للأسف اجتمع الكهنة وسدنة فرعون على الشعب ..توحدوا في مواجهة مطالب المظلومين .. آه يا أيها التاريخ .. لم تكرر نفسك في مصر دائماً .. لماذا يجتمع الكبار على قهر شعب مصر .. لماذا يتوحد من لا يجمعهم دين ولا معتقد ولا فكر .. لماذا يجتمعون ويكونون يداً واحدة عندما يكون المستهدف هو شعب مصر .. كيف تجمع العسكر مع قادة التيارات مع قادة الأديان .. كيف تجمع هؤلاء ضد شعب مصر .. كيف يتكرر نفس المشهد مرات ومرات في تاريخنا. دعوني أقول لكم: هذه المرة لن تكون كالمرات السابقة لأنها من المرات التي تتدخل يد القدر لتدافع علنا عن ثورة مصر.. فاعتبروا أيها المظلومون! إنها آية .. ثورة مصر واستمرارها آية فلا تضعفوا. هذه رسالة لنتحد .. في وجه كل الظالمين وأعوانهم .. لكي تشرق شمس الحرية في مصر. أعجب وأتساءل .. لماذا يجتمع خصوم الخارج مع دعاة الطهورية في الداخل لكي يقمعوا إرادة شعب مصر .. متى حدث أن تجمعت كل تلك القوى الداخلية والخارجية لكي تقتل ثورة في بلد ما وتتخلص منها. ألهذا الحد ستكون مصر مهمة لو نهضت .. ألهذا الحد يمكن أن يقبل خصوم مصر بأي خيارات - حتى أن يحكم مصر من يعلن الخصوم عدائهم لهم - كل هذا حتى لا تنهض مصر، ولا يصحو شباب مصر. حتى شعب مصر الطيب انساق الكثير منه مع الظلمة وأعوانهم .. كم حدث هذا من قبل .. وكم دفعت مصر من ثمن لهذا على مر عقود تلو عقود .. ولكن هذه المرة مختلفة بإذن الله .. هذه المرة تتدخل يد القدر لنصرة المظلومين في مصر! صور تتداعى على النفس تعلن بكل صراحة أن شعب مصر يجب أن يتوحد في مواجهة الظلمة .. كل الظلمة .. وكل أعوان الظلمة كائناَ من كانوا .. إن المعركة القادمة لن تكون بين الشعب والسلطة .. وإنما ستكون بين الظلمة وأعوانهم من ناحية .. والمظلومين وأنصارهم من ناحية أخرى .. هي معركة ضارية لأن كل الأسلحة غير المشروعة ستستخدم فيها لوأد ثورة مصر .. سيتهمون المظلومين أنهم مجرمون .. بلطجية .. فسقة .. وسينالهم أيضاً التكفير وتهم الإفساد في الأرض .. كما فعل كل فرعون في أرض مصر مع المظلومين. سيقولون إننا ضعفاء .. ولا نكاد نبين .. سيقولون أننا نريد أن نخرج النخبة من أرضها .. سيقولون أننا نريد العلو في الأرض .. سيقولون أننا نريد أن نغير دين شعب مصر .. سيقولون كل ما سبق وأكثر .. فقد قالوه من قبل في معارك مصر مع الظلمة .. أفلا تعتبرون .. تذكروا أيها المظلومون! أيها المظلومون .. لسنا أقوياء بما يكفي .. لسنا أذكياء بما يكفي .. ليس لنا الموارد الإعلامية والمالية التي تكفي .. ليس معنا الآن من النخب الفكرية والسياسية ما يكفي .. ليس عندنا القدرات التجميعية الموجودة لدى أعوان الظلمة .. ليس معنا من مقومات النصر المادية إلا القليل .. هكذا يبدو الحال مع مطلع العام الأول بعد الثورة .. وكأن الثورة توشك أن تموت .. ولكني أبشركم .. معنا ما يكفي من السلاح! معنا سلاح أقوى من كل النقص الذي لدينا .. معنا الحق .. معنا قلوب لا تزال تنبض .. مقابل قلوب ماتت .. معنا شباب نشأ على رفض الظلم ومحب لمصر ويريد أن ينهض بها. معنا الرغبة الصادقة في نهضة مصر .. لا أن ينتصر فريق فيها على فريق .. معنا الحق .. بكل معنى يمكن تخيله لهذا الحق .. ولن يخذلنا الحق جل وعلا إن توحدنا حول مطلب واحد .. وهو نهضة مصر. أيها المظلومون اتحدوا .. فالله تعالى ناصرنا .. وأقسم عليها .. لو أن القلة القليلة الحريصة على نهضة مصر اتحدت .. فإنها ستكون زلزالاً يهز أركان العالم وليس فقط مصر. لو أن القلة القليلة التي تبحث عن مستقبل أفضل لمصر اتحدت .. لن يوقفها أحد .. لن يجرؤ على تحديها لا الظلمة ولا أعوانهم .. فهم أقل وأضعف وأحقر مما تظنون. يا أيها المظلومون .. دعونا نضع أيدينا معاً تحت شعار واحد بسيط يجمعنا من أجل نهضة مصر .. شعار على غرار "مصري .. وبس" .. شعار يجمعنا لننهض ببلادنا لتكون خير بلاد الأرض. ألم يحن أوان أن نجعل مصر جنة الله في أرضه .. ألم يحن أوان أن نرفع عن كاهل الضعفاء من شعب مصر غول الفقر والجهل والمرض والأمية .. ألم يحن أوان أن نتطلع إلى أعلى مكان يمكن أن تصله مصر في عالم الغد .. كفانا استهانة بأنفسنا وقدراتنا. انهضوا أيها المظلومون .. فلن يرفع عنكم الظلم - بعد الله تعالى - إلا النهضة. قوموا لمعركتكم .. فقد حان أوان نهضة مصر. د باسم خفاجي في 7 يناير 2012م