\r\n غير ان تقارير عن انتهاكات من الطرفين لوقف النار اثارت القلق من هذا النزاع القائم. اذ صرح مسؤولون روس ان العمل الذي قامت به روسيا هناك كان ضروريا لحماية قوات حفظ السلام والمدنيين في اقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليين. واوعز الرئ ̄يس بوش الى الجيش الامريكي تقديم مساعدات انسانية للمنطقة, وطالب موسكو »الالتزام بموقفها والعمل على انهاء الازمة«. وحيث يتزاحم قادة العالم لايجاد حل, طلب »مجلس العلاقات الخارجية« الى خمسة من الخبراء في شؤون المنطقة الكلام على ما يجب القيام به لانهاء اعمال العنف, وخلق جو يمكن للسلام الدائم ان يستتب فيه. \r\n \r\n قال ديمتري ترينين, نائب مدير »مركز موسكو لمؤسسة كارينجي الخيرية للسلام العالمي«, ان حرب اوسيتيا قد غيرت الوضع كليا في جورجيا. فعلى المدى القصير, يشكل الاتفاق, الذي تم التوصل اليه بين الرئ ̄يس الروسي ديمتري ميدفيديف والرئ ̄يس الفرنسي نيكولا ساركوزي, وقبلت به تبليسي, القاعدة الاساس لوقف النار, ولا يمكن احياء الصيغة القديمة لحفظ السلام, وفي الظروف الراهنة, تقوم القوات الروسية بانشاء احزمة امنية حول اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. اما الوجود الحيادي الوحيد في المنطقة, وتعترف به جميع الاطراف, فلعله يكون في مراقبين اوروبيين. لهذا تنبسط فرصة امام اوروبا, والاتحاد الاوروبي في المقام الاول, لان تتقدم بحل للنزاع, واما القضية الاصعب فتتمثل في الوضع النهائي لاوسيتيا الجنوبية وابخازيا. ومن الواضح تماما انهما لن يعودا الى جورجيا, كما انه من الواضح ايضا انه ما من زعيم سياسي جورجي سيقبل بذلك, وهكذا ستطول عملية التفاوض والتأمل في المستقبل, ولن يتم اكتمالها الا عندما تتحدّد الحدود ويعترف بها من جميع الاطراف في نهاية المطاف, ويؤكد عليها المجتمع الدولي. وفي الوقت الحاضر, تنقسم البلدان الاوروبية في تقييمها للحرب وللاعمال الروسية. اذ ستسعى موسكو الى الوصول الى تلك البلدان, مثل فرنساوالمانيا وايطاليا واسبانيا, كي تتخذ موقفا اكثر اعتدالا, كما ستأمل العمل معها على اجندة امنية عريضة للقارة. وعلاوة على حل النزاع في جورجيا, ستشمل هكذا اجندة قضايا مثل طلب القيادة الاوكرانية الانضمام الى الناتو, ومخططات الولاياتالمتحدة لنشر عناصر من نظام دفاع من الصواريخ البالستية في اوروبا الوسطى. ومع الاندلاع الفعلي للنزاع في جورجيا, يكون هذان الموضوعان قد سادا على الافاق حتى على نحو اشد. والعلاقات الروسية مع الولاياتالمتحدة تتفاقم. فموسكو تلوم واشنطن على تدريب الجيش الجورجي وتجهيزه, وهو المسؤول عن قتل 2000 مواطن روسي تقريبا اثناء القصف المدفعي ليلا لعاصمة اوسيتيا الجنوبية. ويشير الروس ان هذه الحصيلة من القتلى تساوي نصف الاصابات التي تكبدتها الولاياتالمتحدة في 11 ايلول. \r\n \r\n وقال راجان مينون, استاذ العلاقات الدولية بجامعة ليهاي, وزميل في مؤسسة امريكا الجديدة, بانه سواء قبلنا ام لم نقبل, فان ميزان القوى محسوم لصالح روسيا; اما تهديداتنا فلن تزيد روسيا الا عنادا وتصلبا; والخطاب العلوي المتضمن وعودا لجورجيا ولا نستطيع الوفاء بها, انما يقضي على مصداقيتنا, ويزيد من اضعاف موقف جورجيا. وفيما يتعلق بالاجراءات المحددة, فعلينا: تنسيق الجهود مع الاتحاد الاوروبي لوضع استراتيجية تضمن وقفا دائما للنار ويشترط اوسيتيا جنوبية منزوعة السلاح. وفي جميع الاحوال, لن تسمح روسيا بعودة القوات الجورجية الى هذا الاقليم, لكنه مع زوال »تهديد« جورجيا المزعوم لاوسيتيا, يتوفر مدخل للعمل على انسحاب القوات الروسية منها. وكذلك العمل مع الاتحاد الاوروبي لاقناع روسيا والاوسيتيين الجنوبيين بالقبول بقوات حفظ سلام من طرف ثالث محايد في اوسيتيا الجنوبية, فالقوات المنتشرة هناك منذ التسعينيات تنحدر من هذه البلدان الثلاثة. غير ان جورجيا لم تر فيها قوات محايدة - وبالتأكيد لن تراها كذلك بعد الحرب. ومع الاخذ بالاعتبار العداوة الحالية بين موسكووواشنطن, ينبغي على الولاياتالمتحدة (التي لا تستطيع ارسال قوات في جميع الاحوال) ان تدع الاتحاد الاوروبي او الاممالمتحدة تدبر امر قوات حفظ السلام هناك. \r\n \r\n وكذلك علينا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في تعبئة صندوق دولي لتمويل عودة اللاجئين واعادة الاعمار الاقتصادي لما بعد الحرب. وفي هذه الحال, يجب على اسهامنا المالي ان يخصص لجورجيا ذلك ان روسيا هي راعية اوسيتيا الجنوبية, فعليها تحمل كلفتها. ثم المطالبة »باجراءات بناء الثقة« (مثل اقامة مناطق منزوعة السلاح, ومحطات انذار متقدمة عن تحركات القوات.. الخ) بغية تدعيم الاستقرار, وتقديم النصيحة للجورجيين خلال المفاوضات المتعلقة بها. وعلينا ايضا تزويد جورجيا بوسائل الدفاع عن النفس, خاصة الدفاعات الجوية والصواريخ المضادة للدبابات - لكن شريطة عدم اقدامها على المبادأة الى حرب ضد اوسيتيا الجنوبية, والضغط باتجاه ايجاد اطار جديد للوساطة حول الوضع النهائي لاوسيتيا الجنوبية وابخازيا, ذلك ان الجهود المطولة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا (او.اس.سي.اي), وللامم المتحدة قد تعطلت. \r\n \r\n فاذا كان لذلك ان يتغير (وهو هدف بعيد), فعلى روسيا ان تتعهد بعدم مهاجمة جورجيا او ضم اوسيتيا الجنوبية. كما على جورجيا ان تتعهد بعدم اعادة ادخال قوات الى اوسيتيا الجنوبية او مهاجمتها. وعلى اوسيتيا الجنوبية الالتزام بالتفاوض مع جورجيا بصدق ونزاهة حول كونفدرالية فضفاضة (وهو افضل ما يمكن ان تأمل فيه جورجيا الان من الناحية الواقعية). صحيح ان الوصول الى هذه التسويات سيكون صعبا, غير ان تضافر الحوافز الامريكية - الاوروبية سيساعد على تحقيقها. \r\n \r\n اما ارييل كوهين, احد كبار الباحثين في »معهد كاثرين وشيلبي كولوم ديفيز للدراسات الدولية« لدى مؤسسة هيريتج, فقال لاستعادة النظام على المدى القصير, ينبغي على الولاياتالمتحدة ان تضمن توقيع روسيا واحترامها لاتفاق وقف النار الذي توسط فيه الرئ ̄يس الفرنسي نيكولا ساركوزي, كما عليها ايضا الضغط, داخل مجلس الامن الدولي والجمعية العامة, للتوصل الى قرار يعبر عن الدعم الكامل والمطلق لوحده اراضي جورجيا, بما فيها ابخازيا واوسيتيا الجنوبية, وانسحاب القوات الروسية وفق الاتفاق المبرم. وينبغي على وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس كذلك, تنسيق التأييد لادانة العدوان الروسي على جورجيا بين حلفائنا الاوروبيين. ويتطلب الامر من الولاياتالمتحدة تشجيع (او.اس.سي.اي) والاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة على ارسال مراقبين دوليين الى جورجيا, لتسهيل انسحاب القوات الروسية. \r\n \r\n هذا اضافة الى انه يجب على الولاياتالمتحدة وحلفائها الاوروبيين ان يوصلوا الى موسكو الرأي بان عدوانها لن يدوم, ولن يتم انجازه من دون الحاق اذى غير قابل للاصلاح لمكانة روسيا الدولية على مدى عقود مقبلة. وعلى المدى الابعد, على الولاياتالمتحدة واوروبا ان تقودا العالم في مطالبة روسيا بحسب جميع قواتها من جميع الاراضي الجورجية, والاعتراف بوحدة اراضي جورجيا. وعليهما ايضا ابلاغ روسيا بان غزوها لجورجيا قد خسرها عضوية »مجموعة الثماني«, بينما قد يرجئ تحقيق طموحها بالانضمام الى منظمة التجارة العالمية, والى الرجوع عن الموافقة على استضافتها للالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي عام ,2014 التي تبعد 20 كيلومترا فقط عن جورجيا. وينبغي على واشنطن ايضا ان تضغط على دول كبرى اخرى لترفع صوتها, بما فيها المانياوفرنسا والهند والبرازيل واليابان وكوريا وتركيا والصين. فمثل هذا الدعم »يعولم« الادانة لروسيا.0 \r\n