واصلت دولة الإمارات هوايتها في استضافة وتكريم فلول النظام المصري السابق، فبعدما احتضنت نائب الرئيس المخلوع الراحل "عمر سليمان"، والمرشح الرئاسي الخاسر وأخر رئيس وزراء في عهد مبارك "أحمد شفيق"، يأتي اختيار معرض الشارقة الدولي للكتاب وزير الثقافة المصري الأسبق والمتهم بالكسب غير المشروع "فاروق حسني" ليحصل على جائزة شخصية العام 2012 الثقافية. وتعتبر هذه الجائزة، بمثابة تكريم رسمي من الدولة حيث يتم اختيار الشخصية الفائزة بالجائزة بتوجيهات مباشرة من حاكم إمارة الشارقة الشيخ "سلطان بن محمد القاسمي"، ويحصل الفائز على جائزة مالية قدرها خمسون ألف درهم بجانب درع التكريم. ويأتي توقيت الإعلان عن منح فاروق حسنى هذه الجائزة ليثير العديد من علامات الاستفهام والتعجب، خاصة وأن حسني البعيد تمامًا عن المشهد الثقافي وفعالياته منذ قيام ثورة 25 يناير تمت إحالته قبل أيام إلى محكمة النقض بتهمة الكسب غير المشروع بعد تحقيقات موسّعة حول ممتلكاته وثرواته السائلة والعقارية، والتي عجز خلالها حسني عن إثبات مصدر زيادة في ثروته، قدرت ب18 مليون جنيه. ورغم وضع اسم الوزير السابق على قوائم الممنوعين من السفر إلى الخارج لكنه قال إنه سيتقدم بالتماس للمحكمة المختصة للسماح له بالسفر بدعوى أن هذا التكريم لمصر وليس لشخصه، فيما تعد فرصة له للخروج من البلاد والاستقرار بجانب بقايا النظام السابق الذين يحظون برعاية خاصة من دولة الإمارات. ويعد فاروق حسني واحد من الأبناء المدللين لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك ، حيث ظل يشغل منصب وزير الثقافة لمدة تقارب 24 عامًا، ورغم وقوع العديد من الكوارث خلال فترة توليه الوزارة كانت تقتضي إقالته فورًا، مثل حادث حريق مسرح "قصر ثقافة بني سويف" عام 2005، الذي راح ضحيته 35 ممثلاً وناقدًا فنيًّا, والذي تنصل الوزير من مسئوليته في البداية وتحت هجوم شديد من قبل المثقفين ونواب المعارضة في مجلس الشعب اعترف بمسئوليته وقدم استقالته, لكن مبارك رفضها وتمسك به في منصبه. وخلال فترة توليه الوزارة، أصبحت وزارة الثقافة مرتعًا لأصحاب الفكر المنحرف والمعادي للإسلام، ونشرت الوزارة العديد من الكتب المسيئة للإسلام مثل كتاب "وليمة لأعشاب البحر" عام 2000، وكتاب "الوصايا العشر في عشق النساء" عام 2003، كما تم منح جوائز الدولة الثقافية لعدد من أصحاب الأفكار التي تعادي الإسلام وتشكك فيه، مثل منح "سيد القمني" جائزة الدولة التقديرية عام 2009، رغم ما اشتهر به من تشكيك في الثوابت الإسلامية وإدعائه أن الإسلام دين اخترعه الرسول صلى الله عليه وسلم. وفي عام 2006 هاجم "فاروق حسني" نفسه الحجاب الإسلامي واعتبر أن حجاب المرأة، تأخرًا وعودة للوراء. وقال في تصريحاته التي أثارت ضجة كبرى وقتها: إن "النساء بشعرهن الجميل كالورود، التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس"، وأضاف: "لابد أن تعود مصر جميلة كما كانت، وتتوقف عن تقليد العرب الذين كانوا يعتبرون مصر في وقت من الأوقات قطعة من أوروبا... نحن عاصرنا أمهاتنا وتربينا وتعلمنا علي أيديهن، عندما كن يذهبن للجامعات والعمل دون حجاب، فلماذا نعود الآن إلي الوراء؟!". وأكد أن وزارة الثقافة ومن يمثلها لابد أن تكون حائط الصد الرئيس أمام هذه الأفكار، "بهدف الدعوة للانفتاح والعمل المحترم" على حد قوله. وقد طالت حسني عدد من الاتهامات الأخلاقية، ولكنها نفاها، متهمًا وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف بأنه وراء ترويج هذه الاتهامات.