وصفت صحيفة الجارديان البريطانية الرئيس السوري بشار الأسد بأنه أستاذ التأجيل والتحايل وخداع النفس في وقت تتزايد فيه العزلة المفروضة على نظامه، وأوضحت في افتتاحيتها أن الأسد يحاول تأجيل ما يعتبر أمرًا محتومًا، بإشعال حرب أهلية عندما يشعر بقرب النهاية، وقالت الصحيفة إن الأسد يعرف أنه هو التالي. ولفتت الجارديان إلى حجم التغيرات على الأرض بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد، ومن أبرزها أن جيشا للثورة قد يكون في تركيا وهو "جيش سوريا الحرة"، يقول بدوره إن لديه مقاتلين داخل الأراضي السورية. ولعل أبرز كتائب ذلك الجيش السوري الجديد هي كتيبة خالد بن الوليد في حمص والتي تتكون من عدة مئات من المقاتلين من الضباط والجنود الذين انشقوا عن جيش الأسد، والذين يقومون بحماية المتظاهرين السوريين السلميين، ويدافعون عن المحتجين عند تعرضهم لهجمات من جانب قوات الأسد، إضافة إلى قيامهم بنصب كمائن لأرتال جيش الأسد التي تهاجم المدن السورية المسالمة. وقالت الجارديان: إن الأسد -كغيرة من الطغاة في آخر أيامهم- يعتمد أسلوب التحايل وخداع النفس وإنكار الحقائق على أرض الواقع، مشيرة إلى مقابلة له مع صحيفة صنداي تلغراف، والتي هدد من خلالها بزلزال يحرق المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن الأسد خسر حلفاء الأمس بدءًا من تركيا ثم السعودية، إلى أن خسر الآن جامعة الدول العربية برمتها، إضافة إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تستعد لحزم أمتعتها لمغادرة دمشق، وربما تنتقل بمكاتبها إلى تركيا والأردن وقطر. وقالت الصحيفة البريطانية إن سقوط نظام الأسد يعني كذلك فقدان حزب الله اللبناني شريان الدعم العسكري الحيوي الذي يتلقاه من إيران عبر الممر السوري. وحول إرهاصات انتهاء حكم العلويين وصعود الغالبية السنية في سوريا إلى سدة الحكم في مرحلة ما بعد الأسد ألمحت الصحيفة إلى امتداد تأثيرات ذلك إلى كل من العراق ولبنان وإيران. واتهمت الصحيفة الأسد بالمبالغة عندما هدد بأن أي تدخل غربي في سوريا، يعني إيجاد "عشر أفغانستانات" أخرى، قالت إن سقوط نظام الأسد يعني خسارة إيران مركز نفوذها في المنطقة برمتها، وأكدت الصحيفة أن الأسد يعلم أنه التالي في السقوط، لذلك فهو يحاول أن يلعب بكل الأوراق الممكنة، وخاصة الطائفية منها، كما يحاول التحايل وتأجيل ما هو محتوم وواقع لا محالة ممثلا بسقوط نظامه، وخاصة في ظل ما وصفتها بتداعيات لسعات العقوبات الاقتصادية. وكان الأسد قد أطلق تحذيرات شديدة اللهجة للقوى الغربية من التدخل في سوريا مهددًا بالتسبب في "زلزال" يحرق الشرق الاوسط بعد اتساع رقعة الاحتجاجات التي سقط فيها نحو ثلاثة آلاف شخص من بينهم 187 طفلا.