\r\n فقد تمكن ''موريسيو فونيس'' مقدم البرنامج التلفزيوني السابق، ورئيس حزب ''جبهة فاراباندو مارتي للتحرر الوطني'' من هزيمة منافسه ''رودريجو افيلا'' زعيم حزب ''التحالف الجمهوري الوطني'' (آرينا) المحافظ، الذي حكم البلاد لعشرين عاما بفارق ضئيل. \r\n \r\n وقد سادت مظاهر فرح غامر العاصمة''سان سلفادور'' حيث احتشد أنصار الحزب الفائز في الشاحنات، وراحوا يلوحون بأعلام الحزب الحمراء اللون، ويطلقون أبواق السيارات، والألعاب النارية التي أضاءت ليل العاصمة احتفالا بفوز حزبهم. \r\n \r\n ومن المتوقع أن يواجه ''فونيس'' بعد فوزه في هذه الانتخابات التي تعد منعطفاً تاريخياً للسلفادور، تحديات ضخمة، منها على سبيل المثال الاقتصاد المتدهور لبلاده، الذي يرتبط ارتباطاً لا فكاك منه بالأسواق الأميركية التي تصارع من أجل النجاة من براثن الأزمة المالية الراهنة، ومنها انخفاض التحويلات المالية من المهاجرين السلفادوريين، والبطالة المتزايدة، وعنف العصابات الذي يجعل من السلفادور، واحدة من أخطر بلدان العالم. \r\n \r\n ولمواجهة هذه المشكلات سوف يحتاج الرئيس الجديد إلى تدشين عملية مد جسور واسعة النطاق مع الكثير من الجهات خصوصاً وأن خبرة الحزب تفتقر إلى خبرة التعامل معها لأنه ومنذ تحوله من حركة تمرد إلى حزب سياسي لم يفز سوى في انتخابات محلية فقط.حول هذه النقطة تقول''جوليا إيفيلين مارتينيز'' استاذة الاقتصاد بجامعة أميركا اللاتينية في سان سلفادور:'' إذا أخذنا الأزمة المالية الحالية في الحسبان، فإننا سندرك أن الحزب الفائز سيرث بلداً يعاني من ظروف متناهية في صعوبتها''. \r\n \r\n وفوز''فونيس'' بنسبة 51 في المئة من عدد الأصوات يرجع في جانب كبير منه لرفض الناخبين للأوضاع القائمة خصوصاً التدهور الاقتصادي وتفشي الجريمة والعنف. \r\n \r\n وعلى الرغم من أن الكثيرين كانوا يرون أن حزب''آرينا'' الذي خسر الانتخابات كان صارما في التصدي للجريمة إلا أن الحقيقة أنه فشل في إيقاف عنف الشوارع سواء الذي ترتكبه العصابات أو أفراد عاديون على الرغم من حقيقة أن رئيس حزب''آرينا'' الحاكم كان يعمل قبل توليه الرئاسة في منصب قائد الشرطة في البلاد بدليل ارتفاع نسبة جرائم القتل إلى 60,9 في المئة لكل مئة ألف من السكان، على حين لم تكن هذه النسبة تزيد عن 41,3 في المئة منذ عقد من الزمان . \r\n \r\n ومع أن الحزب قد ركز جهوده على خلق قاعدة صناعية في البلاد، فإن ذلك لم يؤدِ إلى تحسين مستوى المعيشة لمعظم السلفادوريين الذين يضطرون لخوض صراع يومي من أجل كسب أقواتهم. \r\n \r\n ففي عام ،2007 وصلت نسبة السلفادوريين الذين يعانون من البطالة الجزئية إلى 57,5 في المئة. وعلى الرغم من أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن الأسرة السلفادورية تحتاج إلى 670 دولارا شهريا في المتوسط من أجل توفير احتياجاتها الأساسية ، فإن متوسط الراتب الشهري لعمال المصانع على سبيل المثال لا يتجاوز 173 دولاراً . ويتوقع الخبراء أن تمضي الأمور إلى المزيد من التفاقم قبل أن تتحسن فيما بعد. \r\n \r\n وتعقد البلاد آمالا كبيرة على المهاجرين من أبنائها البالغ عددهم مليوني نسمة من إجمالي عدد السكان البالغ 7 ملايين، والتي تعتبر تحويلاتهم أحد المحركات المهمة للاقتصاد السلفادوري، وتمثل 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. \r\n \r\n وتقول ''مارتينيز'' إنه على الرغم من التحديات الضخمة التي ستواجه''فونيس''، فإنها تعتقد أنه سيتمكن من خلق نموذج اقتصادي يميل إلى تعزيز الإنتاج الوطني، وتقليص معدلات البطالة، بدلا من الاعتماد على المشروعات والاستثمارات متعددة الجنسيات. وهي تقول:''إن الطريقة التي سيتعامل بها حزب جبهة فاراباندو مارتي للتحرر الوطني مع الأزمة التي يواجهها ستقلص من احتمال الصراع الاجتماعي، وأن الناس سيعطونها المجال الكامل لإجراء التغييرات المطلوبة''. \r\n \r\n وعلى الرغم من أن الرئيس الجديد حاول تهدئة مخاوف البعض من احتمال تحوله إلى نسخة أخرى من الرئيس الفنزويلي شافيز وسياساته الشعبوية من خلال تأكيده أن النموذج الذي يحتذيه هو نموذج الرئيس البرازيلي ''لولا دا سلفا''، فإن الحقيقة هي أن ما اجتذب العديد من أفراد الشعب السلفادوري إليه ودفعهم لتأييده في الانتخابات الأخيرة كان هو أنه يمثل وجهاً أكثر اعتدالا لليسار. \r\n \r\n تعبر ''إيريس دي سيسكو''، أم لثلاثة أطفال عن هذا بقولها: '' لقد مللنا من البؤس، والفقر، والفساد''. وتعتقد أن الرئيس الجديد لن يتبع سياسات تؤدي إلى استعداء أميركا التي تنظر إلى السلفادور على أنها حليف مهم. ويقول ''مانويل أوروزكو'' مدير التطوير في مؤسسة الحوار بين الأميركيتين في واشنطن:''على الرغم من أن حزب آرينا قد هدد بأن فوز ''جبهة فاراباندو مارتي للتحرر الوطني'' سيؤدي إلى التأثير بالسلب على علاقة السلفادور بالولايات المتحدة، إلا أنني أتوقع بقاء تلك العلاقات مستقرة، وخصوصاً في موضوعات مثل مكافحة تهريب المخدرات. وأشار'' أوروزكو'' في سبيل التدليل على صحة وجهة نظره إلى تصريح ل'' فونيس'' تعهد من خلاله باحترام اتفاقية التجارة الحرة الموقعة مع واشنطن، وإبقاء الدولار كعملة رسمية للبلاد، وإلى تصريح آخر لإدارة أوباما، أبدت فيه استعدادها للعمل مع أي من المرشحين في حالة فوزه. \r\n \r\n ميلر ليانا-سان سلفادور \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور \r\n \r\n \r\n