سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 6 مايو 2024    16 شهيدا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح    هشام يكن: خسارة سموحة محزنة.. ويجب أن نلعب بشخصية البطل ضد نهضة بركان    مصر وجنوب السودان.. خطوات هامة نحو تعاون مثمر في مجال المياه    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    عاجل.. مقتل امرأة وإصابة 24 في قصف روسي على خاركيف ومحيطها    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    حملات تموينية على المخابز السياحية في الإسكندرية    طالب ثانوي.. ننشر صورة المتوفى في حادث سباق السيارات بالإسماعيلية    أنغام تتألق ب "فنجان النسيان" في حفلها ب دبي (فيديو)    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    150 جنيهًا متوسط أسعار بيض شم النسيم اليوم الاثنين.. وهذه قيمة الدواجن    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد اليهودية    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    رضا عبد العال ينتقد جوزيه جوميز بعد خسارة الزمالك أمام سموحة    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    طاقم حكام مباراة بيراميدز وفيوتشر في الدوري    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    سعرها صادم.. ريا أبي راشد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور    بإمكانيات خارقة حتدهشك تسريبات حول هاتف OnePlus Nord CE 4 Lite    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    أمطار خفيفة على المدن الساحلية بالبحيرة    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبقرية الأسد .. سوريا تضحك وأمريكا تبكي
نشر في التغيير يوم 18 - 02 - 2010


\r\n
فمعروف أن دمشق تبحث منذ غزو العراق عن قوة كبيرة تنقذها من العزلة الدولية المفروضة عليها جراء الضغوط الأمريكية ، فيما تسعى روسيا منذ وصول \"الرجل الحديدي \" فلاديمير بوتين للسلطة عام 2000 لاستعادة هيبتها في العالم وخاصة في الشرق الأوسط ، وهنا حدث مجددا التقاء في المصالح بين الجانبين كما كان الحال في عهد الاتحاد السوفيتى السابق وخلال الحرب الباردة .
\r\n
\r\n
وجاءت أحداث أوسيتيا وما تبعها من مواجهات بين روسيا وجورجيا لتعطي زخما إضافيا لتتويج هذا الالتقاء ، خاصة وأن روسيا وجدت عداء غربيا متصاعدا ضدها من قبل أمريكا والناتو وكانت في حاجة ماسة لدعم حلفاء حتى وإن كانت خرجت منتصرة عسكريا وسياسيا في الأزمة الأخيرة.
\r\n
\r\n
من هنا تحرك الأسد وأظهر دعما واضحا لموقف روسيا ، حيث أكد تفهمه لما قام به الجيش الروسي وأدان أساليب ازدواجية المعايير التي مارستها بعض الدول ضد روسيا في هذا الأمر ، وذلك في إشارة إلى انتقاد أمريكا والناتو للتوغل العسكري الروسي في جورجيا وعدم انتقاد القصف الجورجي للمدنيين في أوسيتيا.
\r\n
\r\n
عودة أجواء الحرب الباردة
\r\n
\r\n
الأسد كان ينطلق في موقفه من عدة وقائع جديدة على الأرض أبرزها أن هناك في الوقت الراهن استقطابا حادا على الساحة الدولية أو كما أطلق عليه البعض بوادر حرب عالمية باردة جديدة ، وهو الأمر الذي من شأنه أن يوفر لسوريا وللعرب هامشا للمناورة بعد انفراد أمريكا لسنوات بالهيمنة على العالم.
\r\n
\r\n
فما أن اندلعت أحداث أوسيتيا ، إلا وسارعت أمريكا للضغط على بولندا للموافقة على نشر منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية الجديدة على أراضيها ، وتم بالفعل توقيع اتفاق بين الجانبين في 14 أغسطس ، الأمر الذي أكد لموسكو أن تلك المنظومة تستهدف روسيا بالأساس وليس إيران كما تزعم واشنطن.
\r\n
\r\n
وبالطبع في حال كهذا ، كان لابد من رد فعل روسي سريع وبدأ التفكير على الفور في إعادة نشر الأسلحة النووية الروسية في روسيا البيضاء ( بيلا روسيا ) التي تقع على الحدود مع بولندا ، كما قامت صراحة بالتهديد باستهداف بولندا في حال اصرارها على المضي قدما في تنفيذ المخطط الأمريكي وكانت الصفعة الأقوى للغرب هى اعتراف الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف رسميا باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا في 26 أغسطس 2008 .
\r\n
\r\n
هذا الاعتراف اعتبرته أمريكا وأوروبا تعديا صارخا على وحدة أراضي جورجيا ومحاولة من موسكو لضم الإقليمين اللذين يقعان على البحر الأسود إليها وبالتالي حرمان جورجيا ومن ورائها الغرب من مواقع بحرية استراتيجية تتحكم في إمدادات نقل النفط من آسيا الوسطى لأوروبا والعكس ، هذا بالإضافة لاحتكار موسكو لسوق النفط في منطقة القوقاز التي تضم كلا من جورجيا وروسيا وأكرانيا ورومانيا وبلغاريا وتركيا ، ومنطقة بحر قزوين التي تضم كلا من روسيا وإيران وكازاخستان وأذربيجان وتركمانستان ، وبالتالي خنق الاقتصاد الأوروبي كيفما تشاء ، حيث أن إمدادات النفط تمر من أذربيجان في آسيا الوسطى عبر موانيء البحر الأسود وهى بوتي في جورجيا وسوخومي في أبخازيا وتسيخنفالي في أوسيتيا وسوتشي في روسيا باتجاه مضايق البوسفور والدردنيل التركية ، وصولا للبحر المتوسط وأوروبا.
\r\n
\r\n
وفيما يبدو أنه مخطط روسي للضغط على أوروبا أكثر وأكثر فيما يتعلق بمصادر الطاقة ، قامت القوات الروسية خلال اجتياحها للأراضي الجورجية بتدمير جسر رئيس للسكك الحديدية كانت عدد شركات النفط العالمية بقيادة البريطانية للبترول \"BP \" قد أقامته في أغسطس 2002 لتسهيل نقل إمدادات النفط من ميناء باكو في أذربيجان إلى ميناء جيهان التركي في البحر المتوسط عبر ميناء بوتي في جورجيا ، وكان الهدف منه هو تجنب المرور عبر الأراضي الروسية في حال اندلاع أزمات بين روسيا والغرب ، إلا أن موسكو كانت له بالمرصاد ، ودفعت أذربيجان في النهاية لوقف صادراتها النفطية عن طريق السكك الحديدية إلى موانيء في غربي جورجيا ، كما فرضت نقاط مراقبة وتفتيش حول ميناء بوتي ومنعت إحدى السفن الحربية الأمريكية التي تحمل مساعدات إنسانية من الرسو فيه.
\r\n
\r\n
وبالنظر إلى أن الرسالة كانت قوية وواضحة في هذا الشأن ، فقد جاءت الانتقادات من قبل جورجيا وحلفائها الغربيين وهى تحمل صبغة التهديدات ، حيث ألمح البعض إلى احتمال إقصاء روسيا من مجموعة الثماني الصناعية الكبرى لتتحول إلى مجموعة السبع (الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا واليابان) كما كان الحال عليه عام 1997.
\r\n
\r\n
أيضا ، مارست الولايات المتحدة ضغطا كبيرا على تركيا للسماح بعبور قرابة 18 سفينة حربية تابعة لحلف الناتو عبر مضايقها البحرية المؤدية للبحر الأسود الذي يقع بين جنوب شرقي أوروبا وآسيا الصغرى ويتصل بالبحر المتوسط عن طريق مضيقي البوسفور والدردنيل وبحر مرمرة .
\r\n
\r\n
الرد التركي كان من الذكاء بمكان ، حيث وافقت أنقرة فقط على دخول ثلاث سفن حربية أمريكية تحمل مساعدات إنسانية لجورجيا وهذا لتجنب إغضاب الناتو والاتحاد الأوروبي ، فيما رفضت دخول المزيد من السفن خشية تأجيج الوضع بمنطقة القوقاز وخرق معاهدة مونترو التي وقعت عام 1936 مع الاتحاد السوفيتي السابق وحددت وزن وعدد القطع الحربية المسموح لها بدخول مياه البحر الأسود عبر المضايق التركية، هذا إلى جانب احتمال فقدان أنقرة سيادتها على أهم المضايق البحرية في شرقي البحر المتوسط وهما الدردنيل والبوسفور ، واحتمال إقدام موسكو أيضا على الانتقام منها عبر منع وصول إمدادات النفط إليها .
\r\n
\r\n
الرئيس الجورجي
\r\n
\r\n
ويبدو أن الرفض التركي صدم واشنطن ، ولذا اكتفت فيما بعد بالتلويح بالعقوبات الدبلوماسية ، حيث حذر المتحدث باسم البيت الأبيض توني فراتو من أن واشنطن ستقوم بمراجعة مجمل علاقاتها مع روسيا ، مؤكدا أنها لم تلتزم بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع جورجيا الذي رعته فرنسا وشدد على وحدة الأراضي الجورجية .
\r\n
\r\n
الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي هو الآخر لم يستطع فعل شيء سوى محاولة استفزاز أوروبا لإجبارها على مواصلة الضغوط على روسيا للتراجع عن الاعتراف باستقلال أوسيتيا وأبخازيا ، قائلا :\" إن أوروبا في خطر شديد بسبب اعتمادها على الطاقة الروسية وإن جورجيا يمكن أن تزيد من دورها كدولة تمر بها الامدادات من أجل خفض هذا الاعتماد، موسكو تسعى لإزالة جورجيا من علي الخارطة لتغيير حدود أوروبا بالقوة مثلما كان الحال في عهد النظام النازي \".
\r\n
\r\n
روسيا تعي جيدا أن أوروبا منقسمة على نفسها ولن تجرؤ على الإقدام على خطوات انتقامية ضدها ، كما أن الناتو غارق حتى أذنيه في أفغانستان و أمريكا فقدت الكثير من أوراق قوتها في عهد بوش ، ولذا واصلت تحديها للغرب ، حيث أصدر ميدفيديف أوامره لوزارة الخارجية الروسية بإقامة علاقات دبلوماسية مع أوسيتيا وأبخازيا , فيما أعلن الكرملين أن وزارة الدفاع الروسية ستتكفل بضمان الأمن في الجمهوريتين لحين توقيع معاهدتي تعاون وصداقة معهما ، وأرسل الجيش الروسي بالفعل سفينة حربية إلى ميناء سوخومي في أبخازيا ، كما حذر ميدفيديف من أن روسيا ستلجأ للقوة ردا علي نشر الدرع الصاروخية الأمريكية في بولندا والتشيك بالقرب من حدودها ، وأكد أن بلاده لا تخشي عودة الحرب الباردة ، مشددا علي استعدادها لجميع الاحتمالات.
\r\n
\r\n
أوراق بيد روسيا
\r\n
\r\n
المعنى واضح في كلام ميدفيديف وهو أن روسيا تمتلك مجموعة من الأوراق التي تردع الغرب وتضاعف من خسائره في أية حرب باردة جديدة ، من أبرزها احتمال وقف تعاونها مع الناتو فيما يتعلق بنقل المواد الغذائية والتجهيزات إلى أفغانستان ، بعد أن قررت بالفعل في 20 أغسطس تعليق مشاركتها في برنامج الشراكة من أجل السلام والذي كانت قد أقامته مع الناتو في عام 1995 .
\r\n
\r\n
ويبدو أن انتقام موسكو لن يقتصر على تهديد مصالح أمريكا والغرب في القوقاز وآسيا ، وإنما سيمتد للحديقة الخلفية للولايات المتحدة والمقصود هنا أمريكا اللاتينية أو كوبا وفنزويلا على وجه الخصوص ، حيث لوحت بتزويد الأولى بأسلحة متطورة ، وبنشر صواريخ نووية في الثانية وهى بذلك أعادت للأذهان أزمة الصواريخ الكوبية أيام الحرب الباردة ، عندما نشر الاتحاد السوفيتي السابق صواريخ نووية بكوبا في أكتوبر 1962 ، تبادل على إثرها الرئيسان الأمريكي والسوفيتى حينئذ جون كينيدي ونيكيتا خروشوف التصريحات العدائية وكادت تندلع حرب نووية لولا موافقة الاتحاد السوفيتي بعد طلب كوبى على سحب الصواريخ شريطة أن تتعهد واشنطن بعدم غزو كوبا.
\r\n
\r\n
قاعدة عسكرية في سوريا
\r\n
\r\n
هذا بالإضافة ، إلى أن روسيا لن تنسى بأي حال من الأحوال المنطقة الأهم في العالم لأمريكا وأوروبا ألا وهى منطقة الشرق الأوسط ، من خلال أقرب حلفائها سوريا وإيران ، فلم تكد تمر أيام على اندلاع الأزمة مع جورجيا ، إلا وتجدد الحديث حول إقامة قاعدة عسكرية روسية في سوريا.
\r\n
\r\n
وكانت صحيفة \" كومرسنت\" الروسية أول من أشار لهذا الموضوع عندما كشفت في يونيو 2007 أن موسكو تعتزم إقامة قاعدة بحرية دائمة في سوريا قد تعوض القاعدة التي تستأجرها حاليا في أوكرانيا بمنطقة القرم ، الأمر الذي سيؤمن لها موقعا استراتيجيا متقدما في البحر المتوسط ، وسيتيح لها أن تلعب الدور السياسي الذي يناسبها في الشرق الأوسط.
\r\n
\r\n
ووفقا للصحيفة ، فإن روسيا كانت تبحث منذ فترة عن حل بديل لقاعدة سيباستوبول الأوكرانية المطلة على البحر الأسود والتي تستأجرها حتى العام 2017 وقد تضطر إلى مغادرتها ، وبالنظر إلى أن البحرية الروسية كانت تستخدم ميناء طرطوس كنقطة ارتكاز تقنية لسفنها الحربية في المتوسط منذ السبعينات فقد رأت أنه البديل المناسب.
\r\n
\r\n
وأضافت نقلا عن مسئول في وزارة الدفاع الروسية أنه لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي ستنشئ روسيا قاعدة عسكرية دائمة خارج الحدود السوفيتية السابقة ، مشيرة إلى أن تلك القاعدة ستكون محمية بنظام دفاعي روسي مضاد للطائرات من طراز اس-300بي ومو-2 فافوريت ، الأمر الذي من شأنه أن يحمي قسما كبيرا من الأراضي السورية ، ويساعد دمشق في جمع معلومات استخباراتية كثيرة عن إسرائيل .
\r\n
\r\n
وإذا تحقق هذا السيناريو بالفعل فإن المنطقة ستكون بصدد تحالف استراتيجى سورى روسى في مواجهة التحالف الأمريكى الإسرائيلى وهو ما يضع عقبات كثيرة أمام أية مغامرة عسكرية قد تقدم عليها إسرائيل بدعم أمريكى ضد سوريا ، فروسيا قد تدخل على الخط لحماية مصالحها الجديدة فى المنطقة .
\r\n
\r\n
خطأ إسرائيلي فادح
\r\n
\r\n
ولا ننسى أيضا أن الدور الإسرائيلي في أحداث أوسيتيا أعطى روسيا دافعا أقوى للانتقام من تل أبيب ولتوثيق تحالفها أكثر وأكثر مع سوريا ، حيث اتهم نائب رئيس الأركان الروسي الجنرال أناتولي نوغوفيتسين إسرائيل صراحة بأنها كانت تقدم السلاح لجورجيا في حربها ضد روسيا ، وقامت أيضا بتدريب قوات المشاة للجيش الجورجي ، قائلا :\" إسرائيل زودت جورجيا بطائرات بلا طيار ورشاشات من طراز تافور وعتاد والكترونيات حربية وصواريخ طائرات للتشويش على وسائل الدفاع الجوي الروسي \".
\r\n
\r\n
ميدفيديف أشاد بزيارة الأسد
\r\n
\r\n
\r\n
وكانت روسيا قد انتبهت للتعاون العسكري بين جورجيا وإسرائيل منذ بداية 2008 ، عندما أسقطت طائرة روسية طائرة من دون طيار من صنع إسرائيلي في أجواء أوسيتيا وتعهدت حينها إسرائيل بوقف التعاون إلا أنه سرعان ما انكشف زيفها في الأزمة الأخيرة ، وهو الأمر الذي لم تكن دمشق لتفوته بأي حال من الأحوال في إطار محاولاتها إقناع موسكو بتزويدها بأسلحة متطورة لمواجهة الاخترقات الإسرائيلية للمجال السوري.
\r\n
\r\n
فزيارة الأسد الأخيرة لروسيا في 21 و22 أغسطس 2008 كانت مدروسة من كافة الجوانب ولذا حققت كافة أهدافها ، وهذا يتضح جليا عند مقارنتها بنتائج زيارتيه السابقتين لموسكو في 25 يناير 2005 و 19 ديسمبر 2006 .
\r\n
\r\n
ففي هاتين الزيارتين ، تم التركيز على تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والفنية، وإعطاء الأولوية لمجالات الطاقة والري واستخراج النفط والغاز ، وشطب 70 في المائة من ديون روسيا على سوريا ، ونظرا لأن دمشق كانت تعاني من عزلة
\r\n
دولية فإن موسكو التزمت الحذر تجاه تزويدها بكافة احتياجاتها من الأسلحة المتطورة واكتفت بصفقات محدودة في هذا الشأن.
\r\n
\r\n
صفقة الصواريخ
\r\n
\r\n
أما في الزيارة الأخيرة ، فإن الوضع كان مختلفا بشكل كبير ، فدمشق باتت أكثر قوة بعد الإنفراجة في علاقاتها مع لبنان وما تبعها من استئناف العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا وبالتالي حدوث اختراق كبير في العزلة الدولية المفروضة عليها ، هذا بجانب أن أمريكا فشلت في القضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان ، وهو الأمر الذي حافظ على الأوراق القوية التي بيد دمشق .
\r\n
\r\n
ومن هنا ، نجح الأسد في إقناع روسيا بأن سوريا هى الورقة الرابحة التي يمكن الاعتماد عليها لتأديب أمريكا وعقاب إسرائيل ، وبدأ يجنى الثمار سريعا ، حيث كشفت وسائل الإعلام الروسية عن إنجاز صفقة صواريخ كبرى مع دمشق خلال زيارة الرئيس السوري ، مشيرة إلى أنها تشتمل على تزويد دمشق بنوعين من الصواريخ الروسية المتطورة ، الأول هو صاروخ أرض - جو من طراز \"أس 300\"، أما الثاني فهو صاروخ \"إسكندر إيه\" وهو صاروخ باليستي يعتبر من الصواريخ المتطورة في العالم، ويصل مداه إلى 280 كيلومترا، كما يحمل رأسا متفجرا تصل زنته إلى 480 كيلوجراما، وهو قادر على حمل رؤوس متفجرة غير تقليدية.
\r\n
\r\n
ردود الأفعال الإسرائيلية تجاه تلك الصفقة تؤكد حجم الإنجاز الذي حققه الأسد ، فقد ذكرت صحيفة \"معاريف\" أن إسرائيل أخطأت بتزويد جورجيا بالسلاح ، لكونها منحت روسيا ذريعة لبيع الصواريخ المتطورة لسوريا .
\r\n
\r\n
ويبدو أن خسائر الكيان الصهيوني لن تقف عند سوريا ، فقد حذرت \"معاريف\" أيضا من أن إسرائيل ستدفع ثمناً فادحا للدور العسكري الذي قامت به لمصلحة جورجيا في نزاعها مع روسيا ، قائلة :\" روسيا لن تتردد بعد ذلك في إرسال أسلحة حديثة لكل من يرغب بمقاومة إسرائيل وستزيد اهتمامها بحركة حماس وبحزب الله وستعمل على حماية إيران والدور الإقليمي لها\".
\r\n
\r\n
نجاد استفاد كثيرا من أحداث أوسيتيا
\r\n
\r\n
ولم تكتف الصحيفة الإسرائيلية بما سبق ، حيث قامت أيضا بإلقاء الضوء على أسرار التعاون العسكري بين تل أبيب وتبليسي ، موضحة أن مبيعات السلاح الإسرائيلي إلى جورجيا بدأت قبل نحو سبع سنوات في أعقاب مبادرة من يهود جورجيين هاجروا إلى إسرائيل وأصبحوا رجال أعمال ، وسرعان ما تطور التعاون العسكري بينهما وساعد على ذلك حقيقة أن وزير الدفاع الجورجي دافيد كزراشفيلي هو يهودي عاش في إسرائيل قبل أن يستقر في جورجيا.
\r\n
\r\n
أيضا صحيفة \"يديعوت أحرونوت\" وجهت انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية ، موضحة أنه في حال قامت روسيا بتزويد الجيش السوري بصواريخ \"إسكندر\" فسوف يكون أمام إسرائيل خيارين، الأول إجبارها علي تغيير نظامها الدفاعي ، والثاني أن يقوم الجيش الإسرائيلي بمهاجمة تلك الصواريخ بعد نشرها على الأراضي السورية ، وبالنظر إلى أن روسيا تتوقع تنفيذ الخيار الثاني ، فقد بدأت بتدريب وحدات عسكرية سورية علي كيفية استخدام الصواريخ المتطورة .
\r\n
\r\n
إحباط هجوم على إيران
\r\n
\r\n
إيران هى الأخرى كان له نصيب من الهدايا المجانية في أحداث أوسيتيا ، حيث كشف موقع \"تي بي آر نيوز\" الأمريكي أن إسرائيل وأمريكا كانتا تخططان لضرب أهداف إيرانية انطلاقاً من الأراضي الجورجية ، مشيرا إلى أن إسرائيل بدأت منذ سبع سنوات ببيع جورجيا معدات عسكرية وطائرات تجسس من طراز \"يو إي في450 \" بهدف التجسس على روسيا وإيران ، وفي المقابل سمحت السلطات الجورجية لإسرائيل باستخدام حقلين في جنوب جورجيا من أجل التحضير لهجوم على أهداف إيرانية، إلا أن أحداث أوسيتيا الأخيرة كشفت المستور في هذا الشأن وأحبطت المخططات الأمريكية والإسرائيلية ضد إيران .
\r\n
\r\n
ويبدو أن الهدايا لن تقتصر على إحباط الهجوم ، فروسيا في ظل الاستقطاب العالمي الحالي لن تفرط في الأوراق القوية التي تؤرق مضاجع الغرب ، ومن هنا فإنها ستعرقل على الأقل في المستقبل المنظور أية محاولات أمريكية لفرض عقوبات جديدة ضد طهران .
\r\n
\r\n
والخلاصة أن الفرصة سانحة في الوقت الراهن لكل المغلوبين على أمرهم في شتى أنحاء العالم لتحقيق مصالحهم والإفلات من قبضة المحافظين الجدد والصهيونية العالمية حتى ولو كان ذلك لفترة محدودة ، وهذا ما أدركته سوريا وإيران.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.