نائب رئيس الجامعة المصرية اليابانية: امتحانات الفصل الدراسي الثاني تسير بدون شكاوى    27 مايو 2024.. 22 قرشا ارتفاع فى سعر الدولار أمام الجنيه بالبنوك ليسجل 47.22 جينه    محافظ أسيوط يوجه بمتابعة توريد الأقماح للشون والصوامع    عقد لقاء اليوم المفتوح بالأقصر لحل مشاكل المواطنين    لازاريني: الأونروا ستقوم بكل ما في وسعها للحفاظ على عملها ونشاطاتها في لبنان والمنطقة    محرقة رفح.. بيرس مورجان يطالب نتنياهو بوقف العدوان الإسرائيلي    إصابة شرطي إسرائيلي في هجوم عند باب الخليل بمدينة القدس    زيلينسكي يلتقي رئيس الوزراء سانشيز والملك فيليب في إسبانيا    «الاحتلال خدع أهل غزة وزعم لهم أنها آمنة».. الأزهر يدين بشدة «محرقة الخيام» في رفح    ثنائي هجومي للجونة أمام بيراميدز    رسميا.. رحيل محمود عبد العزيز عن غزل المحلة    وكيل تعليم الغربية يتفقد أعمال التقدير لكراسات الإجابة لطلاب الشهادة الإعدادية    إحالة شخص إلى المفتي لاتهامه بقتل سائق توكتوك وسرقته بشبرا الخيمة    الخميس.. القومية للموسيقى العربية تتغنى بأعمال عبدالوهاب ووردة على مسرح الجمهورية    فحص 1462 حالة خلال قافلة طبية في قرية رسلان بالمنيا    وزير الأوقاف أمام الشيوخ: عهد السيسي العصر الذهبي للدعوة وعمارة المساجد    بدء الفعاليات التمهيدية للترويج لافتتاح النسخة الرابعة لحملة «مانحي أمل» في مصر    جامعة الزقازيق تحقق مراكز متقدمة في مسابقة «إبداع 12»    موعد عيد الأضحى ووقفة عرفات 1445 هجريا في مصر.. اعرف عدد الأيام المتبقية    إصابة طالبة بأزمة تنفسية خلال امتحانات الدبلومات الفنية بالفيوم    غدا قطع المياه عن مدينة الباجور وبعض القرى التابعة لها.. اعرف التفاصيل    "متنورش العالي".. صبري فواز يكشف عن نصيحة لطفي لبيب له    وزارة العمل: «سلامتك تهمنا» لنشر ثقافة الصحة المهنية بالقليوبية    أكلات ترفع درجة حرارة الجسم.. تجنبها في الصيف    غدا.. انطلاق عروض برنامج السينما الإيطالية في القاهرة    إسكان البرلمان توصي بتشكيل لجنة لمعاينة مشروع الصرف الصحي في الجيزة    في ذكرى ميلاد فاتن حمامة.. سر خروج ابنها من المدرسة    حدد 3 مناقشات.. مجلس أمناء الحوار الوطني يجتمع 1 يونيو    انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي ل«الأوقاف».. «حق الجار والإحسان إليه»    سموحة يغلق ملف الدوري «مؤقتاً» ويستعد لمواجهة لافيينا فى كأس مصر غدًا    تطوير ورصف 6 طرق حيوية بالجيزة.. أبرزها بالطالبية وإمبابة وكرداسة    وزير الإعلام البحرينى: العلاقات بين مصر والبحرين تتميز بخصوصية فريدة    "مياه الجيزة" تكشف أسباب ضعف التيار بمنطقة هضبة الأهرام    عائشة بن أحمد عن قصف مخيمات رفح الفلسطينية: «نحن آسفون»    وزيرة التعاون الدولي تُشارك في الاجتماعات السنوية لمجموعة بنك التنمية الأفريقي بكينيا    «الشيوخ» يناقش سياسة الحكومة بشأن حفظ مال الوقف وتنميته    ضبط 6000 كيس مواد غذائية مجهول المصدر في العاشر من رمضان    محافظ البحر الأحمر يشكل لجنة من المحميات لتقدير أضرار جنوح سفينة مواد بترولية أمام سواحل سفاجا    «الداخلية»: تنظيم حملة للتبرع بالدم بقطاع الأمن المركزي    قافلة طبية جديدة لدعم المرضى غير القادرين بقرى ديرمواس    القنوات الناقلة لمباراة الاتحاد والنصر في دوري روشن السعودي مع تردداتها    فيلم «The Fall Guy» يحقق 132 مليون إيردات منذ طرحه    شريف العريان: لن أخوض انتخابات رئاسة اتحاد الخماسي الدورة المقبلة    أكثر من ألفي شخص دفنوا أحياء جراء الانهيار الأرضي في بابوا غينيا الجديدة    السيطرة على حريق داخل هايبر ماركت في قنا    الأمين العام المساعد للبحوث الإسلامية يوضح حكم تصوير الجنازات    بينهم مصر.. زعماء 4 دول عربية يزورون الصين هذا الأسبوع    وزير الكهرباء ل"اليوم السابع": كل مليم سيتم تحصيله يساهم فى إنهاء تخفيف الأحمال    وزير الإسكان يعلن تفاصيل مشروعات تجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية    للتعاون في مجال التدريب.. تفاصيل توقيع مذكرة تفاهم بين مركز التدريب الإقليمي وجامعة بنها -صور    وزير الصحة يدعو دول إقليم شرق المتوسط إلى دراسة أكثر تعمقا بشأن مفاوضات معاهدة الأوبئة    موعد وقفة عرفات 2024 وأهمية صيام يوم عرفة    500 متر من النيران.. حالتا اختناق في حريق مخزن خردة بإمبابة    سيد معوض ينصح الأهلي برفع جودة المحترفين قبل كأس العالم 2025    هل حج الزوج من مال زوجته جائز؟.. دار الإفتاء تجيب (فيديو)    موقف جوارديولا من الرحيل عن مانشستر سيتي في الصيف    كولر: لم أستطع الفوز على صنداونز.. لا أحب لقب "جدي".. والجماهير تطالبني بال13    أستاذ اقتصاد ل قصواء الخلالي: عدم التصنيف القانوني للوافدين يمثل عبئا على الاقتصاد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهجرة الكبرى.. روسيا والروس منذ رفع الستار الحديدي الحلقة السادسة
نشر في التغيير يوم 26 - 04 - 2005

الذي كان رئيسا للحكومة الاسرائيلية خلال الفترة من 1984 إلى 1986 ثم خلال الفترة 1995 إلى 1996 وهو من مواليد عام 1923 في بلدة «فيشينفا» التابعة حاليا لبيلاروسيا حيث عاش حتى بلغ العاشرة من عمره قبل ان يهاجر إلى فلسطين. ويهوشوا رابينوفيتز رئيس بلدية تل أبيب السابق ووزير المالية السابق أيضا هو من البلدة نفسها.
\r\n
\r\n
\r\n
واسحق شامير رئيس الوزراء الاسرائيلي في الفترة من1983 إلى 1984 ثم من 1986 إلى 1992 كان قد ولد وعاش لفترة من الزمن في قرية صغيرة مجاورة. كما ان أهل اسحق رابين، كان هو الآخر رئيساً لوزراء اسرائيل هم من مواليد روسيا، ثم ان رافائيل ايتان الوزير في حكومتي شامير ونتنياهو .
\r\n
\r\n
\r\n
والسفير ارييه لوطين وايولي ايدلشتاين الوزير في عدة حكومات سابقة وافيغدور ليبرمان الأمين العام السابق لحزب الليكود وزعيم حزب «إسرائيل بينيثو» وآخرين كثيرين كلهم تعود أصولهم الى الاتحاد السوفييتي السابق.ان روابط عائلية وثقافية ومهنية وسياسية قد تطورت بين اسرائيل وروسيا.
\r\n
\r\n
\r\n
فمن يدعوهم الاسرائيليون بالمهاجرين الجدد، اي الذين قدموا الى اسرائيل بعد سقوط الستار الحديدي في أوروبا، لم يقطعوا بأغلبيتهم صلاتهم مع البلد الذي قدموا منه، ولم يكفوا عن السعي للعيش في مجال يشمل الطرفين، القديم والجديد.وهناك الكثير منهم يترددون باستمرار على روسيا.
\r\n
\r\n
\r\n
بالمقابل هناك العديد من اليهود الروس لهم أهل أو اقرباء أو اصدقاء في اسرائيل، ويدل استقصاء جرى عام 1995 في أربع مدن روسية كبيرة على 1000 يهودي قال 29% منهم بأن لهم أهل قريبون في اسرائيل و42% لهم أهل بعيدون و38% لهم أصدقاء مقربون.ثم ان الكثير من المهاجرين الجدد يحتفظون بجوازات سفرهم الروسية أو الاوكرانية.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي 1998 سجل 60000 منهم أنفسهم في القنصلية الروسية بتل أبيب والدبلوماسيون الروس في اسرائيل يعتقدون ان من يحتفظون بجوازات سفرهم هم أكثر من هذا العدد بكثير مما يسمح لهم بالسفر بحرية الى روسيا. كما ان البعض منهم ابدى تمسكه بوطنه السابق، بل ان 7000 منهم قد اقترعوا في القنصلية الروسية أثناء الانتخابات الرئاسية في روسيا خلال يونيو 1996.
\r\n
\r\n
\r\n
وهناك علاقات ثقافية أيضاً. ذلك ان المهاجرين الجدد، على قاعدة تمسكهم بثقافتهم الروسية انشأوا عدة جمعيات أقامت علاقات مع روسيا.ثم ان اسرائيل التي توجد فيها أعداد كبيرة من الناطقين باللغة الروسية اصبحت احدى الوجهات التي يقصدها الفنانون الروس، كما يقصد الكثير من الفنانين الذين هاجروا الى اسرائيل روسيا لتقديم انتاجهم فيها.
\r\n
\r\n
\r\n
وهناك أيضاً نظام تبادل للكتب بين عدة مكتبات روسية واسرائيلية. ثم ان وسائل الاعلام الناطقة باللغة الروسية تساهم في حيوية شبكات التبادل المتنوعة كلها، وهناك العديد من المطبوعات يتم طباعتها مع هيئات صحافية روسية. كما ان التلفزيون يشكل أداة تواصل مهمة، اذ ان الروس الاسرائيليين يستقبلون بواسطة الاقمار الصناعية و«العاملات» عدة أقنية تلفزيونية روسية.
\r\n
\r\n
\r\n
ودل استقصاء جرى عام 1999 على 700 شخص يهودي روسي هاجروا الى اسرائيل على ان 80% تقريباً يشاهدون بانتظام برامج بث من روسيا.كذلك تلعب السياحة دوراً في الاتصال اذ ان 65000 روسي قد زاروا اسرائيل للسياحة عام 1996 و56000 عام 2001، وذلك حسب الاحصائيات الاسرائيلية، اتهم سائحون أو يأتون تحت غطاء السياحة.
\r\n
\r\n
\r\n
هناك بالمقابل عشرات الألوف من الاسرائيليين - بالطبع أغلبيتهم من المهاجرين الروس - يزورون سنوياً روسيا وبلدان مجموعة الدول المستقلة، الجمهوريات السوفييتية السابقة.وقد وصل عدد الذين قدموا الى روسيا وحدها 96000 عام 1999 و105000 عام 2000 و107000 عام 2002.
\r\n
\r\n
\r\n
دور الشبكات المالية
\r\n
\r\n
\r\n
هناك أيضاً شبكات مالية، اذا كما يؤكد عدد من المهاجرين الروس انفسهم، وكما يقول رئيس بنك اسرائيلي كبير ومسؤول في الوكالة اليهودية تم طرح السؤال عليهم عام 1998، فإن المهاجرين في جانب كبير منهم يرسلون النقود والهدايا الى أهلهم الذين بقوا في روسيا، وأغلبية عمليات الإرسال تتم بوساطة أشخاص أثناء اسفارهم المتبادلة لان الثقة كانت مفقودة حتى آنذاك بالبنوك الروسية.
\r\n
\r\n
\r\n
ان الطرفين الروسي والاسرائيلي، يريدان الاستفادة من هذه الشبكات من أجل خدمة تحسين العلاقات بينهما، ولا شك بأن المسؤوليات التي اعطتها الحكومة الاسرائيلية ناثان شارانسكي في النصف الثاني من سنوات التسعينات انما كانت ترمي الى جعله بمثابة عنصر ربط متميز للعلاقات بين اسرائيل وبلدان الاتحاد السوفييتي السابق.
\r\n
\r\n
\r\n
واذا كان قد تم تعيينه عام 1996 كوزير للتجارة والصناعة، فإن هذا يعني بأن الحكومة الاسرائيلية ارادت ان تطور مبادلاتها مع روسيا لكن المهمة الملقاة على عاتقه كانت تتجاوز كثيراً قضية التجارة. فهو الذي كان قد قابل في اكتوبر 1996 في القدس، وبناء على طلب من السلطات الروسية يفغيني بريماكوف وزير الخارجية الروسي آنذاك .
\r\n
\r\n
\r\n
وذلك للحديث عن عملية السلام مع سوريا ولبنان.. وهو الذي تم تكليفه في يناير 1997 بتحضير زيارة رئيس الحكومة آنذاك بنيامين نتنياهو الى موسكو وهو الذي كان مكلفا بالعلاقات مع روسيا وبقية الدول المستقلة حديثاً في مطلع 1998 عندما أخذ نتنياهو بيده مسؤولية السياسة الخارجية، وهو الذي ذهب الى موسكو عام 1998 ثم عام 2002 من اجل اقناع الكرملين باعادة النظر في علاقته مع ايران.
\r\n
\r\n
\r\n
باختصار فإن روسيا هي مجاله، وهو يرى بأن المهاجرين الروس وحدهم الذين يستطيعون رأب الصدع الذي عرفته العلاقات بين اسرائيل وروسيا خلال فترة القطيعة الطويلة، انهم يعيدون الجسور على حد قوله، والسلطات الروسية ايضاً ترى في المهاجرين الى اسرائيل جسراً من أجل تعزيز العلاقات وذلك باعتبارهم وسطاء طبيعيين.
\r\n
\r\n
\r\n
وعلى الصعيد الدبلوماسي اعتمدت اسرائيل على المهاجرين الروس، وحتى لو انهم ليسوا من الدبلوماسيين المؤهلين، في السلك الدبلوماسي في روسيا والجمهوريات المستقلة حديثاً بعد تفكك الاتحاد السوفييتي.. وكان قسم مهم من موظفي السفارات الاسرائيلية هم من أبناء هجرة سنوات السبعينات، هكذا كان السفراء الاسرائيليون في روسيا وكازاخستان.
\r\n
\r\n
\r\n
واذربيجان هم من اليهود الروس عام 1998 ثم من أبناء هجرة سنوات التسعينات حيث كان نصف موظفي السفارة في اوكرانيا عام 1998 ايضاَ هم من اليهود السوفييت أو الروس.اقتصادياً تم تعيين العديد من الروس في منصب المسؤولية ببنوك وشركات اسرائيلية كي يكونوا رجال واجهة مهمتهم .
\r\n
\r\n
\r\n
هي اقامة الصلات مع مواطنيهم السابقين الذين قد يستطيعون التأثير على قرارات أصحاب المسؤولية الاقتصادية أو السياسية في روسياان رجل الاعمال ليف ليفييف كان مجرد احد المهاجرين في سنوات السبعينات، واصبح «ملك الماس» حيث ساهم وامثاله في تعزيز التعاون مع دول المجال السوفييتي السابق.
\r\n
\r\n
\r\n
وكانت النتيجة هي ان قيمة المبادلات الروسية السوفييتية كانت 65 مليون دولار عام 1991 فوصلت مع روسيا وحدها عام 2001 الى 680 مليون دولار.واذا كانت اسرائيل لا تحتل سوى المرتبة الثالثة والعشرين بين عملاء روسيا التجاريين، فإنها هي الشريك الاول لها في بلدان منطقة الشرق الأوسط كلها.
\r\n
\r\n
\r\n
كما ان اسرائيل اصبحت عميلاً تجاريا متميزا لروسيا في بعض الميادين، مثل تجارة الماس، حيث تشتري كميات كبيرة من الماس الخام، ثم تقوم باعادة تصديره بعد تقطيعه وصقله.
\r\n
\r\n
\r\n
مصدر للتوتر
\r\n
\r\n
\r\n
شكلت نشاطات الوكالة اليهودية وصداقات روسيا العربية والتعاون الروسي مع ايران مصادر للتوتر ألقت بظلالها على العلاقات الروسية الاسرائيلية. والوكالة اليهودية تبدو بمثابة «لص» سرق الادمغة والمواهب وحرم روسيا منها، لذلك يتم النظر اليها بكثير من الحذر في روسيا.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي اوكرانيا ايضا لقد تسامحت معها كثيرا في البداية السلطة السوفييتية ثم الروسية، لكن برامجها، خاصة تلك المكرسة للشباب، اثارت ردود فعل كبيرة اعتباراً من عام 1994.وفي ابريل 1996 صدرت تشريعات جديدة في روسيا حول المنظمات الاجنبية، مما ادى الى تعليق اعتمادها والى الحد من نشاطاتها.
\r\n
\r\n
\r\n
كما ان خلافاً حول الملكيات العقارية التي ورثتها روسيا عن الاتحاد السوفييتي كان موضع اخذ ورد بين البلدين اثناء الفترة نفسها ولم يتم التوصل الى حل للخلافات الا عام 1996 حيث حصلت الوكالة اليهودية على حق العمل من جديد بكل شرعية في روسيا باعتبارها «الوكالة اليهودية في روسيا» والمعترف بها كمنظمة عامة روسية مؤهلة.
\r\n
\r\n
\r\n
لتلقي دعم مالي وتنظيمي من «الوكالة اليهودية من اجل اسرائيل» بالمقابل واثناء زيارة يفغيني بريماكوف الى اسرائيل خلال اكتوبر من السنة نفسها حصل الروس على ما يريدون بالنسبة للملكيات العقارية.بالمقابل اثارت الصداقات العربية التقليدية لروسيا.
\r\n
\r\n
\r\n
وخاصة بعض شخصياتها من امثال يفغيني بريماكوف، الذي يتحدث اللغة العربية والقريب من البلدان العربية حيث عمل لسنوات طويلة، حذرا كبيرا في اسرائيل.في مطلع عقد التسعينات خشيت اسرائيل من رد فعل موسكو حيال الحملة التي قامت بها الدول العربية ضد هجرة اليهود السوفييت الى اسرائيل.
\r\n
\r\n
\r\n
وأخطر من هذا كله في نظر الاسرائيليين ذلك التعاون الروسي، الايراني والذي لا يزال مصدر خلاف لم يتم حله حتى اليوم. ان الاسرائيليين على اقتناع بان روسيا تساعد ايران، تحت غطاء البرامج المدنية، على التزود بتقنية الاسلحة النووية والصواريخ بعيدة المدى، مما يعرض للخطر المباشر أمن اسرائيل.
\r\n
\r\n
\r\n
المشكلة الاساسية، بين مشكلات اخرى ترتبط بالمفاعل الذي سلمته روسيا لطهران لاقامته في منطقة بوشهر تنفيذاً للعقد المبرم في يناير 1995، والذي قيمته 800 مليون دولار. وقد عاد الجدل من جديد حول نقل هذه التقنيات لايران في يوليو 1998 عندما اجرت طهران تجارب على صاروخ ارض ارض باسم «شهاب 3» .
\r\n
\r\n
\r\n
والذي يبلغ مداه 1300 كيلومتر، وكذلك خلال فترة 2002 2003 عندما قامت الازمة العراقية، ذلك ان الاسرائيليين يرون ان التهديد الايراني هو تهديد حقيقي كالتهديد العراقي.لكن التطمينات التي كررتها روسيا مرارا وتكرارا بان تعاونها مع ايران بالنسبة لمفاعل بوشهر.
\r\n
\r\n
\r\n
هو مدني وليس عسكرياً ابدا وان التعاون العسكري الذي تقيمه مع ايران لا يشكل أي خرق للقانون الدولي او المعاهدة في الحد من انتشار الاسلحة النووية التي وقعتها روسيا، لم تهديء من قلق الاسرائيليين الذين يعودون الى طرح هذه القضية باستمرار.
\r\n
\r\n
\r\n
مستقبل يهود روسيا
\r\n
\r\n
\r\n
يقول ألا ليفي مسؤول الوكالة اليهودية في روسيا: «ان الجالية اليهودية جرى القضاء عليها خلال 70 سنة من النظام السوفييتي»، ثم يضيف مسؤول آخر في الوكالة انه في مطلع التسعينات لم تكن هناك جالية مجموعة لها روابطها وانما فقط يهود لا يملكون أي جذر يهودي سوى بعض الذكريات والاسماء واحيانا تقوم معاداة السامية بتذكيرهم باصولهم».
\r\n
\r\n
\r\n
وقد بينت العملية الاحصائية لعام 1994 ان اليهود هم اصحاب متوسط العمر الاكثر ارتفاعاً في روسيا، ففي حين ان متوسط العمر لمجموع السكان الروس هو 1,36 سنة، فان متوسط العمر بالنسبة لليهود هو 8,52 سنة، ثم ان عدد الاطفال المولودين من امهات يهوديات في تناقص كبير.
\r\n
\r\n
\r\n
ففي عام 1995 كان هذا العدد اقل بثلاث مرات عما كان عام 1988. واذا كان الشباب يشكلون 23% من مجموع السكان الروس فان نسبتهم هي 7% بالنسبة لليهود.يضاف الى هذا واقع ان اليهود قد اندمجوا تماما في المجتمع السوفييتي، فمثلا نرى ان الزواج المختلط يخص 73% من الرجال و 63% من النساء في نهاية سنوات الثمانينات .
\r\n
\r\n
\r\n
واثناء تحقيق جرى خلال ابريل ومايو 1995 على 1000 يهودي كان اكثر من نصفهم متزوجين بغير يهودي او بغير يهودية كما صرح 80% منهم بانهم لا يترددون ابدا في تأييد الزواج من غير اليهود.ويضاف للازمة الديموغرافية ازمة ثقافية بسبب عقد بل وقرون من الاضطهاد ومن محاولة الصهر في المجتمع ونزع السمات الثقافية الخاصة.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي اواسط عقد الثمانينات الماضي أي قبل وصول الحقبة الجورباتشوفية، لم يكن في الاتحاد السوفييتي اية مدرسة يهودية ولم يكن هناك أي كتاب مكرس للثقافة او للتاريخ اليهوديين، وكان تعليم اللغة العبرية بمثابة عمل تخريبي كما كان عدد المعابد اليهودية قليلا جدا.
\r\n
\r\n
\r\n
لكن هذه السياسة لم تؤدّ الى نهاية الاحساس بالانتماء اليهودي لدى المعنيين به، لا سيما وان جواز السفر السوفييتي الداخلي كان يحدد بأن حامله يهودي، ثم ترافق الاضطهاد ومعاداة السامية مع الانتصارات التي حققتها اسرائيل عسكريا عام 1967 في 5 يونيو، ليؤدي هذا كله الى الابقاء على القول من قبل اليهود بأنهم «يهود».
\r\n
\r\n
\r\n
مع تصرفهم في الوقت نفسه كروس مثل بقية الروس، ينتمون الى الثقافة الروسية، الا مع بعض الاستثناءات التي يحمل اصحابها ثقافة مزدوجة: روسية ويهودية اما محيطهم الاجتماعي فهو شديد التنوع اذ ان 85% منهم ليسوا اعضاء في أية هيئة ثقافية او دينية يهودية، ثم ان معارفهم حول التاريخ اليهودي محدودة جداً.
\r\n
\r\n
\r\n
اما لغة استخدامهم اليومي فهي اللغة الروسية، ولا يتحدث سوى 2 في المئة اللغة العبرية ولغة «الياديش» اليهودية القديمة يتحدثها ايضا 2 في المئة لكن 80 في المئة منهم لا يعرفون هذه اللغة او تلك، وهناك 6 في المئة يقرأون بشكل منتظم الصحف اليهودية المنشورة في روسيا و63 في المئة لا يقرأونها ابدا.
\r\n
\r\n
\r\n
و3 في المئة يستمعون الى راديو اسرائيل و78 في المئة لا يسمعون ابدا هذه الاذاعة ثم ان اقل من النصف منهم يحسون بانتمائهم الى الشتات الدياسبورا اليهودي.واليهود السوفييت عامة ليسوا متدينين اذ صرح 14 في المئة فقط من الذين تم استجوابهم بأنهم مؤمنون مقابل 75 في المئة قالوا العكس وهناك 24 شخصاً من اصل 1000 اعلنوا تمسكهم بتعاليم الدين اليهودي .
\r\n
\r\n
\r\n
وهناك 1 في المئة فقط منهم يذهبون الى المعبد اليهودي «الكنيس» بانتظام و75 في المئة منهم لا يذهبون اليه ابدا. ثم ان الاغلبية العظمى لا يحتفلون بالاعياد اليهودية بينما يحتفلون كثيرا بالاعياد العائلية اعياد ميلاد الولادة والاعياد العلمانية عيد المرأة يوم 8 مارس او عيد رأس السنة او حتى الاعياد الوطنية 9 مايو عيد الانتصار عام 1945.
\r\n
\r\n
\r\n
ان تحليل العوامل التي تؤثر على قرارات الهجرة نصف الذين تم توجيه الاسئلة لهم اعربوا عن عدم رغبتهم بالهجرة تبين ان العامل الديني لم يكن موجودا تقريبا اذ ان اهم تلك العوامل كانت كالتالي حسب الاهمية مستقبل الاطفال ورفض الوضع في روسيا على انه غير مستقر.
\r\n
\r\n
\r\n
وليس له أي منظور مفتوح وإرادة تحسين مستوى المعيشة والخوف من معاداة السامية ثم اخيراً اعادة توحيد العائلة، وهذه الاجابات تتناسق مع عملية استقصاء للرأي جرت في اسرائيل لدى شريحة من المهاجرين الذين وصلوا قريبا حيث تردد كثيرا الحديث عن مستقبل الاطفال كسبب اساسي للهجرة.
\r\n
\r\n
\r\n
لكن مهما كانت العوامل للهجرة فان اولئك الذين غادروا الاتحاد السوفييتي السابق الى اسرائيل، انما فعلوا ذلك باعتبارهم يهودا ويبدو ان هناك تناظرا كبيراً بين قرارات الهجرة وبين الخوف من معاداة السامية.وهذه ليست ظاهرة جديدة في ذلك الجزء من العالم، فأشكال الاضطهاد لليهود تعددت.
\r\n
\r\n
\r\n
وتنوعت حيالهم اثناء القرن التاسع عشر والقرن العشرين في ظل الامبراطورية الروسية.. واستمرت في الحقبة السوفييتية حتى وصول ميخائيل غورباتشوف الى السلطة عام 1985.ولا يرى الكثير من المعلقين في جمهورية بيروبيجان اليهودية المستقلة ذاتيا التي اسسها ستالين عام 1934 سوى عملية دعائية.
\r\n
\r\n
\r\n
واذا كانت معاداة السامية اقل عنفاً في الفترة ما بعد الستالينية فان فترة الانفتاح الغورباتشوفي، وعلى الرغم من فتح الحدود فان حرية التعبير ادت الى يقظة المشاعر القومية بحيث ان نوعاً من معاداة السامية قد برز بشكل عفوي وتثير عدة استقصاءات جرت في الاتحاد السوفييتي السابق خلال عام 1989 .
\r\n
\r\n
\r\n
ولدى مسؤولي المنظمات اليهودية وفي اسرائيل عام 1991، إلا ان عودة بروز مشاعر العداء ضد اليهود كانت احد بواعث الهجرة خلال تلك الفترة.وكان بروز الحركة القومية الروسية اليمينية المتطرفة اعتبارا من عام 1992 تحت قيادة فلاديمير جيرونفسكي بشأن الاعلان عن حضور «معاداة السامية».
\r\n
\r\n
\r\n
هكذا تم في عام 1993 حرق الكنيس اليهودي في موسكو ثم برزت تصريحات معادية للسامية في الصحافة الروسية بل وتصريحات في نفس الاتجاه من قبل النائب الشيوعي «البير ماكاشوف» عام 1998.. الخ.لكن هذا لم يمنع عدداً من المحللين والمراقبين من التأكيد بأن الخوف من معاداة السامية كان اشد تأثيراً منها نفسها.
\r\n
\r\n
\r\n
كما اكد اخرون بأن العداء ضد اليهود كان اقل من العداء حيال قوميات اخرى مثل القوقازيين والغجر واذا كان العديد من المهاجرين اليهود الى اسرائيل قد تحدثوا عن معاداة السامية او الخوف منها بأحد بواعث هجرتهم، فانه لم يكن هناك في الواقع ما يميزهم من حيث اللغة او المظهر او الممارسة الثقافية او الدينية عن بقية السكان.
\r\n
\r\n
\r\n
في مطلع التسعينات كان لدى مسؤولي الوكالة اليهودية ومنظمة «ناتيف» اقتناع بأن آفاق الطائفة اليهودية تعد شبه مسدودة، وان نهوضها غير وارد، لذلك فان مستقبلها الوحيد هو في الهجرة لكن يبدو ان الوضع قد تطور مع مرور الزمن، فنتائج استقصاءات عام 1995 كشفت ان اليهود هم اكثر تصميماً واكثر انفتاحا من متوسط السكان في روسيا.
\r\n
\r\n
\r\n
اذ كانوا قبل اشهر فقط من الانتخابات التشريعية اكثر تحديدا في وجهة اقتراعهم لصالح الاحزاب المؤيدة للاصلاح وبالتالي لم تكن الهجرة هي مشروعهم الوحيد، بل قال العديد ممن تم استطلاع رأيهم بأنهم راضون عن اوضاع حياتهم وعن عملهم وأنهم يريدون البقاء في روسيا.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي نهاية عقد التسعينات بدا ان اثار صدمة موجة الهجرة الكبرى قد بدأت تخبو، وان نخبة جديدة محلية قد اخذت تعيد تشكيل نفسها، بحيث ان الطائفة اليهودية نهضت من جديد خاصة في موسكو، ايضا في عدة مدن اخرى مثل سامارا وسارثوف وكازان. لكن ما يتمتع به اليهود في موسكو من مدارس ومعابد ومؤسسات للتعليم العالي جعل العاصمة الروسية مركز جذب تعزز اكثر فأكثر اعتبارا من عام 2000.
\r\n
\r\n
\r\n
ويبدو اليهود في روسيا في طريقهم لإعادة تشكيل طائفتهم، واليهود الروس الذين هاجروا الى اسرائيل لم يتأخروا كثيرا عن تشكيل مجموعة اظهرت بسرعة انها ديناميكية وذات نفوذ. وهؤلاء المهاجرون حرصوا على عدم قطع العلاقة مع بلاد مولدهم وعلى التعلق بثقافتهم الاصلية التي هي الثقافة الروسية بالنسبة للسواد الاعظم منهم، هكذا شكلوا نوعا من الاثنية الجديدة ذات الطبيعة الروسية الواضحة، ان يهوديتهم هي التي دفعتهم الي الهجرة لكن «روسيتهم» هي التي تلحمهم في المجموعة الاثنية التي شكلوها في اسرائيل.
\r\n
\r\n
\r\n
تكامل بلا ثقافة
\r\n
\r\n
\r\n
يشكل من يطلق عليهم الاسرائيليون تسمية «الروس» 4,14 من مجموع السكان، كما اشير سابقا، ووزنهم في المجتمع كبير ومن هنا تأتي اهمية اندماجهم فيه لا سيما انهم يعيشون في محيط «روسي» غالبا، وهم موحدو الصوت، على الرغم من انهم لم يأتوا جميعا من روسيا فان اللغة الروسية تجمعهم كما يوحدهم التاريخ والثقافة، انهم عبر تجمعهم تحت التسمية نفسها يسمح لهم، على الرغم من تنوعهم بل تنافرهم.
\r\n
\r\n
\r\n
بأن يعطوا قيمة اكبر لمجموعتهم الاثنية، ان هذه العلاقة الخاصة لهم داخل المجتمع الاسرائيلي هي التي اعطتهم النفوذ الذي يتمتعون به في اسرائيل. والواقع انه لم يتم تمثلهم تماما وليسوا هامشيين ايضا، وانما تم دمجهم وتكاملهم ولكن على اساس نموذج خاص.. ذلك ان الروس وغيرهم من الاتحاد السوفييتي السابق يندمجون في المجتمع بحيث يعطون لانفسهم سبل ممارسة الضغط في اسرائيل.
\r\n
\r\n
\r\n
لقد وجدوا مكانهم في سوق العمل وفي اللغة السياسية لا سيما وهم يتمتعون بحق الاقتراع منذ وصولهم. وفي انتخابات عام 1992 لم تكن نسبة الذين لم يقترعوا منهم اكبر من النسبة العامة في اسرائيل، ثم أخذوا وزنا اكبر في الحياة السياسية عبر تأسيسهم لتشكيلات خاصة بهم.. واعتبارا من عام 1996 اصبحوا ممثلين في الكنيست الاسرائيلي وكذلك في جميع الحكومات الاسرائيلية اللاحقة، لكن اندماجهم اصعب في الحياة الاقتصادية لا سيما بسبب عددهم الكبير.
\r\n
\r\n
\r\n
كان مصدر الصعوبة الاولى هو ان المهن التي يمارسونها لم تكن تستجيب دائما لاحتياجات سوق العمل.. فمثلا كان بينهم (10000) طبيب وصلوا خلال الفترة 1990 1992 في الوقت الذي كان يوجد فيه بإسرائيل (12000) طبيب يلبون الطلب القائم. هذا فضلا عن ان نسبة ما بين 40% و50% من الاطباء الروس قد فشلوا في تجاوز الامتحان السابق الذين لابد منه لممارسة مهنة الطب.
\r\n
\r\n
\r\n
ان المشكلات التي تواجه اليهود الروس لم تجد الحل كلها. وقد واجه المهاجرون الجدد في البداية، وخاصة شرائح الشباب 1825 والكبار في السن 4564 سنة، والنساء، مشكلة ايجاد فرص عمل. ولم يكونوا يستفيدون من المعايير نفسها ومن الأجور نفسها بالقياس الى الاسرائيليين الآخرين.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي نهاية 1991 كانت نسبة البطالة تصيب 5,38% من الذين وصلوا بعد عام 1990 بينما لم تكن النسبة على المستوى الاسرائيلي عامة سوى 10%. لكن سرعان ما تم امتصاص هذه اليد العاملة الجديدة لتصل البطالة فيها في عام 2001 ما يزيد قليلا على 10%. وبعد 5 سنوات من وصولهم الى اسرائيل كانت نسبة تتراوح بين 53% و70% منهم يملكون منازلهم. ودل استقصاء يعود لعام 1999 بأن نسبة 80% تقريبا تقول بأنها راضية عن درجة اندماجها.
\r\n
\r\n
\r\n
باختصار لقد عرف الواصلون الجدد ان يندمجوا في الحياة الاقتصادية والسياسية الاسرائيلية، لكنه اندماج من دون أي تفاعل ثقافي، اذ انهم رفضوا مثل هذا التفاعل وحافظوا على نزعة الانتماء الروسي لديهم، وهذا ما يمكن ان تعبر عنه بشكل جيد المقاطع التالية المأخوذة من صحيفة «بيسيدير» الساخرة تقول هذه المقاطع:«أيها اليهود السوفييت. هاجروا الى اسرائيل فهناك فقط تحققون حلمكم الدائم بأن تصبحوا روسا».
\r\n
\r\n
\r\n
«ياللمفارقة! في روسيا، انا يهودي وهنا أنا روسي.
\r\n
\r\n
\r\n
كم انت احمق
\r\n
\r\n
\r\n
فهل انت ذكي ربما؟
\r\n
\r\n
\r\n
بالتأكيد. فأنا كنت روسياً هناك وها أنا يهودي»
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.