اللهم إنَّ مصر كنانتك في أرضك، هي أحوج ما تكون اليوم إلى عنايتك ولطفك، ورحمتك، فقد تآمر عليها العدو، وتجهمها المتربص، وتجاهلها القريب، وليس لها ولا لشعبها الطيب إلا عنايتك ولطفك ورحمتك، فاجمع اللهم على الحق كلمتها، وألف بين قلوب أبنائها، واحمِ شعبها، ففيها الكثير من الشيوخ الركَّع، والشباب الخشَّع من رجال ونساء، والأطفال الرضع، وكل هؤلاء لا أحد لهم إلا أنت، فأحطهم بعنايتك، وكن معنا ومعهم في هذه الأيام العصيبة، والأوقات العجيبة، والفتن الداهمة كقطع الليل الداج. اللهم إنَّ مصر حاضنة العربيَّة، وعبية الإسلام، فلا تتخل يارب عنها، ولا تخذل شهداءها، ولا الخاشعين القانتين من شبابها، ولا الأخيار الطيبين من أبنائها، كن لهم جارًا من كل سوء، واحرصهم من العدو المتربص، والمنافق المتلصص، ورواد السوء، أنت وحدك القاهر القادر على درء الأخطار، وحماية الجار، وكلنا بك مستجير، نسألك درء الفتن ما ظهر منها وما بطن، والتأليف بين القلوب، والخروج من المحن، وتجاوز قالات السوء، ودعاة الفتن، إنَّك على ذلك قدير. اللهم أصلح لها دينها الذي هو عصمة أمرها وأصلح لها دنياها التي فيها معاشها، واجعل حياتها وازدهارها مصدر خير لأبنائها، وجيرانها، ومحبيها، وإخوانها، أنت وحدك القادر على ذلك، فالطف بنا يا ربي بما جرت به المقادير، وتجاوز بنا هذه الأوقات بلطفك، كما فعلت سبحانك في أوقات كثيرة سالفة كانت أشد قسوة، وأقوى نكاية، فأخرجت الكنانة منها سالمة غانمة. اللهم فهيئ لنا وللكنانة أمر رشد، يعز به أهل طاعتك، ويذل به أهل معصيتك، ينتصر فيه للضعفاء، ويقام العدل، ويتحقق الخير، وتعلو كلمتك في حريَّة عبادك، والتسوية بينهم، ومنحهم حقوقهم، وجعلهم عبيدًا لك لا لسواك، إنَّك سمع مجيب، آمين آمين آمين.