أعرب عدد من المسافرين الفلسطينيين عبر معبر رفح عن إحباطهم من استمرار المعاناة الإنسانية للمسافرين مؤكدين أن كل شيء عاد كما كان قبل ثورة 25 يناير. وقال الحاج عبد الحي الشريف (72 عاماً) إنه لم يتغير واقع المعبر البري فهو قبل الثورة المصرية كما بعدها، رغم الوعود الكثيرة بتحسين وتسهيل المعاملة مع الفلسطينيين في الاتجاهين. ويعد المعبر الذي يقع أقصى جنوب قطاع غزة، المنفذ الوحيد للغزيين على العالم، حيث يتخذون منه محطة انطلاق إلى جميع دول العالم عبر مطارات مصر المختلفة، في وقت تقول فيه حكومة حماس في القطاع إن التحسينات والتسهيلات قريبة. وتقول الحكومة إن نحو 30 ألف فلسطيني من غزة سجلوا أسماءهم للسفر عبر معبر رفح بغرض العلاج أو الزيارة أو إكمال الدراسة، إضافة إلى أصحاب الإقامات بالخارج الذين وصلوا غزة في وقت سابق ويخشون فقدان إقاماتهم وأعمالهم. ونقلت الجزيرة نت عن الحاج عبد الحي الشريف -الذي يعاني أمراض القلب والسكري والضغط والمتزوج من مصرية- إنه وصل إلى الجانب المصري من المعبر عند الساعة التاسعة صباحاً ووصل إلى الجانب الفلسطيني عند الساعة الثانية. وأوضح الشريف أن "التعامل كما هو قبل الثورة وبعدها، حتى أننا نجد في كثير من الأوقات تعاملاً قاسياً مع كبار السن". أما العائدة نجاة التي اصطحبت أطفالها معها في طريق العودة لغزة، فقالت للجزيرة :سافرت أكثر من مرة بحكم أن عائلتي مصرية، وفي كل مرة أجد أن الأمر إما كما هو وإما يزداد سوءاً على الفلسطينيين والآخرين أيضا. وأوضحت نجاة أن المسافر في الجانب المصري لا يجد ما يخفف عنه صعوبة السفر وساعات الانتظار، وأنها شاهدت خلال خروجها من غزة إرجاع العديد من الفلسطينيين بدعوى أنهم ممنوعون من السفر عبر المعبر. من جهته يقول المريض ناصر العمري المصاب بتضخم في الغدد، إنه ينتظر يوم سفره بفارغ الصبر للبدء في رحلة علاج طال انتظارها، موضحاً أنه مسجل للسفر قبل شهر رمضان وأنه سيغادر خلال اليومين القادمين. ويأمل العمري، الذي تحدثت إليه الجزيرة نت في منزله ببلدة بيت لاهيا شمال القطاع، أن تنتهي معاناة المرضى على المعبر وأن يتم التعامل مع الفلسطينيين بطريقة أفضل من قبل السلطات المصرية.