\r\n مع ذلك، وبسبب عهد عدم اليقين الجديد الذي ندخل فيه الآن، فإن المحتم هو أن تجد المؤسسات الديمقراطية في القارة نفسها موضع الاختبار مجدداً، خصوصاً بعد أن أصبحت آثار التباطؤ الاقتصادي العالمي مرئية للعيان في كل دولة من دولها. \r\n \r\n وبينما تحشد أميركا اللاتينية قواها استعداداً لمواجهة التحدي الذي يمثله ذلك يُثار سؤال هو: ما هي حالة الديمقراطية في أقطارها؟ \r\n \r\n أظهرت النتائج المنشورة في نسخة 2009 من المطبوعة السنوية لفريدوم هاوس ''الحرية في العالم'' مرة أخرى القوة النسبية للحرية والديمقراطية في المنطقة. فمن بين 35 دولة من الدول الواقعة في نصف الكرة الغربي، تصنف 25 دولة بأنها ''حرة'' وتصنف تسع أخرى بأنها ''حرة جزئياً'' وتصنف دولة واحدة هي كوبا بأنها ''غير حرة'' على الرغم من التحسينات الطفيفة التي أدخلتها في عام .2008 \r\n \r\n وعلى الرغم من هذه النتائج، فإن الديمقراطية تظل ''معرضة للخطر'' في جوانب معينة مثل حكم القانون، والعنف المستمر خصوصاً في المكسيك، وارتفاع معدل الجريمة في فنزويلا وعدد من دول أميركا الوسطى والكاريبي على نحو مزعج. \r\n \r\n وفي العديد من دول القارة يشوه الفساد والافتقار إلى الشفافية السياسيين، كما يمثل قيداً ثقيلاً يحول دون تحسين كفاءة أداء الدولة، خصوصاً أن التقدم الذي تحقق في مجال تصحيح التهميش الاجتماعي للمجموعات الفقيرة والأقليات، لم يكن كافياً في السنوات الأخيرة. \r\n \r\n فضلاً عما تقدم، نرى أن وتيرة الديمقراطية تتباين بدرجة كبيرة من بلد إلى آخر. فدول مثل أوروجواي وكوستاريكا وتشيلي، تعتبر نماذج تحتذى بالنسبة للعالم الثالث، كما حققت باراجواي تقدماً إيجابياً هائلاً، بعد أن تمكن ''فرناندو لوجو'' من هزيمة نظام حزب ''كولورادو'' المتكلس، كما تحركت بوليفيا والإكوادور للأمام من خلال إجراء إصلاحات دستورية كانت كفيلة بتنشيط النظامين الديمقراطيين اللذين ظلا طويلاً يعانيان من اختلالات وظيفية واضحة. على النقيض من ذلك، شهدت الديمقراطية في نيكارجوا تدهوراً ملحوظاً بسبب السياسات المركزية، والاستخدام العشوائي للسلطة، من قبل الرئيس ''دانييل أورتيجا''. كما شهدت كولومبيا بعض النجاحات الكبيرة منها تحرير ''إنجريد بيتاكورت'' ورهائن آخرين كانت تحتفظ بهم منظمة ''فارك''، بيد أنها عانت في ذات الوقت من تفاقم حالات إزاحة السكان من مناطقهم، وتفاقم ظاهرة الإعدام خارج النظام القضائي، وزيادة درجة عدم اليقين بشأن احتمال منح فترة رئاسية ثالثة للرئيس ''الفارو أوريبي'' الذي يتمتع بشعبية كبيرة. وفي فنزويلا أثبتت الممارسات الانتخابية التي قامت الحكومة من خلالها بشطب ترشيح عدد من الشخصيات المعارضة، وأساءت استخدام موارد الدولة، مدى سيطرة إدارة الرئيس ''شافيز'' على فن إجراء انتخابات حرة وغير نزيهة في نفس الوقت. وفي المكسيك يشعر المواطنون بقلق شديد بسبب ما يرونه أمامهم من عجز الدولة عن محاربة موجة العنف المرتبطة بالمخدرات. \r\n \r\n وعلى الرغم من أن تلك التطورات ليس مرحباً بها بالطبع، يبدو المنظور العام للديمقراطية في أميركا اللاتينية قوياً، خصوصاً إذا ما قارناه بما كان عليه الحال في حقبة السبعينيات عندما كانت القارة تعج بالأنظمة الديكتاتورية. وليس هناك شك في أن الإصلاحات التي تجري في القارة كان يمكن أن تكون أفضل كثيراً إذا تمت في مناخ من الازدهار الاقتصادي. فعندما يضرب الانكماش الاقتصادي القارة، فمن المؤكد أن أنظار صناع السياسات فيها ستتجه إلى تفضيل التخطيط من أجل مواجهة تلك الأزمة على التخطيط من أجل تحسين الديمقراطية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة لقضية الديمقراطية في القارة، خصوصاً إذا ما تواصلت سنوات الأزمة الاقتصادية. \r\n \r\n جيك ديزارد \r\n \r\n محلل متخصص في شؤون أميركا اللاتينية رئيس تحرير نشرة دول في مفترق الطرق التي تصدر عن فريدوم هاوس \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور \r\n \r\n