ثلاثة فقط هم من تمكنوا من انتزاع الضحكة قبل الدهشة من أفواه المصريين بعد الثورة، أولهم لقى مصرعه على يد الثوار في ليبيا وتوقفت "قفشاته"، أما الثاني فقد أوقف القضاء الإداري برنامجه الكوميدي على قناة الفراعين، أما الثالث فندعو الله أن يستمر في إمتاعنا بمفاجآته الطريفة عن الرئيس المخلوع، ومنها أن مبارك أيد الثورة والثوار، وربما يكشف أنه نال الشهادة في ميدان التحرير، وأن من ظهر على السرير في المحكمة شقيقه التوأم ! المحامي فريد الديب هو الاسم الأشهر، يعرفه كل أهل الفن والفساد والجاسوسية، صديق عادل إمام وكبار الفنانين، وصديق عزام عزام والشيكلات في تل أبيب، لا ينسى الجميع دفاعه في قضية يسرا مع الضابط الذي اتهم باقتحام مسكنها وحاول الاعتداء عليها، وشطارته في الدفاع عن الممثل ثناء شافع عميد معهد الفنون المسرحية الأسبق، حينما تمكن من إخلاء سبيله رغم ضبطه متلبسًا بحيازة المخدرات بقضية تعاطي شهيرة. الديب الملقب ب"الساحر" قال في بداية محاكمة الرئيس المخلوع مبارك، أنه بصدد تفجير مفاجآت مدوية، كان أولها من صرح به في برنامج الإعلامي معتز الدمرداش بأن المخلوع أيد خروج الثوار ضد فساده وحكمه منذ اليوم الأول في الثورة ، وهو ما جعل معتز يفتح فمه دهشة وتتسع عيناه عن آخرهما ظناً أن الديب تعاطي شيئاً قبل التسجيل، لكن الديب قطع الشك باليقين قائلاً :" أُمااااااااااااااااااااااااال". ولد الديب في 23 أكتوبر 1943 في حي الخليفة بالقاهرة، وتلقى تعليمه الابتدائى وحفظ القرآن الكريم بكتاب السيدة زينب والتحق بكلية الحقوق 1958 وتخرج فيها عام 1963، بتقدير جيد جداً، عين وكيلاً للنيابة العامة في جنوبالقاهرة ثم وكيلاً للنيابة بالوايلى ثم شرق القاهرة، ونيابة سوهاج ثم أُدين في مذبحة القضاة عام 1969, وتم استبعاده و127 قاضياً وعضواً للنيابة، عمل بعدها بوزارة العمل ثم بجامعة الدول العربية حيث المنظمة الدولية لمكافحة الجريمة وبدأت رحلته في المحاماة منذ عام 1971 . ويعتبر أشهر باحث عن الإثارة بعد القذافي وتوفيق عكاشة ، فمن تصديه للدفاع عن الجاسوس الصهيوني عزام عزام الذى سقط في مصر، مروراً بتصديه لقضايا راقصات شارع الهرم ودفاعه عن أشهر راقصتين هما نجوى فؤاد وفيفي عبده، ثم رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، ثم قفزته في الهواء في محاكمة الرئيس المخلوع، وهو بحق جاذب للأضواء وأشهر محامي يغرد خارج سرب العدالة. يصف الديب المتهم بهجر فراش زوجة من عقد عرفي ، عشقه للشهرة والمال قائلاً إن: "المحامي يعلم أن الأضواء سيتم تسليطها على هذه القضايا.. والإعلام يهتم بها..والفشل سيكون نهاية للمحامي ..والنجاح مكسب كبير". وكانت إلهام شرشر زوجة وزير داخلية الرئيس المخلوع المتهم حبيب العادلي قد حاولت التفاوض مع عدد كبير من المحامين للترافع عن زوجها من بينهم بهاء أبوشقة ومرتضى منصور إلا أنهم رفضوا جميعاً، معتبرين أن من يترافع عن حبيب العادلي يكون بمثابة من يكتب شهادة وفاته، ويلوث سمعته بدماء شهداء الثورة. وترافع في العديد من قضايا الشخصيات البارزة في المجتمع، ولكنه خسر الكثير منها مثل قضية الجاسوس عزام عزام في 1997، كما خسر قضية الدكتور أيمن نور، وقضية أيمن عبدالمنعم، مدير مكتب وزير الثقافة لقطاع الآثار، وقضية محمد الوكيل، رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري. كما تولي الدفاع عن الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون، وهو أيضاً محامي عائلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات في قضية التشهير التي أقامتها أسرته ضد صحيفة العربي الناصري التي اتهمت الرئيس الراحل بالخيانة. وقال الدكتور كمال الهلباوى، المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين بالغرب سابقا، إن المحامى "فريد الديب عارف إن مبارك مجرم ورغم ذلك يدافع عنه، ومفيش واحد وطنى عنده شرف يدافع عن مبارك"، وأضاف الهلباوى أن "هناك معلومات وصلت إليه تفيد بأن الديب يتقاضى 60 مليون جنيه نظير الدفاع عن مبارك فى محاكمة القرن". وقام نشطاء في حملة "كاذبون" بالتجمهر بمنطقة الزمالك أمام العمارة التي يسكن فيها الديب ، ونددوا بعصر مبارك الذي ورثه للمجلس العسكري، ورددوا هتافات:" يا فريد قول الحق مبارك قتل و لا لأ"، و" يا فريد يا جبان ..أنت محامى للشيطان".. كما قدم اللواء وجيه عفيفى مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية مذكرة موقع عليها مئات المحامين إلى النقيب سامح عاشور تطالب بإسقاط عضوية الديب من نقابة المحامين ، مشيرًا إلى أنه أساء إلى المهنة بالدفاع عن الطغاة بدلا من الدفاع عن المظلومين. وفجر ياسر رزق، رئيس تحرير صحيفة الأخبار، مفاجأة من العيار الثقيل مؤكداً شره الديب للمال بغض النظر من أين اكتسبه، وقال إن الديب قام بصفته مستشارا قانونيا للصحيفة بتحرير عقد بيع قطعة أرض مملوكة للمؤسسة، وحصل بمقتضى البيع وإتمام الإجراءات على مبلغ 5 ملايين جنيه إلا أن القضاء أمره برد المبلغ للمؤسسة أكثر من مرة ، ولكنه تكتم المبلغ ولم يرده حتى الآن.