لأول مرة يعترف أحد أنصار ثورة 25 يناير منذ اليوم الأول لها، أن الثورة المصرية تمر بلحظة فارقة في تاريخها، وأنها رغم تعرضها لعدد من الهزائم في المرحلة الأخيرة فإنها لا تزال قادرة على الانتصار من أجل مستقبل أفضل لمصر. ويرى الدكتور باسم خفاجي، رئيس حزب التغيير والتنمية (تحت التأسيس) أن بعض قيادات التيارات الوطنية وخصوصا تيار "الإخوان المسلمين" قد ساهمت دون قصد في إنهاك الثورة لصالح معارضيها، ورغم هذا فإن انتصار الثورة يمكن أن يتحقق عبر تسع خطوات محددة تشكل في مجموعها رؤية متكاملة للحفاظ على الثورة، ومن أهمها أن تحدث ثورة على منظومة وطرق التفكير التي أوصلت بعض القيادات الوطنية المصرية إلى التضحية بالشعب من أجل الانحياز لنظام قهر وتسلط. ويرى الدكتور خفاجي أن الثورة تمر بانتكاسات حقيقية، ولكنها لا تزال قادرة على الانتصار، فلا الهزيمة للثورة أصبحت نهائية وحتمية .. ولا انتصار الثورة بعيد المنال ويصعب تصوره. ولكن الواقع الحالي أن الثورة أوشكت على الهزيمة بحق، وأن النصر أوشك أن يفلت من بين يدي الشعب المصري لذا يجب على كل القوى الوطنية أن تستعيد توزانها ورؤيتها الصحيحة من أجل أن تنتصر الثورة. وفي المقال الذي تنشره "التغيير" تحت عنوان "لماذا هزمت الثورة وكيف ستنتصر"، يرى الدكتور خفاجي أن الثورة لم تتمسك بشعارها الرئيسي وهو "اسقاط النظام" واكتفت ب "إسقاط الرئيس"، وقد تكون فشلت في الاتفاق على شكل قيادي لها من اللحظات الأولى، ولم تنجح في أن تحصل على انحياز الشعب لها، وأن المجلس العسكري قد نجح نجاحا باهراً حتى الأن في الحفاظ على النظام ضد مطلب الثورة الأول الذي كان "إسقاط النظام"، وذلك عبر سلسلة مستمرة من الإجراءات التدريجية غير التصادمية مع المجتمع ولكنها مصادمة للثورة. يقدم كاتب المقال مجموعة من الرؤى التي تهدف للخروج من أزمة الهزائم المتكررة للثورة، وترتكز تلك الرؤية على فكرة مقاومة "تجديد شيخوخة" النظام الفاسد، والعودة إلى فكرة "التغيير" عبر سلسلة من الخطوات العملية. كما يرى الدكتور خفاجي أنه على تيار الإخوان المسلمين والتيار السلفي أن يحسما خيارات الانحياز لهما بحيث يكون انحيازاً كاملاً غير منقوص للشعب المصري في مواجهة أعداء الداخل والخارج. رابط قراءة المقال http://www.altaghieer.com/node/22539