كشفت الجمعية الدولية لأورام الثدى والنساء عن تطور علمى كبير بظهور علاج جديد مناعى يمكنه تحقيق الشفاء لأورام الرئة، والمثانة وصبغية الجلد فيما أظهرت النتائج الحديثة إمكان استخدامه فى أورام الثدى وأعلنت عن توقعاتها بانتهاء عرش العلاج «الكيميائى» تماما خلال 5 سنوات، كما كشفت عن العلاجات الموجة لأورام الثدى «الشرسة» لأول مرة، والعقاقير الوقائية لتجنب الأورام بين الأشخاص الأكثر عرضه للإصابة، واستئصال الغدة «الحارسة» لتجنب مضاعفات جراحات الأورام.. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى للجمعية الدولية لأورام الثدى برئاسة الدكتور هشام الغزالى أستاذ علاج الأورام جامعة عين شمس وسكرتير عام المؤتمر الدولى الثامن الذى يعقد بالقاهرة فى الفترة من 14-15 يناير الجارى.. بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للأورام والمدرسة الأوروبية لعلاج الأورام، والجمعية الأوروبية لجراحة الأورام تحت رعاية وزير الصحة والسكان الدكتور أحمد عماد الدين راضى، ووزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور أشرف الشيحى، والدكتور حسين عيسى رئيس جامعة عين شمس، والدكتور عبد الوهاب عزت نائب رئيس الجامعة، والدكتور محمود المتينى عميد الكلية. ويقول الدكتور هشام الغزالى إن العلاج المناعى للأورام الجديد ظهر فى العالم خلال العامين الماضيين وأدى الى ارتفاع فى نسب الشفاء بشكل ملحوظ بدأت بعلاج الأورام الصبغية للجلد ثم امتدت لعلاج أورام الرئة وأورام المثانة، وأظهرت النتائج الحديثة إمكانية استخدامه فى أورام الثدى، وقد أدى الى نسب شفاء تامة. ويعتمد العلاج المناعى على تنشيط الجهاز المناعى بالجسم ليهاجم بقوة الأورام المنتشرة للقضاء عليها، ويتميز باستمرار نسب الشفاء التى تحققت ولمدد طويلة وبأقل أثار جانبية ممكنه، مما يجعله يتفوق على العلاج الكيميائى التقليدى الذى يحقق نسب شفاء مصحوبة بآثار جانبية كثيرة، مع وجود فرص متاحة لارتجاع الأورام، مشيرا الى أن تلك النتائج تحمل بشرى كبيرة قد يترتب عليها استخدام العلماء تلك العلاجات المناعية بشكل أكبر بمفردها أو بمصاحبة العلاجات الموجهة للقضاء على الأورام دون الحاجة الى العلاج الكيميائى بشكل نهائى خلال 5 أعوام. ويستعرض المؤتمر ولأول مرة أنواع جديدة من العقاقير التى تستخدم كعلاجات موجة فى أورام الثدى «الشرسة» ثلاثية السلبية، وكان لا يمكن علاجها بالعقاقير الموجهة، حيث أكتشف العلماء أن هذه النوعية تنقسم الى ثمانى أنواع مختلفة وكلا منها له طريقة العلاج المتفردة طبقا للجين المميز له، وربما تؤدى هذه الأنواع الجديدة للشفاء من الأورام حتى المنتشر منها فى الجسم. وأشار الدكتور هشام الغزالى إلى أن من الانتصارات العلمية الجديدة التى يقدمها المؤتمر ظهور عقاقير جديدة تؤدى الى الوقاية من سرطان الثدى يمكن استخدامها خصوصا بين السيدات اللاتي يحملن عوامل خطورة أهمها التاريخ المرضى فى الاصابة بأورام الثدى، وهؤلاء تزداد لديهن احتمالات الاصابة بأورام الثدى، وتتميز تلك العقاقير بآثارها الجانبية الطفيفة، بالمقارنة بما سيعود بالنفع على هؤلاء السيدات حيث يمكنهن تجنب الاصابة تماما.. ويوجد عدة أنواع من تلك العقاقير تناسب الأعمار المختلفة من السيدات. والعلاج الاستباقى قبل الجراحة أحد أهم المحاور التى يقدمها المؤتمر هذا العام ويعتمد على إعطاء العلاج الموجه أو الهرمونى أو الكيمائى معا أو بمفردهم، للقضاء على الأورام أو خفض حجمها قبل إجراء العملية الجراحية، حيث أكدت الأبحاث العلمية إمكانية اختفاء الأورام تماما قبل العملية الجراحية بنسب تصل الى 60٪، لافتا الى ان المرضى الذين أختفى الورم لديهم بالعلاج الاستباقى ترتفع نسب الشفاء التام بينهم الى 98٪ بعد الجراحة التى تتحول من جراحة كبيرة الى جراحة صغيرة. كما يناقش المؤتمر استخدام العلاجات الموجهة بالفم ضمن بروتوكولات علاج الأورام بالخطوط الإرشادية العالمية للعلاج، كما تم اعتمادها ضمن بروتوكول وزارة الصحة أخيرا، حيث أدت العلاجات الموجهة بالفم بأجيالها المختلفة الى تجنب مرضى أورام الثدى المنتشر تلقى العلاج الكيميائى عند فشل العلاج الهرمونى، نظرا لأنها تعيد حساسية المريض للاستجابة للعلاج الهرمونى مرة أخرى ، و يعطي للمرأة المصابة في المتوسط مدة أطول في التحكم بالمرض تصل في أحسن الأحيان الي 15 شهراً الذي يساوي من اثنين الى ثلاثة خطوط من العلاج الكيماوى. ويناقش المؤتمر 120 ورقة علمية من مصر ومختلف أنحاء العالم، كما يقدم 9 ورش عمل حول الصيدلة الأكلينيكة للأورام يرأسها البروفوسيور كلاوس ماير رئيس الجمعية الأوروبية لصيدلة الأورام الأكلينيكية، ويحصل الأطباء على شهادة معتمدة من الجمعية الأوروبية للصيدلة الاكلينيكية بعد اجتيازهم الاختبارات العملية اثناء المؤتمر، وكما يناقش المؤتمر جراحة أورام وتجميل الثدى، والطرق الحديثة لاعادة بناء الثدى واستخدام الحقن بالدهون بعد فرزها، وأعادة زرع الحلمة بعد عمليات استئصال الثدى. و أوضح الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام بكلية طب جامعة القاهرة ورئيس شرف المؤتمر أن العلاج المناعى حصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء عام 2015 لعلاج سرطان الرئة، لافتا الى أنه بدء فى مصر استخدامه فى بعض الحالات المنتقاه والتى تصلح لهذا العلاج حيث يسبقه تحليل بيولوجى غير متوفر فى كل الحالات. وأشار إلى أن العلاج المناعى بصفة خاصة فى أورام الرئة تم الموافقة عليه فى مناهج العلاج العالمية ويستخدم كخط دفاع ثانى بديلا عن العلاج الكيميائى مما يترتب عليه نتائج افضل واثار جانبية أقل وهى مختلفة عن العلاج التقليدي، وفى عام 2017 و2018 من المتوقع ظهور النتائج الأولية مقارنة بالعلاج الكيميائى ليصبح المناعى خط دفاع أول. وأوضح الدكتور ماجد أبو سعدة أستاذ أمراض النساء والتوليد كلية طب عين شمس ورئيس المؤتمرانه يناقش هذا العام آخر المستجدات في تشخيص وعلاج أورام الجهاز التناسلي للأنثي وذلك في ثلاث جلسات علمية، والجلسة الرابعة سوف تناقش حالات أورام المبيض المختلف علي هيئة طرح سيناريوهات مختلفة للمرض ثم مناقشتها مع الأطباء المتخصصين المصريين والأجانب في مختلف مجالات العلاج سواء الجراحي أو الكيماوي للوصول إلي أفضل صور العلاج والمتابعة والتشخيص المبكر لحالات سرطان المبيض بأنواعه المختلفة و في الأعمار المختلفة.