غريب أمر المصريين هذه الأيام فلا يوجد الآن شخصية مصرية يجمع عليها الجميع بالرفض أو القبول التام فلقد اختلفوا على تأييد المجلس العسكرى ومصداقية الشرطة وهوية الدولة مدنية أم إسلامية؟ ولكنهم اتفقوا جميعا فى الرأى على اثنين توفيق عكاشة وفريد الديب!! وقد كفانا الله شر الأول بحكم محكمة قضى بوقف ظهوره إعلاميا ولكن الثانى لايزال أحد أشهر المحامين المصريين المتخصصين فى القضايا الجنائية وهو الآن الأكثر شهرة فى عالم المحاماة بعد قبوله الدفاع عن الرئيس السابق مبارك، بعدما رفض كبار المحامين فى مصر المرافعة فيها خوفًا من رد فعل الرأى العام الثائر دوما، ومن قبل مبارك وافق الديب على الترافع فى عشرات القضايا التى أثارت تحفظات كثير من المحامين بمصر. من المؤكد أن السبب ليس العائد المادى فقط فالديب واحد من أغنى أغنياء البلد ولكن ما هو السبب؟ لا أحد يعلم حتى الآن ولكن لعل قراءة السطور التالية تقربك من الحقيقة. * من هو الديب ولد فريد الديب فى 23 أكتوبر 1943، بحى الخليفة، بالقاهرة وتخرج فى كلية الحقوق 1963 بتقدير جيد جدًا، ثم عين وكيلاً للنيابة العامة فى جنوبالقاهرة وبعد ستة أعوام وبالتحديد فى عام 1969 أدين فى مذبحة القضاة - سميت بذلك بعد أن قام الرئيس عبدالناصر بعزل أكثر من مائتى قاض ووكيل نيابة، نتيجة لتقارير كاذبة من أعضاء التنظيم الطليعى تتهم القضاة بالعداء لنظام 23 يوليو - وتم استبعاده ثم التحق بعدها بوزارة العمل ثم بجامعة الدول العربية، ثم افتتح مكتباً للمحاماة عام 1971. * محامى المشاهير والعملاء والفاسدين تولى الديب الدفاع فى العديد من قضايا الشخصيات البارزة فى المجتمع، من نجوم السياسة والأدب والفن فى مصر من بينهم الأديب العالمى نجيب محفوظ والكاتب محمود السعدنى وإبراهيم سعدة ومصطفى أمين والفنانون يسرا وثناء شافع ونجوى فؤاد وفيفى عبده ومدحت صالح وغيرهم من الشخصيات العامة و رجال الأعمال علما بأن معظم هذه القضايا خسرها بجدارة ومع ذلك توكل إليه القضايا الشائكة التى لا يوجد غيره يقبل الدفاع فى مثلها لأنها فى الغالب تثير بغض و كراهية المصريين. ومن أشهر هذه القضايا قضية التشهير التى أقامتها عائلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات ضد صحيفة العربى الناصرى التى اتهمت الرئيس الراحل بالخيانة. أما القضية الأشهر على الاطلاق هى قضية الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام الذى اتهم بالتخابر لصالح إسرائيل وأن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو هو من اقترح بنفسه اسم الديب الذى وافق على الترافع فيها بعدما تقاضى عنها 77 ألف دولار من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة فى الوقت الذى رفض فيه مرتضى منصور الدفاع عن عزام بل قاد مظاهرة من 3000 محام للمطالبة بإعدام عزام أمام المحكمة فى العباسية! الطريف أن الديب كان قد وعد إسرائيل ببراءة عزام بعد الاطلاع على ملف القضية حيث قال وقتها: إذا كان الكلام ده يخلوهم يتهموا عزام بالتجسس يبقى يقدروا يتهموا أمى كمان بالتجسس! وبعد المحاكمة التى ترافع فيها الديب متهما المخابرات المصرية بأنها (لم تعط للقضية حقها من البحث والتحرى، وأنها قدَّمت للمحكمة قضية لم تكن تستحق أن تصل أصلاً إلى ساحة القضاء)، وقال عنها بالنص: (هذه القضية فى حقيقتها تسىء إلى مصر وإلى المحكمة) حكم على عزام بالحبس 15 سنة و عندما اعترض عزام وهاجم الديب فى المحكمة قال له الديب: خليك مؤدب لولاى لحكم عليك بالإعدام أو على الأقل بالمؤبد تماما كما حكم على شريكك فى التجسس عماد عبد الحليم إسماعيل، الذى حكم عليه بالسجن 52 عاما، ثم توالت بعد ذلك العديد من قضايا الفساد والتربح لعدد من المشاهير والتى تربح منها الكثير ثم خسرها بجدارة ومنهم: - حسام أبوالفتوح وتم الحكم عليه بالحبس 10 سنوات ورد مبلغ 408 ملايين جنيه - علية العيوطى، فيما عرف وقتها بقضية نواب القروض وحكم عليها بالحبس 10 سنوات. - رجل الأعمال والسياسى المشهور هشام طلعت مصطفى فى قضية سوزان تميم وحكم عليه بالحبس 15 سنة. - الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون وحكم عليه بالحبس سبع سنوات فى قضية الإساءة لمصر والحصول على أموال من جهات أجنبية. - الدكتور أيمن نور فى قضية تزوير توكيلات حزب الغد، و حكم عليه بالحبس 5 سنوات. - قضية أيمن عبدالمنعم، مدير مكتب وزير الثقافة الأسبق، فى قضية الرشوة الكبرى بوزارة الثقافة وحكم عليه بالحبس 10 سنوات. وقضية محمد الوكيل، رئيس قطاع الأخبار الأسبق فى قضية تقاضى رشوة وحكم عليه بالحبس 18 سنة. وفى يوم الثانى والعشرين من شهر فبراير لعام 2011 قبل الديب الدفاع عن وزير الداخلية المصرى الأسبق حبيب العادلى فى قضايا الفساد الموجهة ضده. و قتل أكثر من 800 متظاهر ثم تولى الدفاع عن الرئيس المصرى السابق محمد حسنى مبارك وعائلته. * البهلوان رصد مستخدمو الفيس بوك هذا الحوار بين مبارك و الديب: فريد الديب: متقلقش ياريس مهمتى أن أماطل فى القضية لحد ماييجى قضاء ربنا. مبارك: متقولش كده يا فريد بعيد الشر عنك! هذه النكتة التى أطلقها الفيس بوك تلخص أسلوب الديب وحيله لإفساد محاكمة مبارك فكانت أول حيلة طلب الاستماع ل 1361 من شهود الإثبات فى قضية قتل المتظاهرين لإفساد وتطويل القضية لأجل غير معلوم. فقد عُرف فريد الديب كمحامٍ يتولى الدفاع عن المتهمين فى القضايا المثيرة للجدل بأساليبه القانونية البهلوانية، والتى تعتمد غالبا على التشكيك فى نوايا ونزاهة كل خصومه والدليل على ذلك ما قال فى دفاعه عن أيمن نور فى قضية تزوير توكيلات حزب الغد ما يفضح دفاعه ضد مبارك ونظامه أمام القضاء والرأى العام، وينسف أى دفاعٍ يقدمه فى حقِّ المتهمين بقتل الثوار، حيث اتهم نظام مبارك بالتلفيق والظلم قائلا: (ما إن تصفحت أوراق القضية مجرد تصفح حتى هالنى الظلم والتلفيق) إن القضية تفوح منها رائحة الانتقام السياسى، واستخدام السلطة لأجهزتها التنفيذية فى الإجهاز على خصم سياسى نشط عنيد وربما بدفاعى عنه أجد نفسى عما قريب فى نفس القفص، وليس أسهل من تلفيق التهم، وتدبير شهود الزور.. وبأن القضية برمتها ما هى إلا حلقة من حلقات الكيد للمعارضين السياسيين والتنكيل بهم. هذا الأسلوب الذى اتبعه فى الدفاع عن مبارك مؤكدا أنه أول من أيد الثورة وأنه لم يقتل الشهداء إلا بعد تنحى مبارك، حيث دفع ببراءته واتهم الجميع «شعب وشرطة وجيش»! فقد أعلن الديب خلال مرافعته فى اليوم الأخير للمرافعة للدفاع عن الرئيس السابق حسنى مبارك أن محاكمة مبارك أمام محكمة الجنايات غير جائزة قانونا وتتناقض وأحكام الدستور دافعا ببطلان جميع التحقيقات التى أجريت مع الرئيس مبارك وبطلان أمر الإحالة وعدم اختصاص محكمة الجنايات بمحاكمة مبارك كما دفع الديب ببطلان قرار الاتهام وجميع تحقيقات النيابة العامة وأن مبارك مازال رئيسا للجمهورية. طبقا للمادة 83 من الدستور التى تنص على أنه إذا قدم رئيس الجمهورية استقالته من منصبه كانت يجب أن تكون مكتوبة وأن توجه إلى مجلس الشعب بحضور ثلث الأعضاء المنتخبين على الأقل. كما أشار الديب أن الدستور ينص على أنه عند اتهام رئيس الجمهورية بالخيانة العظمى أو بارتكابه جرائم جنائية يكون بناء على اقتراح صادر من ثلث أعضاء مجلس الشعب وأن الدستور ينص صراحة على أن يحاكم رئيس الجمهورية أمام محكمة خاصة ينظم القانون تشكيلها بحسب دستور 1971 وأن البيان الذى صدر بتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد انتهى إلى عدة قرارات أهمها تعطيل العمل بالدستور وهو غير جائز قانونا بل ومعاقب عليه. وانتهت المرافعة إلى مطالبة الديب بإلغاء محاكمة مبارك أمام محكمة جنايات القاهرة، لعدم قانونية ذلك وتمكين مبارك من العودة إلى قصر الرئاسة ليتمكن من تأدية عمله رئيسًا للجمهورية لأن ما يحدث الآن إعاقة لتأدية وظيفته كرئيس للدولة. كما وصف مبارك أثناء المحاكمة بنسر الجو الجريح وشبهه بالنبى محمد حيث قال: «إصبر يامبارك كما صبر محمد على أهل مكة حين آذوه وأهل الطائف حين نبذوه كما شبه نفسه بالأنبياء هو الآخر قائلاً: إنه يقول الحق فى قوم لا يرحمون ولا يفهمون مشبها نفسه بسيدنا نوح عليه السلام. الأمر الذى أثار ردود فعل واسعة فى مصر والعالم تراوحت بين الاشمئزاز والسخرية!! * قالوا عن الديب ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن الحجة الجديدة التى استند عليها فريد الديب محامى الرئيس السابق حسنى مبارك خلال مرافعته بأن مبارك لايزال رئيسا لمصر، قد أثارت سخرية الشباب الثائر ومحاميى شهداء ثورة 25 يناير. أما أهالى الضحايا والمصابين فبهذه المرافعة أصبح الديب هو خصمهم الأول و لذلك قاموا بحرق «روب محاماة» أمام أكاديمية الشرطة فى تشبيه منهم بأنه روب فريد الديب. كما نظم عشرات من النشطاء السياسيين مسيرة احتجاجية أسفل مكتب فريد الديب بالزمالك ومظاهرة أخرى فى المنيل أمام منزله تزعمها نشطاء من حركة 6 أبريل مرددين (يا فريد ياجبان إنت محامى للشيطان) مما جعل الأمن يكثف من تواجده هناك خشية تطور الأمر من مظاهرات إلى أعمال شغب وتعدى خاصة بعد أن تلقى الديب تهديدات بالقتل ورسائل على هاتفه المحمول وخطابات على منزله بالمنيل، تؤكد أن حياته ستنتهى بعد مرافعته دفاعا عن مبارك ومطالبته للمحكمة بالبراءة. مما جعله لا يسير إلا فى حراسة مشددة أينما كان. أما النيابة فقد اتهمته بالإفلاس والدفاع الفاسد من أجل الأتعاب لا غير دون مبالاة بالوطن. المستشار هشام بدوى علق على مرافعته قائلا: كلامه حافل بالأمور المضحكة ولا علاقة له بالقانون. الدكتور حسام عيسى أستاذ القانون الدستورى أكد أن ما يقوم به فريد الديب فى مرافعاته عن الرئيس المخلوع هو عمل إجرامى من شأنه اشعال الفتنة فى البلاد وطالب بضرورة محاكمة الديب وتقديمه للنائب العام بتهمة اشعال نار الفتنة. أما الكاتب الصحفى بلال فضل فقد شبه الديب ب«الصرصار العبيط» الذى يدافع من أجل الحصول على أتعاب مرافعته فقط وقال فضل عبر تغريدته على «تويتر»: «من صرصار الليل العبيط إلى نسر الجو الجريح يارب تكون المرافعة عجبتك عشان محتاج دفعة من الأتعاب». كما شبه فضل ادعاء الديب بأن الرئيس المخلوع مازال رئيسا لمصر بمحامى فتاة ليل يدعى فى مرافعته أنها رمز العفة والطهر، مؤكدا أن جرائم مبارك محفورة على أجساد ملايين المصريين وإنها ستظل تطارده للأبد. وقال: «هى لو فتاة ليل جابت محامى وقال فى مرافعته إنها ست الطهر والعفاف هتبقى كده؟.. جرائم مبارك محفورة على أجساد الملايين وتسكن واقعهم وستطارده للابد». ناصر العسقلانى المحامى عن أسر الشهداء تقدم بطلب رقم 199 تأديب لنقيب المحامين سامح عاشور لإسقاط عضوية المحامى فريد الديب من مجلس نقابة المحامين أسوة بما فعلته النقابة مع المحامى شريف غراب بعد اتهامه بالتطبيع مع إسرائيل متهما الديب بالخروج عن قانون مهنة المحاماة ووصفه للشهداء والمصابين بالبلطجية وتشبيهه للشعب المصرى بكفار قريش ووصف مبارك بالرسول كما فجر العسقلانى مفاجأة أخرى وهى أن فريد الديب محامى الرئيس المخلوع حسنى مبارك مازال المستشار القانونى للسفارة الإسرائيلية ولسفيرها بالقاهرة منذ أن كان محاميا عن الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام. وأكد البلاغ أن الديب لم يكتف بذلك بل وصل الأمر إلى حد إهانة المؤسسات القومية ومنها جهاز الأمن والنيابة العامة والمخابرات العامة كما تطاول الديب على شعب مصر حيث سب المعارضين لمبارك والمؤيدين لمحاكمته - بحسب البلاغ - و هو ليس الطلب الأول ولا الوحيد فقد تقدم قبله اللواء وجيه عفيفى مدير المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى النقيب سامح عاشور بمذكرة وقع عليها مئات المحامين تطالب بإسقاط عضوية فريد الديب من نقابة المحامين لكونه أساء إلى المهنة طوال الثلاثة عقود الماضية بالدفاع عن الطغاة بدلا من المظلومين وقال عفيفى فى مذكرته: «الديب أضر بسمعة النقابة وكرامتها أمام المجتمع حيث حول صرح المحاماة العظيم من الدفاع عن المظلومين إلى الدفاع عن الطغاة بالإضافة إلى التاريخ السيئ لفريد الديب منذ أن قبل الدفاع عن الجاسوس الإسرائيلى «عزام عزام» مطالبا بسرعة الدعوة لجمعية عمومية طارئة للنقابة لبحث إسقاط عضوية الديب. بينما أكد الدكتور كمال الهلباوى، المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين فى الخارج، أن الديب يعلم أن مبارك مجرم.ورغم ذلك يدافع عنه، قائلا: مفيش واحد وطنى عنده شرف يدافع عن مبارك، والله أنا لو عارف إن مبارك برىء لأحضر له محامين من بره يدافعون عنه، إنما الثروة التى تمتلكها زوجته وأبناؤه كيف حصلوا عليها؟ وأضاف الهلباوى أن لديه معلومات تفيد بأن الديب يتقاضى 60 مليون جنيه نظير الدفاع عن مبارك. نبيه الوحش المحامى تقدم بالبلاغ رقم 1061 عرائض النائب العام لسنة 2102 للنائب العام المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود ضد الديب للتحقيق معه فى وقائع سب الشعب المصرى وتشبيه الرئيس السابق حسنى مبارك بالنبى محمد، وطالب نبيه الوحش المحامى النائب العام باستدعاء فريد الديب للاستماع إلى أقواله. وقال الوحش فى بلاغه أن الديب ردد بعض الأقاويل المخالفة للحقيقة وللقانون والدستور والشرعية الدستورية خلال المرافعة فى القضية فضلا عن أنها من شأنها إثارة الفتن فى البلاد خلال المرحلة الحرجة لأنها تضمنت إشاعة أخبار كاذبة منها أن الرئيس المخلوع مازال رئيس الجمهورية. كما تقدم الوحش بطلب حمل رقم 47 لسنة 2012 لمكتب التعاون الدولى، - بعد تأكيد خبر سفر الديب للخارج لإبلاغ الإنتربول الدولى بالقبض على فريد الديب محامى الرئيس المخلوع حسنى مبارك، لمغادرته البلاد ومازال هناك قضية يحاكم فيها بتهمة التهرب الضريبى، وأوضح الوحش فى طلبه أن الديب غادر القاهرة متوجها إلى بيروت بتذكرة مفتوحة. * رسالة من هارب هذا الهجوم دفع الديب لإغلاق مكتبه، ومنح موظفيه إجازة مفتوحة، وسافر إلى بيروت، و حجز للعودة من بيروت فى ديسمبر المقبل أى بعد 11 شهراً كاملة. ولكنه لم ينس مصر فى أول أعياد ثورة 52 يناير فكتب على تويتر رسالة للشعب المصرى يقول فيها: الريس بيطمنكم على صحته وبيقولكم: أنا بمب أنا حديد وهتسمعوا منى أخبار كويسة قريب. لا تعليق..!! * مبارك و هشام.. بين البراءة والإعدام هروب الديب سيحدد مصير اثنين من أكبر أقطاب السياسة والاقتصاد فى مصر مبارك وهم حسنى مبارك وهشام طلعت مصطفى، فإذا كان هروب الديب سيمثل مشكلة بالنسبة لهشام طلعت الذى صار يأمل فى البراءة وذلك بعد أن نجح الديب فى اقناع محكمة النقض بإلغاء الحكم الصادر بمعاقبته بالسجن المشدد15 عاما فى قضية مقتل سوزان تميم وقررت إعادة محاكمته بجلسة 6 فبراير القادم ولاشك أن براءة مصطفى أصبحت مهمة مستحيلة لا يقوى عليها سوى الديب الذى لن يلقى أى معارضة من الرأى العام المصرى الذى لا يهمه القصاص لسوزان تميم بقدر اهتمامه برواج شركات هشام طلعت ليس حبا فيه ولكن دعما للاقتصاد المصرى وحفاظا على وظائف عشرات الآلاف من العاملين بشركاته، ولكن الأمر مختلف بالنسبة لمبارك حيث إن هروب الديب قد يحل حبل الإعدام من على رقبة مبارك الذى يرى كثيرون أنه يستحق الإعدام مرتين مرة بسبب التحريض على قتل شهداء الثورة والثانية لأن محاميه هو فريد الديب!! فإن غفر له الشعب المصرى مشاركته فى قتل الثوار فإنه أبدا لن يغفر له اختياره لمحامى عزام عزام ليترافع عنه. الأمر الذى يجعله فى كفة واحدة مع الجاسوس الإسرائيلى. نعم تأخذ المحكمة بالأدلة والبراهين ولكن ضغط الرأى العام لا يستهان به ولا توجد محكمة فى مصر على استعداد بالحكم على مبارك بالبراءة فهذا معناه ثورة أخرى ولكنها أبدية لن تنتهى. سفر الديب خارج البلد بفلوس مبارك وطلعت مصطفى هروب أم سياسة؟ لا أحد يعلم تحديدا، فالبعض يؤكد أن الديب هرب بلا عودة وآخرون يرون أنها مجرد حيلة من الحيل الغرض منها مط وتطويل المحاكمة إلى ما شاء الله حيث إنه وفقا للمادة رقم 214 من قانون الإجراءات الجنائية، يتوجب على محامى مبارك أن يحضر جميع جلسات المحاكمة حتى ولو كانت الجلسة مخصصة للمرافعة عن المتهمين الآخرين، وفى حالة عدم حضوره الجلسات بكاملها أو حضور مندوب عنه تكون إجراءات المحاكمة باطلة، وينتج عن ذلك بطلان الحكم إذا صدر بعد ذلك، لأن حضور المحامى هو أصل من أصول الإجراءات، وعليه فإن مهمة فريد الديب لم تنته بمرافعته الأخيرة عن مبارك وبإمكانه أن يظل خارج البلاد عاماً كاملاً لا يحضر فيه جلسات موكله حتى ولو تم الحكم عليه ثم يحضر فجأة ومعه - جراب القوانين - ويخرج منه ما يؤكد أن الحكم باطل.. فتأمر المحكمة بإعادة المحاكمة من جديد.. وهبنا الله وإياكم طول العمر