش وكلينتون، وكان التحليل الكيمائى الذى قامت به وزارة الطاقة الأمريكية قادراً على تحديد البصمة الكميائية أو الإشعاعية لبصمة الرؤوس الحربية W-54، وفقاً لعينات أخذت بعد تداعيات أحدث 11 سبتمبر من نقطة الصفر «مركز الانفجار».
ووفقاً للتقرير الروسى، كانت أحداث 11 سبتمبر عملية إسرائيلية بتسهيلات لابتزاز بوش من خلال برنامجى (بوش-41، 43)، وتهديدهم له لتورطه المالى الشخصى فى بيع 350 مقذوفاً مدفعياً نووياً W54 من خلال إسرائيل وتوزيعها على عدة دول، كما أظهر التقرير الروسى أيضاً أن شركاء الناتو - خاصة بريطانيا وفرنسا - شاركوا فى كل خطوة على هذا الطريق، كما كانت أحداث 11 سبتمبر غطاء للاستيلاء على الذهب المسروق، والاحتيال بالأسهم وعمليات السلب والنهب للاقتصاد الأمريكى، كما كوفئ أولاد بوش بجزء من أرباح برنامج «الحروب من أجل الربح».
وقد تم التستر على عدد من النظريات لتفسير الآثار الغامضة التى شوهدت فى نقطة صفر انفجار 9/11، وقد ساق مقال على موقع Press.tv دليلاً على وجود واسع النطاق للتستر على وباء من السرطانات المرتبطة بالتعرض للإشعاع مرتبطة ب 9/11، كما قدمت Press.tv أدلة على استخدام أجهزة نووية فى تقرير تم إعداده بناء على نتائج تحليلات مختبرات وزارة الطاقة، فقد كانت هناك حاجة من أجل تحقيق هدف 9/11 إلى استخدام جهاز نووى بقدرة 2 كيلو/طن لإسقاط المبانى، حيث ينتج عن تفجير مثل هذا الجهاز كرة نارية من APX بقطر من 150-200 قدم، مما يؤدى إلى رفع درجة الحرارة إلى أكثر من 4000 درجة مئوية، وبما يكفى لإذابة الحزمة الصلب الأولى من النواة الصلب لمركز المبنى وإفلاتها من المكان، ولها ضوء فلاش يستمر لأقل من 1 ثانية، ويكون فى المقام الأول فى نطاق الأشعة فوق البنفسجية، وبما يؤدى إلى توليد ضغط زائد بمعدل PSI-60، وتوجه صعوداً مع الانفجار.
ومثل هذا الأسلوب فى التفجير ينتج عنه تداعيات ضئيلة للغاية، حتى أنه من الصعوبة اكتشاف حقيقتها وأسبابها، حيث تقع كلها فى حدود نطاق الصفر، ذلك أن الإشعاع الناتج عنها ينخفض إلى مستويات مقبولة خلال 72 ساعة بعد الانفجار، فقد ذاب الصلب وتأكسد الحديد وتحول إلى «نانو ثيرمايت» ومعه غبار الخرسانة كنتيجة ثانوية لأشعة جاما/نيوترون العالية جداً التى تسبب تدفقها فى استهلاك الكربون والسليكون فى الصلب، وبالاستنشاق يصاب سكان مدينة نيويورك بالسرطنة الإشعاعية، وهذا ما يفسر أعمدة الصلب المفقودة حيث تبخر بالفعل برج هوائى بزنة 20 طن على قمة البرج الجنوبى، إنه الانفجار التصاعدى للإشعاع الذى عمل على تبخيرها.
تسريبات سنودن
وفقاً للتقرير المشار إليه، فإن عملية انتشار الأسلحة النووية عبر الدولة الإسرائيلية يقع فى نطاق إدارة (بوش-تشينى) ورئيس الأركان السابق رام إيمانويل، فقد كلفت إدارة البرنامج «توم كونتريمان» - وفقاً لمصادر روسية - بنشر أسلحة نووية إلى البرازيل وكوريا الجنوبية وعدد آخر من الدول، وأن هذا التوزيع غير القانونى للمواد النووية الأمريكية لم يقتصر فقط على حلفائها وعلى رأسهم إسرائيل، بل امتد تقريبا لجميع حلفاء الناتو فى هذه الفضيحة أيضاً، وذلك فى إطار سياسة IOU (أنا مدين لك) وهكذا عمل كل من بوش وديك تشينى وفق هذه السياسة لنشر الأسلحة النووية التكتيكية فى الدول الأخرى للحصول على ما يريدون.
ويعتبر توم كونتيرمان - الإسرائيلى الأصل - هو المسئول عن NNP فى وزارة الخارجية الأمريكية فى عهد أوباما، حيث وضع خطة لإعادة تنشيط الأسلحة النووية التى تدهور حالها، بدعوى تعويض خسائر صافى الناتج القومى، أما كومسيون هذه العملية فقد وضعه فى يد إسرائيل.
ويبين التقرير الروسى أساس اختيار المقذوف W-54، حيث يمكن استخدامها ضد الأهداف المعادية المتواجدة فى أنفاق، كما يمكن استخدامه من ارتفاعات عالية وبما يتوافق مع أسلحة النبضة الكهرومغناطيسية، كما أنه من السهل إعادة تصنيعه وتعديله مقارنة بغيره من مقذوفات المدفعية والهاون النووى، وأنه تم نقل ما مجموعه أكثر من 350 مقذوف مدفعية نووياً للإسرائيليين على مدى فترة من 10 - 20 سنة ليزيد عمر السلاح إلى 32 سنة، وذلك من خلال قيام الإسرائيليين بإدخال ما حجمه 1.5 مرة من البلوتونيوم أكثر على الشحنة التفجيرية الأصلية للسلاح، وكان البلوتونيوم من إنتاج مفاعل جامعة ستانفورد خلال 150 يوماً كحد أقصى.
علاقة جنوب أفريقيا وإسرائيل بالمقذوف النووى W-54
أجرت إسرائيل بالاشتراك مع حكومة النظام العنصرى السابق فى جنوب أفريقيا، تجربتين نوويتيين فى جزر بجنوب الأطلنطى، يومى 22/9/1979، 15/12/1980 كشفهما القمر الصناعى الأمريكى «فيلا Vela» بعد أن تم رصد نبضتين أكدتا إجراء هاتين التجربتين، أتبعها سقوط مطر إلكترونى ونبضات FM، وأن المقذوفين أطلقا من مدفع عيار 155 مم.
وقد كتب الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر فى مذكراته التى نشرت فى عام 2010، أنه علم فى 27 فبراير 1980 «بوجود اعتقاد متزايد بين علمائنا أن الإسرائيليين أجروا بالفعل تفجيراً نووياً فى المحيط بالقرب من الطرف الجنوبى من أفريقيا».
وبعد نجاح هذه التجارب كثفت إسرائيل من تصنيع قنابل ورؤوس صواريخ ومقذوفات مدفعية نووية تكتيكية ذات قدرات أقل من 10 كيلو/طن، لاستخدامها كأسلحة ردع «مضادة للقوة - Counter Force» ضد أهداف تكتيكية عسكرية فى مسرح العمليات، خاصة أثناء الحروب المحدودة، قبل التصعيد باستخدام «أسلحة نووية مضادة للقيمة Counter Value» ضد أهداف استراتيجية مثل المدن والمنشآت الاستراتيجية الاقتصادية المهمة.. وأيضاً المنشآت النفطية الصناعية المهمة.
ووفقاً للتقرير الروسى المشار إليه آنفاً، فإن إسرائيل تستخدم القواذف W-54 المعاد تصنيعها كقنابل نووية تكتيكية، ليس لإجراء تفجيرات إرهابية، كالتى وقعت فى بالى ولندن ومفاعل فيوكاشيما Fukashima النووى فى اليابان، ولكن للحفاظ على مكانتها كدولة عظمى نووية دون حاجة لبناء مفاعلات ومنشآت نووية جديدة، وذلك باستخدام القراصنة والخونة فقط، وتخزينها فى مواقع سرية تابعة لإسرائيل وبالاتفاق مع الدول المتعاونة معها، وهو ما يؤدى فى المحصلة النهائية إلى تفخيخ العالم بأسره بأسلحة نووية صغيرة. وذلك فى إطار ما أشارت إليه وسائل الإعلام الأمريكية بأن وزير الدفاع الأمريكى ديك تشينى «افتتح صندوق باندورا» - الذى يشمل أسلحة حرب النجوم بما فيها برنامج (هارب) والكيميتروبل وطائفة أسلحة النبضة الكهرومغناطيسية والنووية التكتيكية، وأولاه بالسرية مباشرة بعد حرب «عاصفة الصحراء» عام 1991، وتحركت معه المافيا الروسية الإسرائيلية (آرييل شارون، ومارك ريتش).
تقنية تصغير القنابل النووية التكتيكية
تعتمد تقنية تصغير القنابل النووية التكتيكية على فكرة قصف (المادة) ولتكن الزئبق الأحمر - ب (المادة المضادة مثل البوزيترون)، فقد تم احتواء المادة المضادة فى بلورات كريستالية منذ عام 1975 فى مختبر (فرانسوا لورا)، وحيث كان معروفاً استهداف زخات من الجسيمات النائمة عن (السنكروترون Synchrotron) كأهداف مع دقة متناهية لا تتعدى بضعة أنجسترومات Angstroms، كما يمكننا استخلاص المادة المضادة من الذرات المكونة لبعض البلورات الكريستالية الخاصة Cristaux Speciaux، التى لديها ثغرات موزعة بالتساوى وبانتظام فى شكل جسيمات مشحونة، ثم يجرى تسريع المادة المضادة على مستويين (البروتونات المضادة والإلكترونات المضادة) Anti-Electrons and Anti-Protons، وبذلك يتم إعادة التركيب وإنتاج «الحزمات المحايدة Faisceaux de Neuters»، حيث تظهر الذرات المضادة للهيدروجين التى يتسنى لها دخول الكريستال فى اتجاه الثغرات المزدحمة بالإلكترونات الحرة، ثم ينعدم الإلكترون المضاد الموجود فى الذرة المضادة عند التقائه بالإلكترون المعادى، وعند ذلك يستغل البروتون المضاد ذو الشحنة السالبة الوضع الجديد الناجم عن عملية الفناء ليأخذ مكان الإلكترون الحر داخل الثغرة الكريستالية، وعند استقراره داخل الفجوة يقوم بضمان الحياد الكهربائى لباقى المكونات، وبهذا نحصل على المادة المضادة المحتواة أو المحبوسة كهربائياً.
وهذا الحبس أو الاحتواء لا يتطلب أية طاقة، ومستقر تماما ودائم، حيث تندمج البروتونات المضادة كليا فى الشبكة الكريستالية، وتعززها dopent وتضبطها أو تلجمها brides بإحكام، وبالتالى يمكننا ترك مثل هذا الكريستال على الأرض دون حصول أى شىء، حيث لا خوف من هروب أو إفلات البروتونات المضادة من زنازينها الإلكتروستاتيكية، وهذا هو السلاح المثالى سهل الإنتاج والتخزين والأكثر صلابة فى العالم، ولتنشيطه نحتاج فقط لعامل أو عنصر خارجى لخلخلة الكريستال، حيث يمكن لبعض هذه البلورات أن تضرب ومن ثم تنفجر القنبلة عند تغميس البلورات فى كمية سائل صغيرة، حيث يعمل السائل المذوب بمثابة مشغل التفجير.
وقد تمكن الأمريكيون من صنع ما يطلق عليه «كرات بكية bueky balls»، والمشهوره باسم «الخنازير الصغيرة» من المادة المضادة لا تتعدى أحجامها السنتيمتر تخزن فى الكريستال، وتقدر قوتها ما يعادل 40 طناً من مادة TNT، ولا يتعدى قطرها البوصة أو 2 سم فقط، بما فى ذلك الدرع الواقى من الحرارة.
إن ظهور هذا السلاح من «الجيل الرابع» يعتبر عاملاً رهيباً لانعدام الأمن الدولى، وكان العالم الفيزيائى الفرنسى المعروف «جون بيبر بينى» قد أصدر قبل سنوات كتاباً أثار ضجة فى الأوساط العلمية، وأثار غضب الولايات المتحدة الأمريكية، وانتشرت تهديدات بقتله من جانب المخابرات الأمريكية لكشفه أسرارها، وكان عنوان الكتاب «الأجسام المحلقة المجهولة الهوية والأسلحة السرية الأمريكية OVNI et Armes Secretes Americaines» وذكر فيه أن هناك تجارب سرية أمريكية على الأسلحة التى تعتمد المادة المضادة باستخدام تقنية «الفيزياء ما دون الذرية»، وأسلوب «التفجيرات النووية المتتالية»، حيث عرض تفاصيل تقنية هائلة ومذهلة مع معادلاتها الرياضية ورسوماتها التخطيطة التي استلهمها الامريكيون من التقنية التي استخلصوها من الفضاء الخارجي ولم تكن تلك الحرب غير منظورة، بل كانت منظورة ومحسوسة ويمكن حساب خطواتها.
بوش - 41 والضمانات الأمنية السلبية
انتهجت الولايات المتحدة منذ سبعينات القرن الماضي سياسة تعرف ب «الضمانات الأمنية السلبية» بهدف وقف انتشار الأسلحة النووية، وتشجيعا للدول التى لا تمتلك أسلحة نووية للتوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووى NPT وغيرها من المعاهدات، وقد صدر هذا الإعلان علناً يوم 12 يونية عام 1987، حين ألقى وزير الخارجية الأمريكية «سايروس فانس» فى مجلس الأمن بيان الضمانات، بل قام أيضاً بتسليم الأمم المتحدة تعهداً من الحكومة الأمريكية ينص على أن أمريكا لن تستخدم الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية، إلا فى ظروف نادرة وخاصة.. كأن ينضم بلد غير نووى لقوة نووية تهاجم الولايات المتحدة أو حلفاءها نووياً؟
وفى عام 1995 أكد وزير الخارجية الأمريكى وارن كريستوفر التزام واشنطن بضمان الأمن السلمى، وفى 11 أبريل عام 1995 قدّم أربعة أعضاء آخرين من القوى النووية ودائمى العضوية فى مجلس الأمن (الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا) تصديقاً على قرار مجلس الأمن بتبنى نفس المبدأ.
إلا أن انقلاباً على هذه الضمانات وقع فى 22 فبراير 2002 عندما تنكرت الولايات المتحدة على لسان «جون بولتون» المسئول عن الحد من التسلح ونزع السلاح النووى فى وزارة الخارجية، وأحد المحافظين الجدد فى إدارة بوش، حيث تنكرت أمريكا لضمان الأمن السلمى، ووصفوها بأنها «وجهة نظر غير واقعية» للوضع الدولى، ومن قبل هذا التاريخ، وفى أعقاب احداث 11 سبتمبر، أعلن بولتون أن إدارة بوش تتخلى عن سياسات الولايات المتحدة المتبعة منذ 24 عاماً، والتى كان أقرها الأعضاء الدائمون الخمسة فى مجلس الأمن، ولم يكن ذلك فعلاً منعزلاً عن غطرسة بولتون، فقبل ذلك بشهر قدمت الإدارة الأمريكية للكونجرس مراجعة للوضع النووى الذى نوقش علناً، حيث أسفرت هذه المراجعة عن أن استخدام الأسلحة النووية الأمريكية يمكن استخدامها ضد سبع دول هى: روسيا والصين والعراق وإيران وكوريا الشمالية وليبيا وسوريا، وكانت دولتان منها فقط أجرت تجارب على أسلحة نووية هما الصين وكوريا الشمالية، لذلك قامت مجموعة من المحافظين الجدد فى إدارة بوش بعمل دراسة رسمت عدة سيناريوهات لاستخدام الأسلحة النووية ضد بلدان العالم الثالث، وذلك وفق عقيدة هجومية نووية للحرب ضد دول العالم الثالث، وتستمر عشرات السنين، وأصبحت الآن فى طريقها للتنفيذ بواسطة أسلحة نووية تكتيكية الصغيرة.
وبذلك يسقط مبدأ الحرب الباردة ل «ستيرينججاوف»، والمتعلق بالتدمير المتبادل، لأن هذا التطرف الذى يقوده المحافظون الجدد أصبحت تُروِّج الآن لمبدأ الدمار المؤكد من جانب واحد، والهدف هو إرهاب دول العالم بواسطة الأسلحة النووية الصغيرة، عبر مسلحين أمريكيين، وكان وزير الدفاع الروسى الأسبق ليونيد إيفاشوف فى أوائل عام 2002 قد شجب مخطط المحافظين الجدد لسياسة أمريكا لاستخدام الأسلحة (مينى - نووى)، وقال: «إن الرب لم يشهد هذا الجنون من قبل المتطرفين الأمريكيين منذ برتراند راسل الذى دعا الولايات المتحدة فى ختام الحرب العالمية الثانية إلى استخدام احتكارها النووى لتظل محتفظة بصورتها الاستباقية، وقدرتها على مهاجمة الاتحاد السوفيتى وإقامة حكومة عالمية تديرها أمريكا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.