فك أسر الجامعات بقلم: زكي السعدنى منذ 1 ساعة 40 دقيقة استردت الجامعات المصرية جزءاً من حريتها واستقلالها التى سلبت منها على مدار «30» عاماً.. ولم تستطع طوال هذه السنوات ان تنزع القيود والأغلال الحديدية المكبلة بها لانها كانت أسيرة،وتخضع لجبروت الحاكم وحاشيته ولا يتم اختيار قيادة جامعية الا بعد رضاء الأب أو الابن أو الأم عن الشخصية المرشحة لتولى المنصب الجامعى سواء على مستوى عمداء الكليات السوبر أو رؤساء الجامعات الكبرى والاقليمية.. وقد وصلت تحكمات النظام السابق فى اختيار المرشحين لمناصب قيادية الى التدخل باصدار اوامر فوقية بتعيين أسماء بعينها لشغل المنصب الشاغر دون الالتفات الى الترشيحات التى يقدمها الوزير أو رئيس الوزراء المسئول عن اختيار القيادة الجامعية من بين المرشحين لرئاسة جامعة من الجامعات او عمادة كلية من الكليات.. بدأت الجامعات فى تنفس الحرية وممارسة الديمقراطية من خلال اختيار القيادات بالانتخاب بدلاً من التعيين الذى كان يقتصر على أهل الثقة وكدابين الذفة وبطانة الحاكم ونظامه.. تخوض الجامعات حالياً عرساً ديمقراطياً يضرب به المثل فى اجراء أى انتخابات قادمة سواء كانت برلمانية أو رئاسية.. أثبت أعضاء هيئة التدريس فى مختلف الجامعات وخاصة جامعة القاهرة أم الجامعات المصرية انهم قدموا نموذجاً مشرفاً للمجتمع فى سير الانتخابات والوصول بها الى بر الأمان دون حدوث أى تجاوزات تعكر من صفو العملية الانتخابية وتشوه الثوب الناصع لقادة التنوير والفكر فى المجتمع.. وتعود بهم الى ما كان يحدث في انتخابات الحزب المنحل من اعمال بلطجة وتزوير عيني عينك.. خلت الانتخابات الجامعية لأول مرة فى تاريخ الجامعات من أى تدخل أمنى لم تمتد اليها يد التزوير او التلاعب في صناديق الاقتراع الشفافة تماماً والخالية من أى شائبة.. ضرب أساتذة الجامعات المثل والقدوة في تنظيم العملية الانتخابية كانت هناك منافسة شريفة بين جميع المرشحين من مختلف التيارات السياسية والدينية ولم يستبعد أى مرشح نظراً لانتمائه السياسى أو الحزبى كما كان يحدث في عهد النظام السابق وعصر الدولة البوليسية وتكميم الأفواه.. ولم يحدث مراجعة لكشوف الناخبين وشطب للمرشحين من قبل أمن الدولة الذى كان يتدخل بشكل مباشر فى اختيار المرشحين لتولى مناصب قيادية، وأجزم ان جهاز أمن الدولة كان يدير المؤسسات التعليمية وهو صاحب القرار الأول والأخير فى تعيين القيادات، كما كان يتدخل بشكل مباشر فى انتخابات الاتحادات الطلابية وتحديد الطلاب الذين يحق لهم خوض الانتخابات وشطب المنتمين لأى فكر أو تيار معارض ويتم التعامل مع هذه الفئة بالحرمان من المشاركة فى أى نشاط طلابى أو الاقامة بالمدن الجامعية.. وقد حالت بعض ذيول النظام وضع نقطة سوداء فى الثوب الأبيض لانتخابات الجامعات الا انها لم تفلح وخاب مسعاها فى اعداد تقرير أمنى لتصنيف المرشحين كما كان يحدث فى الماضى.. نأمل أن تكون القيادات الجديدة على مستوى المسئولية وألا تنحاز للناخبين وتترك تنفيذ برنامجها الانتخابى الذى كان سبباً فى اعتلائها كرسى العرش. [email protected]