كتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك عن مجزرة صبرا وشاتيلا -التى تحل ذكراها الأسبوع المقبل- باعتباره شاهدا على ارتكابها من قبل مليشيات لبنانية بمساعدة إسرائيلية عام 1982، يقول إن المجزرة ستبقى ذكرى للمجرمين الذين يفلتون من المحاسبة. ويقول فيسك إنه يشتم رائحة الظلم فى كل زيارة يتوجه فيها إلى المكان الذى قتل فيه 1700 فلسطيني قبل ثلاثين عاما دون محاكمات. وينقل فيسك فى مقاله بصحيفة "ذى إندبندنت" عن أبو نور الذى كان فى سن المراهقة عندما فر من مخيم شاتيلا إلى الجبال، قوله "لقد طالبنا بالعدالة والمحاكمات الدولية، ولكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث". واتفق فيسك وأبو نور فى أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة ما كانت لتحدث ويقتل فيها المئات لو أن منفذي مجزرة صبرا وشاتيلا مثلوا أمام العدالة. ويتابع الصحفي البريطاني بأن رؤساء دول وحكومات يصطفون فى مانهاتن لتأبين ضحايا أحداث 11 سبتمبر، فى حين لم يتجرأ زعيم غربي على زيارة القبور الجماعية التى تغطيها أشجار قذرة وصور باهتة للضحايا فى صبرا وشاتيلا. كما أنه لم يحاول أي زعيم عربي على مدى 30 عاما زيارة مقبرة جماعية تضم 600 من أصل 1700 فلسطيني. ويشير فيسك إلى أن الزيارات المتكررة للمخيم عاما بعد عام، ساهمت فى استكمال رواية مذهلة، حيث إن التحقيقات التى قام بها إلى جانب الصحفي النرويجي كارستين تثبت أن العديد من الرجال (الفلسطينيين) الذين سلمتهم إسرائيل إلى المليشيات اللبنانية أعدموا بعد أيام قليلة من اعتقالهم.