«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الديب الذى «عض» البلد.. وهرب
نشر في صباح الخير يوم 31 - 01 - 2012

غريب أمر المصريين هذه الأيام فلا يوجد الآن شخصية مصرية يجمع عليها الجميع بالرفض أو القبول التام فلقد اختلفوا على تأييد المجلس العسكرى ومصداقية الشرطة وهوية الدولة مدنية أم إسلامية؟ ولكنهم اتفقوا جميعا فى الرأى على اثنين توفيق عكاشة وفريد الديب!!
وقد كفانا الله شر الأول بحكم محكمة قضى بوقف ظهوره إعلاميا ولكن الثانى لايزال أحد أشهر المحامين المصريين المتخصصين فى القضايا الجنائية وهو الآن الأكثر شهرة فى عالم المحاماة بعد قبوله الدفاع عن الرئيس السابق مبارك، بعدما رفض كبار المحامين فى مصر المرافعة فيها خوفًا من رد فعل الرأى العام الثائر دوما، ومن قبل مبارك وافق الديب على الترافع فى عشرات القضايا التى أثارت تحفظات كثير من المحامين بمصر.
من المؤكد أن السبب ليس العائد المادى فقط فالديب واحد من أغنى أغنياء البلد ولكن ما هو السبب؟ لا أحد يعلم حتى الآن ولكن لعل قراءة السطور التالية تقربك من الحقيقة.
* من هو الديب
ولد فريد الديب فى 23 أكتوبر 1943، بحى الخليفة، بالقاهرة وتخرج فى كلية الحقوق 1963 بتقدير جيد جدًا، ثم عين وكيلاً للنيابة العامة فى جنوب القاهرة وبعد ستة أعوام وبالتحديد فى عام 1969 أدين فى مذبحة القضاة - سميت بذلك بعد أن قام الرئيس عبدالناصر بعزل أكثر من مائتى قاض ووكيل نيابة، نتيجة لتقارير كاذبة من أعضاء التنظيم الطليعى تتهم القضاة بالعداء لنظام 23 يوليو - وتم استبعاده ثم التحق بعدها بوزارة العمل ثم بجامعة الدول العربية، ثم افتتح مكتباً للمحاماة عام 1971.
* محامى المشاهير والعملاء والفاسدين
تولى الديب الدفاع فى العديد من قضايا الشخصيات البارزة فى المجتمع، من نجوم السياسة والأدب والفن فى مصر من بينهم الأديب العالمى نجيب محفوظ والكاتب محمود السعدنى وإبراهيم سعدة ومصطفى أمين والفنانون يسرا وثناء شافع ونجوى فؤاد وفيفى عبده ومدحت صالح وغيرهم من الشخصيات العامة و رجال الأعمال علما بأن معظم هذه القضايا خسرها بجدارة ومع ذلك توكل إليه القضايا الشائكة التى لا يوجد غيره يقبل الدفاع فى مثلها لأنها فى الغالب تثير بغض و كراهية المصريين.
ومن أشهر هذه القضايا قضية التشهير التى أقامتها عائلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات ضد صحيفة العربى الناصرى التى اتهمت الرئيس الراحل بالخيانة.
أما القضية الأشهر على الاطلاق هى قضية الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام الذى اتهم بالتخابر لصالح إسرائيل وأن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو هو من اقترح بنفسه اسم الديب الذى وافق على الترافع فيها بعدما تقاضى عنها 77 ألف دولار من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة فى الوقت الذى رفض فيه مرتضى منصور الدفاع عن عزام بل قاد مظاهرة من 3000 محام للمطالبة بإعدام عزام أمام المحكمة فى العباسية!
الطريف أن الديب كان قد وعد إسرائيل ببراءة عزام بعد الاطلاع على ملف القضية حيث قال وقتها: إذا كان الكلام ده يخلوهم يتهموا عزام بالتجسس يبقى يقدروا يتهموا أمى كمان بالتجسس!
وبعد المحاكمة التى ترافع فيها الديب متهما المخابرات المصرية بأنها (لم تعط للقضية حقها من البحث والتحرى، وأنها قدَّمت للمحكمة قضية لم تكن تستحق أن تصل أصلاً إلى ساحة القضاء)، وقال عنها بالنص: (هذه القضية فى حقيقتها تسىء إلى مصر وإلى المحكمة) حكم على عزام بالحبس 15 سنة و عندما اعترض عزام وهاجم الديب فى المحكمة قال له الديب: خليك مؤدب لولاى لحكم عليك بالإعدام أو على الأقل بالمؤبد تماما كما حكم على شريكك فى التجسس عماد عبد الحليم إسماعيل، الذى حكم عليه بالسجن 52 عاما، ثم توالت بعد ذلك العديد من قضايا الفساد والتربح لعدد من المشاهير والتى تربح منها الكثير ثم خسرها بجدارة ومنهم:
- حسام أبوالفتوح وتم الحكم عليه بالحبس 10 سنوات ورد مبلغ 408 ملايين جنيه
- علية العيوطى، فيما عرف وقتها بقضية نواب القروض وحكم عليها بالحبس 10 سنوات.
- رجل الأعمال والسياسى المشهور هشام طلعت مصطفى فى قضية سوزان تميم وحكم عليه بالحبس 15 سنة.
- الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون وحكم عليه بالحبس سبع سنوات فى قضية الإساءة لمصر والحصول على أموال من جهات أجنبية.
- الدكتور أيمن نور فى قضية تزوير توكيلات حزب الغد، و حكم عليه بالحبس 5 سنوات.
- قضية أيمن عبدالمنعم، مدير مكتب وزير الثقافة الأسبق، فى قضية الرشوة الكبرى بوزارة الثقافة وحكم عليه بالحبس 10 سنوات.
وقضية محمد الوكيل، رئيس قطاع الأخبار الأسبق فى قضية تقاضى رشوة وحكم عليه بالحبس 18 سنة.
وفى يوم الثانى والعشرين من شهر فبراير لعام 2011 قبل الديب الدفاع عن وزير الداخلية المصرى الأسبق حبيب العادلى فى قضايا الفساد الموجهة ضده. و قتل أكثر من 800 متظاهر ثم تولى الدفاع عن الرئيس المصرى السابق محمد حسنى مبارك وعائلته.
* البهلوان
رصد مستخدمو الفيس بوك هذا الحوار بين مبارك و الديب:
فريد الديب: متقلقش ياريس مهمتى أن أماطل فى القضية لحد ماييجى قضاء ربنا.
مبارك: متقولش كده يا فريد بعيد الشر عنك!
هذه النكتة التى أطلقها الفيس بوك تلخص أسلوب الديب وحيله لإفساد محاكمة مبارك فكانت أول حيلة طلب الاستماع ل 1361 من شهود الإثبات فى قضية قتل المتظاهرين لإفساد وتطويل القضية لأجل غير معلوم.
فقد عُرف فريد الديب كمحامٍ يتولى الدفاع عن المتهمين فى القضايا المثيرة للجدل بأساليبه القانونية البهلوانية، والتى تعتمد غالبا على التشكيك فى نوايا ونزاهة كل خصومه والدليل على ذلك ما قال فى دفاعه عن أيمن نور فى قضية تزوير توكيلات حزب الغد ما يفضح دفاعه ضد مبارك ونظامه أمام القضاء والرأى العام، وينسف أى دفاعٍ يقدمه فى حقِّ المتهمين بقتل الثوار، حيث اتهم نظام مبارك بالتلفيق والظلم قائلا: (ما إن تصفحت أوراق القضية مجرد تصفح حتى هالنى الظلم والتلفيق) إن القضية تفوح منها رائحة الانتقام السياسى، واستخدام السلطة لأجهزتها التنفيذية فى الإجهاز على خصم سياسى نشط عنيد وربما بدفاعى عنه أجد نفسى عما قريب فى نفس القفص، وليس أسهل من تلفيق التهم، وتدبير شهود الزور.. وبأن القضية برمتها ما هى إلا حلقة من حلقات الكيد للمعارضين السياسيين والتنكيل بهم. هذا الأسلوب الذى اتبعه فى الدفاع عن مبارك مؤكدا أنه أول من أيد الثورة وأنه لم يقتل الشهداء إلا بعد تنحى مبارك، حيث دفع ببراءته واتهم الجميع «شعب وشرطة وجيش»!
فقد أعلن الديب خلال مرافعته فى اليوم الأخير للمرافعة للدفاع عن الرئيس السابق حسنى مبارك أن محاكمة مبارك أمام محكمة الجنايات غير جائزة قانونا وتتناقض وأحكام الدستور دافعا ببطلان جميع التحقيقات التى أجريت مع الرئيس مبارك وبطلان أمر الإحالة وعدم اختصاص محكمة الجنايات بمحاكمة مبارك كما دفع الديب ببطلان قرار الاتهام وجميع تحقيقات النيابة العامة وأن مبارك مازال رئيسا للجمهورية. طبقا للمادة 83 من الدستور التى تنص على أنه إذا قدم رئيس الجمهورية استقالته من منصبه كانت يجب أن تكون مكتوبة وأن توجه إلى مجلس الشعب بحضور ثلث الأعضاء المنتخبين على الأقل.
كما أشار الديب أن الدستور ينص على أنه عند اتهام رئيس الجمهورية بالخيانة العظمى أو بارتكابه جرائم جنائية يكون بناء على اقتراح صادر من ثلث أعضاء مجلس الشعب وأن الدستور ينص صراحة على أن يحاكم رئيس الجمهورية أمام محكمة خاصة ينظم القانون تشكيلها بحسب دستور 1971
وأن البيان الذى صدر بتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد انتهى إلى عدة قرارات أهمها تعطيل العمل بالدستور وهو غير جائز قانونا بل ومعاقب عليه.
وانتهت المرافعة إلى مطالبة الديب بإلغاء محاكمة مبارك أمام محكمة جنايات القاهرة، لعدم قانونية ذلك وتمكين مبارك من العودة إلى قصر الرئاسة ليتمكن من تأدية عمله رئيسًا للجمهورية لأن ما يحدث الآن إعاقة لتأدية وظيفته كرئيس للدولة.
كما وصف مبارك أثناء المحاكمة بنسر الجو الجريح وشبهه بالنبى محمد حيث قال: «إصبر يامبارك كما صبر محمد على أهل مكة حين آذوه وأهل الطائف حين نبذوه كما شبه نفسه بالأنبياء هو الآخر قائلاً: إنه يقول الحق فى قوم لا يرحمون ولا يفهمون مشبها نفسه بسيدنا نوح عليه السلام.
الأمر الذى أثار ردود فعل واسعة فى مصر والعالم تراوحت بين الاشمئزاز والسخرية!!
* قالوا عن الديب
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن الحجة الجديدة التى استند عليها فريد الديب محامى الرئيس السابق حسنى مبارك خلال مرافعته بأن مبارك لايزال رئيسا لمصر، قد أثارت سخرية الشباب الثائر ومحاميى شهداء ثورة 25 يناير.
أما أهالى الضحايا والمصابين فبهذه المرافعة أصبح الديب هو خصمهم الأول و لذلك قاموا بحرق «روب محاماة» أمام أكاديمية الشرطة فى تشبيه منهم بأنه روب فريد الديب.
كما نظم عشرات من النشطاء السياسيين مسيرة احتجاجية أسفل مكتب فريد الديب بالزمالك ومظاهرة أخرى فى المنيل أمام منزله تزعمها نشطاء من حركة 6 أبريل مرددين (يا فريد ياجبان إنت محامى للشيطان) مما جعل الأمن يكثف من تواجده هناك خشية تطور الأمر من مظاهرات إلى أعمال شغب وتعدى خاصة بعد أن تلقى الديب تهديدات بالقتل ورسائل على هاتفه المحمول وخطابات على منزله بالمنيل، تؤكد أن حياته ستنتهى بعد مرافعته دفاعا عن مبارك ومطالبته للمحكمة بالبراءة. مما جعله لا يسير إلا فى حراسة مشددة أينما كان.
أما النيابة فقد اتهمته بالإفلاس والدفاع الفاسد من أجل الأتعاب لا غير دون مبالاة بالوطن.
المستشار هشام بدوى علق على مرافعته قائلا: كلامه حافل بالأمور المضحكة ولا علاقة له بالقانون.
الدكتور حسام عيسى أستاذ القانون الدستورى أكد أن ما يقوم به فريد الديب فى مرافعاته عن الرئيس المخلوع هو عمل إجرامى من شأنه اشعال الفتنة فى البلاد وطالب بضرورة محاكمة الديب وتقديمه للنائب العام بتهمة اشعال نار الفتنة.
أما الكاتب الصحفى بلال فضل فقد شبه الديب ب«الصرصار العبيط» الذى يدافع من أجل الحصول على أتعاب مرافعته فقط وقال فضل عبر تغريدته على «تويتر»: «من صرصار الليل العبيط إلى نسر الجو الجريح يارب تكون المرافعة عجبتك عشان محتاج دفعة من الأتعاب». كما شبه فضل ادعاء الديب بأن الرئيس المخلوع مازال رئيسا لمصر بمحامى فتاة ليل يدعى فى مرافعته أنها رمز العفة والطهر، مؤكدا أن جرائم مبارك محفورة على أجساد ملايين المصريين وإنها ستظل تطارده للأبد.
وقال: «هى لو فتاة ليل جابت محامى وقال فى مرافعته إنها ست الطهر والعفاف هتبقى كده؟.. جرائم مبارك محفورة على أجساد الملايين وتسكن واقعهم وستطارده للابد».
ناصر العسقلانى المحامى عن أسر الشهداء تقدم بطلب رقم 199 تأديب لنقيب المحامين سامح عاشور لإسقاط عضوية المحامى فريد الديب من مجلس نقابة المحامين أسوة بما فعلته النقابة مع المحامى شريف غراب بعد اتهامه بالتطبيع مع إسرائيل متهما الديب بالخروج عن قانون مهنة المحاماة ووصفه للشهداء والمصابين بالبلطجية وتشبيهه للشعب المصرى بكفار قريش ووصف مبارك بالرسول كما فجر العسقلانى مفاجأة أخرى وهى أن فريد الديب محامى الرئيس المخلوع حسنى مبارك مازال المستشار القانونى للسفارة الإسرائيلية ولسفيرها بالقاهرة منذ أن كان محاميا عن الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام.
وأكد البلاغ أن الديب لم يكتف بذلك بل وصل الأمر إلى حد إهانة المؤسسات القومية ومنها جهاز الأمن والنيابة العامة والمخابرات العامة كما تطاول الديب على شعب مصر حيث سب المعارضين لمبارك والمؤيدين لمحاكمته - بحسب البلاغ - و هو ليس الطلب الأول ولا الوحيد فقد تقدم قبله اللواء وجيه عفيفى مدير المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى النقيب سامح عاشور بمذكرة وقع عليها مئات المحامين تطالب بإسقاط عضوية فريد الديب من نقابة المحامين لكونه أساء إلى المهنة طوال الثلاثة عقود الماضية بالدفاع عن الطغاة بدلا من المظلومين وقال عفيفى فى مذكرته: «الديب أضر بسمعة النقابة وكرامتها أمام المجتمع حيث حول صرح المحاماة العظيم من الدفاع عن المظلومين إلى الدفاع عن الطغاة بالإضافة إلى التاريخ السيئ لفريد الديب منذ أن قبل الدفاع عن الجاسوس الإسرائيلى «عزام عزام» مطالبا بسرعة الدعوة لجمعية عمومية طارئة للنقابة لبحث إسقاط عضوية الديب. بينما أكد الدكتور كمال الهلباوى، المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين فى الخارج، أن الديب يعلم أن مبارك مجرم.ورغم ذلك يدافع عنه، قائلا: مفيش واحد وطنى عنده شرف يدافع عن مبارك، والله أنا لو عارف إن مبارك برىء لأحضر له محامين من بره يدافعون عنه، إنما الثروة التى تمتلكها زوجته وأبناؤه كيف حصلوا عليها؟
وأضاف الهلباوى أن لديه معلومات تفيد بأن الديب يتقاضى 60 مليون جنيه نظير الدفاع عن مبارك.
نبيه الوحش المحامى تقدم بالبلاغ رقم 1061 عرائض النائب العام لسنة 2102 للنائب العام المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود ضد الديب للتحقيق معه فى وقائع سب الشعب المصرى وتشبيه الرئيس السابق حسنى مبارك بالنبى محمد، وطالب نبيه الوحش المحامى النائب العام باستدعاء فريد الديب للاستماع إلى أقواله.
وقال الوحش فى بلاغه أن الديب ردد بعض الأقاويل المخالفة للحقيقة وللقانون والدستور والشرعية الدستورية خلال المرافعة فى القضية فضلا عن أنها من شأنها إثارة الفتن فى البلاد خلال المرحلة الحرجة لأنها تضمنت إشاعة أخبار كاذبة منها أن الرئيس المخلوع مازال رئيس الجمهورية. كما تقدم الوحش بطلب حمل رقم 47 لسنة 2012 لمكتب التعاون الدولى، - بعد تأكيد خبر سفر الديب للخارج لإبلاغ الإنتربول الدولى بالقبض على فريد الديب محامى الرئيس المخلوع حسنى مبارك، لمغادرته البلاد ومازال هناك قضية يحاكم فيها بتهمة التهرب الضريبى، وأوضح الوحش فى طلبه أن الديب غادر القاهرة متوجها إلى بيروت بتذكرة مفتوحة.
* رسالة من هارب
هذا الهجوم دفع الديب لإغلاق مكتبه، ومنح موظفيه إجازة مفتوحة، وسافر إلى بيروت، و حجز للعودة من بيروت فى ديسمبر المقبل أى بعد 11 شهراً كاملة.
ولكنه لم ينس مصر فى أول أعياد ثورة 52 يناير فكتب على تويتر رسالة للشعب المصرى يقول فيها:
الريس بيطمنكم على صحته وبيقولكم: أنا بمب أنا حديد وهتسمعوا منى أخبار كويسة قريب. لا تعليق..!!
* مبارك و هشام.. بين البراءة والإعدام
هروب الديب سيحدد مصير اثنين من أكبر أقطاب السياسة والاقتصاد فى مصر مبارك وهم حسنى مبارك وهشام طلعت مصطفى، فإذا كان هروب الديب سيمثل مشكلة بالنسبة لهشام طلعت الذى صار يأمل فى البراءة وذلك بعد أن نجح الديب فى اقناع محكمة النقض بإلغاء الحكم الصادر بمعاقبته بالسجن المشدد15 عاما فى قضية مقتل سوزان تميم وقررت إعادة محاكمته بجلسة 6 فبراير القادم ولاشك أن براءة مصطفى أصبحت مهمة مستحيلة لا يقوى عليها سوى الديب الذى لن يلقى أى معارضة من الرأى العام المصرى الذى لا يهمه القصاص لسوزان تميم بقدر اهتمامه برواج شركات هشام طلعت ليس حبا فيه ولكن دعما للاقتصاد المصرى وحفاظا على وظائف عشرات الآلاف من العاملين بشركاته، ولكن الأمر مختلف بالنسبة لمبارك حيث إن هروب الديب قد يحل حبل الإعدام من على رقبة مبارك الذى يرى كثيرون أنه يستحق الإعدام مرتين مرة بسبب التحريض على قتل شهداء الثورة والثانية لأن محاميه هو فريد الديب!! فإن غفر له الشعب المصرى مشاركته فى قتل الثوار فإنه أبدا لن يغفر له اختياره لمحامى عزام عزام ليترافع عنه.
الأمر الذى يجعله فى كفة واحدة مع الجاسوس الإسرائيلى.
نعم تأخذ المحكمة بالأدلة والبراهين ولكن ضغط الرأى العام لا يستهان به ولا توجد محكمة فى مصر على استعداد بالحكم على مبارك بالبراءة فهذا معناه ثورة أخرى ولكنها أبدية لن تنتهى.
سفر الديب خارج البلد بفلوس مبارك وطلعت مصطفى هروب أم سياسة؟ لا أحد يعلم تحديدا، فالبعض يؤكد أن الديب هرب بلا عودة وآخرون يرون أنها مجرد حيلة من الحيل الغرض منها مط وتطويل المحاكمة إلى ما شاء الله حيث إنه وفقا للمادة رقم 214 من قانون الإجراءات الجنائية، يتوجب على محامى مبارك أن يحضر جميع جلسات المحاكمة حتى ولو كانت الجلسة مخصصة للمرافعة عن المتهمين الآخرين، وفى حالة عدم حضوره الجلسات بكاملها أو حضور مندوب عنه تكون إجراءات المحاكمة باطلة، وينتج عن ذلك بطلان الحكم إذا صدر بعد ذلك، لأن حضور المحامى هو أصل من أصول الإجراءات، وعليه فإن مهمة فريد الديب لم تنته بمرافعته الأخيرة عن مبارك وبإمكانه أن يظل خارج البلاد عاماً كاملاً لا يحضر فيه جلسات موكله حتى ولو تم الحكم عليه ثم يحضر فجأة ومعه - جراب القوانين - ويخرج منه ما يؤكد أن الحكم باطل.. فتأمر المحكمة بإعادة المحاكمة من جديد.. وهبنا الله وإياكم طول العمر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.