د.مازن النجار \n\nتوصلت دراسة جديدة أجراها فريق بحث من جامعة كولورادو الأميركية في بولدر إلى أن الأشخاص الذين يستيقظون بعد 8 ساعات من النوم الطبيعي، يشعرون بضعف في مهارات التفكير والذاكرة أكثر مما هو الأمر عندما يحرمون من النوم لأكثر من 24 ساعة.\n\nووجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة التي نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأميركية أظهروا لدى اختبارهم تراجعا في الذاكرة قصيرة الأمد، ومهارات الحساب، والقدرات الإدراكية خلال فترة الفتور الصباحي بعد الاستيقاظ من النوم والمعروف بالقصور الذاتي للنوم.\n\nوتمثل هذه الدراسة أول محاولة علمية لقياس آثار القصور الذاتي للنوم كميا.\n\nوقضى المشاركون تحت المراقبة 8 ساعات نوما طبيعيا بالليل ولمدة 6 ليال متتابعة، وأجروا اختبارات أداء حسابي حيث يقومون بجمع أعداد مكونة من رقمين ويتم توليدها عشوائيا. \n\nوبناء على النتائج خلص الباحثون إلى أن المشاركين أظهروا أضعف درجات الأداء بسبب القصور الذاتي للنوم في الدقائق الثلاث الأولى بعد استيقاظهم مباشرة. بيد أن أسوأ تأثيرات القصور الذاتي للنوم تزول بشكل عام خلال الدقائق العشر الأولى بعد الاستيقاظ، لكن يمكن ملاحظة هذه التأثيرات على مدى الساعتين التاليتين على الاستيقاظ.\n\nوكانت أبحاث سابقة قد بينت أن المناطق القشرية من الدماغ مثل قشرة مقدم الفص الجبهي -المسؤولة عن حل المسائل والعواطف والتفكير المركب- تأخذ وقتا أطول للتنبه الكامل بعد الاستيقاظ، مقارنة بغيرها من مناطق الدماغ.\n\nوسيكون لذهه الدراسة نتائج على طريقة النظر إلى أداء العاملين في مجالات الطب والسلامة والإطفاء والإنقاذ والنقل الذين غالبا ما يستدعون للقيام بمهام خطيرة بعد استيقاظهم مباشرة، كرعاية مرضى في حالة حرجة أو التعامل مع حالات الطوارئ، ما يعرض المرضى والمنكوبين لمخاطر أخطاء إدراكية.\n\nيذكر أن دراسات سابقة أظهرت أن الاختلالات الإدراكية الناجمة عن الحرمان من النوم لمدة 24 ساعة تقارب مثيلتها الناجمة عن التسمم الكحولي.