رأت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن مقتل أنور العولقى التابع لتنظيم القاعدة المقيم فى أمريكا من أصل يمنى، على أثر غارة جوية أمريكية، قد قضى على صوت تنظيم القاعدة الدولي وخاصة في الغرب، بما يعد خرسا لصوت القاعدة في الغرب ولو مؤقتا حتى يظهر بديل آخر، مشيرة إلى أن العولقي كان أكثر فروع التنظيم باليمن خطورة وتهديدا للولايات المتحدة، وانتشارا فى الغرب. وأكدت الصحيفة أن العولقى قد أعطى لتنظيم القاعدة صوتا دوليا، حيث كان شابا يجيد اللغة الانجليزية ويعرف جيدا الثقافة الغربية وكان على علم باستياء الشبان المسلمين فى الغرب، الأمر الذى جعله يدخل بسهولة إلى عقل وتفكير المسلمين بالغرب. وأشارت الصحيفة إلى أن العولقى كان يعرض خطب فيديو له عن السياسة ويوزعها على مواقع الانترنت، كاليوتيوب وغيره، يتخللها دروس دينية أحيانا تدعو إلى الجهاد، وكان يطالب فى تسجيلاته بوجوب مقاتلة الولاياتالمتحدة التى تشن الحروب ضد المسلمين. ولفتت الصحيفة إلى أن تسجيلاته كانت قد وجدت على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بعدة مجموعات إرهابية متهمة بتخطيطها هجمات على الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وشددت الصحيفة على أن العولقي كان متورطا فى تجنيد وإعداد الكثيرين الذين التحقوا بالقاعدة مؤخرا، مما يؤكد على أهميته الشديدة للتنظيم والذى يعد اغتياله ضربة تقسم ظهر القاعدة. وقال خبير الإرهاب الأمريكى ايفان كولمات: إن " موت العولقى لا يؤثر على القدرات العسكرية لتنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، إلا أن الضرر الكبير الذى سيلحق بالقاعدة بعد اغتياله يحد من قدرة القاعدة على الترويج للتنظيم باللغة الانجليزية، على الأقل خلال المدى القصير". وأضاف كولمات: ان "الأهمية الكبرى للعولقى أنه كان حقا مجنّدا للإرهاب فى البلاد، لا شك فى أنه قدم المساعدة للتنظيم عن طريق تجنيده أشخاصا نيابة عن القاعدة". وقدم كولمات ملاحظة على أن خطب العولقى التى تدعو إلى الجهاد ما زالت متواجدة ومتاحة على شبكة الانترنت، وفى بعض الأحيان يمكن القول إن هذه الخطب ستصبح أكثر فعالية نظرا لاستشهاد العولقى على أثر ترويجه مثل هذه الخطب، " ولكن جاء اغتياله درسا قويا لكل من يريد أن يفعل مثله"، على حد قول الصحيفة.