فى ظل الضغوط الدولية المتزايدة الواقعة على اليمن للقضاء على المتشددين فى أراضيه، خاصة بعد المحاولة الفاشلة لإرسال طردين مفخخين إلى الولاياتالمتحدة والتى تبناها تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب، جاء الحكم الغيابى على رجل الدين المتشدد، الأمريكى المولد اليمنى الأصل، أنور العولقى بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة والتحريض على قتل الأجانب. وقد صدر الحكم عن المحكمة اليمنية الجزائية المتخصصة فى قضايا الإرهاب وأمن الدولة وذلك خلال الجلسة الثانية لمحاكمة ثلاثة أشخاص بينهم أنور العولقى فى قضية مقتل المهندس الفرنسى جاك سبانيولو الشهر الماضى بالقرب من صنعاء، وأفاد الإدعاء العام اليمنى أن المتهم هشام محمد عاصم تحرك بتحريض من أنور العولقى،حيث أرسل إليه بين 25 و30 رسالة إلكترونية طلب فيها منه بالحاح قتل الأمريكيين العاملين فى شركة «أو إم فى» النمساوية للنفط والغاز التى كان يعمل فيها عاصم حارسا. وعندما رد عاصم بأنه غير قادر على استهداف الأمريكيين لوجودهم فى مبنى آخر، حرضه العولقى، بحسب الادعاء، على قتل الفرنسيين والبريطانيين. وقيام السلطات اليمنية بمحاكمة العولقى غيابيا أثار استغراب المراقبين ولم يستبعدوا أن يكون ربط العولقى بقضية مقتل الخبير الفرنسى واستصدار حكم قضائى بحقه جزءا من تداعيات الطرود المفخخة والضغوط الأمريكية المتزايدة على اليمن بحيث يصبح هذا الحكم مبررا فيما بعد لقتل العولقى إما فى ضربة أمريكية أو فى مواجهات مع قوات الأمن اليمنى. وأنور العولقى الذى يعتقد أنه يختبئ فى جبال محافظة شبوة جنوب اليمن ينتمى إلى عائلة ميسورة فى اليمن فوالده الدكتور ناصر العولقى كان وزيرا سابقا وهو من مواليد عام 1970 فى ولاية نيومكسيكو الأمريكية حيث كان والده ضمن الحاصلين على منحة «فولبرايت». وقضى أنور جزءا من طفولته فى اليمن ثم عاد إلى أمريكا فى عام 1991 لدراسة الهندسة فى جامعة ولاية كولورادو. وبعد تخرجه درس العلوم الشرعية وتبوأ منصب إمام فى عدد من المساجد فى عدة ولايات أمريكية. وبرز اسمه لأول مرة فى تقرير لجنة الحادى عشر من سبتمبر بسبب ارتياد اثنين من الخاطفين مسجده بفرجينيا وتم التحقيق معه ولكن المحققين الأمريكيين لم يجدوا أى دليل ضده. بعدها غادر العولقى إلى بريطانيا وفى عام 2005 عاد إلى اليمن للعمل بالتدريس فى إحدى الجامعات قبل أن يتم اعتقاله فى عام 2006 للاشتباه به حيث عثرت الشرطة الأمريكية على تسجيلات ورسائل له على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بأكثر من 12 مشتبها بالإرهاب فى كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا، إلا أن السلطات اليمنية أفرجت عنه فى ديسمبر 2007 لعدم إدانته، وعاد اسم العولقى ليحظى باهتمام وسائل الإعلام بعد حادث إطلاق النار فى قاعدة فورت هود فى تكساس والذى نفذه فى الخامس من نوفمبر 2009 الرائد الأمريكى الفلسطينى الأصل نضال حسن الطبيب النفسى فى الجيش الأمريكى حيث ذكرت السلطات الأمريكية أنه كان على اتصال متواتر مع العولقى من خلال البريد الإلكترونى وهو ما اعترف به العولقى كما برز اسم العولقى مجددا على خلفية التحقيقات المتعلقة بالنيجيرى عمر فاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة الركاب الأمريكية فى 25 ديسمبر الماضى حيث أشارت تقارير إلى أنه جرت اتصالات بين الاثنين أثناء فترة وجود عبد المطلب باليمن أواخر 2009. وفى ابريل الماضى وفى خطوة غير مسبوقة بحق أى من مواطنيها سمحت واشنطن لوكالة الاستخبارات الأمريكية (سى آى ايه) باستهداف العولقى إما باعتقاله أو قتله وذلك بعد دعوته فى تسجيل صوتى إلى ما أسماه الجهاد ضد الولاياتالمتحدة. وتحظى خطب العولقى بالإنجليزية بانتشار واسع على شبكة الإنترنت مما أدى مؤخرا بموقع يوتيوب الإكترونى إلى سحب تسجيلات الفيديو لبعض خطبه التى تتضمن دعوات إلى الجهاد وذلك استجابة لطلب تقدم به إلى إدارة الموقع النائب الديمقراطى عن ولاية نيويورك انتونى وينر ووصف فيه العولقى ب «بن لادن الانترنت» حيث إنه يظهر فى أكثر من 700 تسجيل فيديو على الموقع.