تعجبت الكاتبة السورية المقيمة في بريطانيا فدوى الحاتم من تحذير النظام السوري لأي بلد يعترف بالمجلس الوطني السوري، على الرغم من أن الثورة السورية هي ثورة قام بها السوريون بأنفسهم ومن أجل السوريين وحدهم. وأوردت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا للكاتبة تقول فيه إن التحذير الذي جاء على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم والذي وصف المجلس بأنه غير شرعي يُظهر بوضوح أن الحكومة السورية بدأت تأخذ المعارضة السورية على محمل الجد، ولم يعد بمقدور الحكومة السورية تجاهل الوضع على الأرض. وتقول الكاتبة إن إيران حذرت الحليف الوثيق للنظام السوري تركيا وطلبت منها ترك الملف السوري وشأنه، أما النظام الجديد في العراق فهو خلف إيران في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وحذرت الكاتبة من صعوبة الوضع في المنطقة، فالكتلة التي تدعم الأسد تمتد من لبنان إلى إيران مرورا بالعراق، وهذا يعني أن بإمكانها تهديد استقرار تركيا والمنطقة برمتها، بل حتى الاقتصاد العالمي، بل الأسد نفسه حذر إذا حلقت أي طائرة فوق دمشق فإن سوريا ستمطر تل أبيب بوابل من نار. وعلى الصعيد الداخلي،يستمر القمع ويتصاعد، فقد قتل مؤخرا ناشط كردي معروف في مجال حقوق الإنسان وضرب آخر بوحشية فظيعة. وترى الكاتبة أن كل ما تقدم يعني أن الرئيس بشار الأسد سيحرق المنطقة قبل أن يتنحى عن السلطة، وهذا هو حال حلفائه أيضا فهم أيضا على استعداد لحرق الأخضر واليابس في سبيل بقائه في السلطة، وإن سقوط سوريا من مجموعة النجوم التي تدور في الفلك الإيراني يعتبر ضربة قاصمة لإيران ونفوذها في المنطقة. كما أن سقوط الأسد يمثل ضربة موجعة لحزب الله في لبنان، الذي يعتمد اعتمادا تاما في بقائه على التجهيزات التي تأتي برا عبر سوريا. وتخلص الكاتبة إلى القول: هذا يعني أن الأسد يجب أن يبقى بأي ثمن وإلا انفرط العقد بأكمله وتتناول الكاتبة الموقف الروسي، وتصف الفيتو الذي استخدمته روسيا في مجلس الأمن بمثابة ضربة على اليد للرد على عملية الناتو في ليبيا، ولكن روسيا لن تدعم نظاما مترنحا يمكن أن يدخل منطقة حيوية كالمشرق العربي في حالة عدم استقرار، وتستند الكاتبة في هذا الطرح على دعوة روسيا للأسد بأن يتنحى جانبا إذا لم يكن قادرا على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.