هدد أعضاء "جيش الألترس" الذي أعلن عن نفسه مؤخراً بالدفاع عن حقوق ومكتسبات الثورة, باقتحام سجن طرة؛ احتجاجاً على عدم القصاص لشهداء أحداث بورسعيد. التهديد جاء بعد قطع آلاف من شباب "ألتراس أهلاوي" شارع رمسيس وشوارع وسط القاهرة أثناء مسيراتهم من أمام النادي الأهلي في طريقهم إلى دار القضاء العالي ظهر الخميس الماضي. وردد الألتراس هتافات عديدة للمطالبة بسرعة القصاص للضحايا مذبحة بورسعيد، منها "قالوا على بلطجي وأنا أهلاوي ثورجي"، "قتلوا الألتراس الأحرار عشان وقفوا مع الثوار"، "تمثيلية تمثيلية الداخلية هي هي"، "تمثيلية تمثيلية الداخلية بلطجية"، "يا سيادة النائب العام أم الشهيد مش عارفة تنام"، مطالبين بسقوط حكم العسكر، مرددين "يسقط يسقط حكم العسكر". وحتى وقت قريب، كان الكثيرون ينظرون إلى كرة القدم باعتبارها إحدى وسائل الأنظمة السلطوية الناجعة لصرف مواطنيها عن السياسة، ومحاولة شغلهم بانتصارات وصراعات "وهمية". وكثيرا ما كانت توجه الانتقادات للاحتفاء الرسمي والاهتمام الشعبي المبالغ فيه بالانتصارات الرياضية على حساب قضايا وطنية ملحة،غير أن هذا الاعتقاد سرعان ما تبخر مع ظهور مجموعات "الألتراس" وانخراطها بشكل مباشر في الحياة السياسية. وأصبح لمجموعات الألتراس - بما لهم من قدرة واضحة على التنظيم والحشد، ونتيجة للدور الذي لعبوه في الثورة المصرية - ثقل كبير وحضور ملحوظ في العديد من الأحداث السياسية التي تشهدها مصر، وخاصة في المظاهرات الأخيرة التي شهدها ميدان التحرير منذ ال 19 من نوفمبر 2011. جيش الألتراس: في غضون ذلك، انتشرت على صفحات الشبكات الاجتماعية العديد من الدعوات لإنشاء ما يسمى ب ''جيش الألتراس'' وهو جيش ثوري شعبي يقوم على تنفيذ المطالب الثورية لكن ليس بالبلطجة ولكن مسموح باستخدام بالعنف. الدعوة تشبه إلى حد بعيد تلك الصفحة التي انطلقت على الفيس بوك منذ عدة أشهر، تحت عنوان "هيئة الأمر بالمعروف المصرية"، وقيل وقتها أنها تخص الدعوة السلفية وحزب النور تحديداً، وهو ما نفاه السلفيين وطالبوا الداخلية بالكشف عن مروج هذه الصفحة التي تزامنت مع الانتخابات التشريعية ، التي أحرز الإسلاميين فيها تقدماً كبيراً. وفي الصفحة الرسمية ل"جيش الألتراس" على ''الفيس بوك'' تم وضع صورة مكتوب عليها '' النهاية'' باللون الأبيض والخلفية سوداء وجاء على التعريف بالصفحة التالي : الحقوق ومطالب الثورة لن تتحقق بالكتابة فقط,لابد من جيش ثوري شعبي ينفذ هذه المطالب''. مستعدين للعنف: وجاء فيه أيضاً :''إحنا مش بلطجية .. لكن في نفس الوقت إحنا مستعدين للعنف.. العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص ..أرجو أن تدعو جميع أصدقائكم حتى يصل صوتنا إلى كل ثوري حر''. وهدد أعضاء جيش الألترس الذي تم إنشاؤه مؤخراً للدفاع عن حقوق ومكتسبات الثورة, باقتحام سجن طرة؛ احتجاجاً على عدم القصاص لشهداء أحداث بورسعيد. من جهته قال حسام ثروت، أحد أعضاء ألتراس زملكاوي، إنه صاحب فكرة تكوين ميليشيات عسكرية أو ما يسمى بجيش الألتراس. ولفت خلال حديثه لبرنامج "الحقيقة" يوم الجمعة الماضي, إلى دعوته أعضاء الألتراس بجميع انتماءاته للانضمام لجيش الألتراس "ليحصلوا على حقوقهم المهدرة" بحسب قوله. وتابع ثروت :"أول خطوة سنقوم بها بعد تكوين جيش الألتراس هو الذهاب لسجن طرة للانتقام من نزلاء السجن باعتبارهم مسئولين عما يحدث, وسنرفع شعار اللى يخاف يروح". محاولة تشويه: من جانبه اعتبر محمد طارق، المتحدث الإعلامي باسم أولتراس أهلاوي، فكرة تكوين جيش الألتراس محاولة لتشويه صورة أعضائه الذين كان لهم دور كبير خلال ثورة يناير. ونفي وجود أي علاقة بين أولتراس أهلاوي وبين الجروب الذي تم إنشاؤه على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، تحت اسم "جيش الألتراس"، مؤكداً أن أولتراس أهلاوي لم ينشئ هذه الصفحة، لأنه بالأساس مبدأ خاطئ، وليس ضمن أهداف أولتراس أهلاوي، والذي كان ومازال هدفه الرئيسي منذ إنشائه في عام 2007، هو تشجيع النادي الأهلي، بالإضافة لدور قومي ظهر مع بداية ثورة 25 يناير، والتي شارك بها الأولتراس وساهم فيها. وأكد أن طبيعة وتكوين وأخلاق أولتراس أهلاوي لا تسمح لهم بتكوين ما يسمى بالميليشيات أو جيش، لأنهم بالأساس شباب سلمي، يحب البلد، ولا يسعى لأي شيء يضره، مشيرا إلى أن هناك إعلاما موجها يسعى خلال الفترة الأخيرة لتشويه صورة أولتراس أهلاوي. وأوضح أن هناك ما يسمى ب"زوبعة إعلامية" في محاولة لاصطياد خطأ ضد أولتراس أهلاوي، وتحميلهم مسئولية ما حدث في مذبحة بورسعيد، مؤكدا أن هذا الإعلام الموجه كثف من حملاته قبل قرار إحالة النيابة ل75 متهما في أحداث بورسعيد منهم قيادات أمنية لمحكمة الجنايات، بهدف تحويل مسار القضية. مضيفاً :"أولتراس أهلاوي شباب حر، يعرف حقوقه، وحريص على مصالح بلده، وكل ما يريده هو أن يتركوه يعيش حياته طبيعية داخل المدرجات". جيش ثوري: في غضون ذلك قال بيان جيش الألتراس على صفحتهم بالفيس بوك: "بعد أن انكشفت الوجوه الزائفة عن نوايا الفاسدين والطغاة و ارتكاب أفظع المجازر علي مرئي و مسمع الجميع و محاكمات هزليه وإصدار حكم البراءة لقتله شهدائنا و محاكمه الثوار أمام محاكم عسكريه وبعد أن استعاد الطغاة قوتهم ووضعهم لفهمهم الخاطئ لمصطلح "سلميه" قررنا تكوين جيش ثوري وطني يطلق عليه (جيش الالتراس المصري)". وأضاف البيان أن الجيش معناها مجموعه منظمة قوية تقوم بتحديد أهدافها قبل أي تحرك ولا تعرف معني اليأس أو الهزيمة، والالتراس مقتبسه من الألتراس الرياضي لأنهم عبارة عن مجموعه تعشق ناديها وتخلص انتمائها له ولكن نحن لن نقوم بتشجيع رياضي و لكننا نعشق وطننا وسنضحي من أجل نجاح ثورته والقصاص من قتله شهدائنا وسيكون لنا كاريزما خاصة بنا. وأكد البيان أن هدف الجيش القصاص لأرواح شهداء الثورة، والاستماتة علي تحقيق أهدافها، والتصدي لأي عمل إجرامي ضد الثوار، ومساندة المسيرات الهامة إذا لزم الأمر. وفيما يتعلق بشروط العضوية، قال البيان إنه السن يبدأ من 18 عاما حتى 50 سنة، ولابد من الجدية والشجاعة وروح المشاركة وحب العمل التطوعي. وفيما يتعلق بمصادر التمويل في الجيش، كشف إن الجيش قائم على التمويل الذاتي عن طريق مساهمه الأعضاء, وبيع منتجات خاصة بجيش الالتراس المصري، بالإضافة إلى التبرعات العلنية خالصة حتى لا نقع تحت رحمه الأجندات، رافعين شعار (الكل للواحد والواحد للكل).