قال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الأبيض إن انسحاب روسيا من جورجيا ينبغي أن يمضي بسرعة أكبر، مقللا من شأن خطوات موسكو الأولى لسحب القوات باعتبارها غير ملموسة. وقال جوندرو الأربعاء "بدأنا نرى العلامات الأولى لبعض الانسحاب ،أنها غير ملموسة ويتعين زيادتها. الحجم والسرعة يتعين زيادتهما ويتعين زيادتهما قريبا. وأضاف جوندرو أن موسكو التي كانت شريكا رئيسيا للولايات المتحدة في محاولة إقناع ايران وكوريا الشمالية بالتخلي عن برامجهما النووية تخاطر بوضعها في المجتمع الدولي بأفعالها في جورجيا. ومضى يقول إن روسيا تستشعر بالفعل بعض العواقب مشيرا الى موافقة بولندا على استضافة جانب من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في أوربا رغم معارضة موسكو القوية. وفي كلمة أمام قدامى المحاربين الأمريكيين أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش أن الولاياتالمتحدة ستواصل دعم جورجيا التي تحاول منع انفصال منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، قائلا إن "أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا جزء من جورجيا." وتفجر الصراع بين جورجيا وروسيا عندما حاولت جورجيا استعادة السيطرة على منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية الموالية لروسيا في 7 و8 أغسطس/ اب. وردت روسيا بهجوم مضاد واسع اكتسح القوات الجورجية. ثم حركت روسيا القوات لما وراء أوسيتيا الجنوبية ومنطقة انفصالية ثانية هي أبخازيا لتدخل الأراضي الجورجية. وأدانت الولاياتالمتحدة مرارا رد فعل روسيا قائلة إن موسكو مضت أبعد من اللازم. وعبر مسئولون أمريكيون أيضا عن خيبة الأمل حيال عدم التزام روسيا بتعهدها سحب القوات بموجب وقف لإطلاق النار بوساطة فرنسية. وقال بوش أيضا إن الجيش الأمريكي سيواصل تقديم المساعدات الإنسانية الى جورجيا. وقدمت الحكومة الأمريكية بالفعل مساعدات بأكثر من 3ر9 مليون دولار الى جورجيا ورحلات الجسر الجوي مستمرة الى تفليس يوميا. مشروع قرار روسي في مجلس الأمن من جهة أخرى، طرحت روسيا الأربعاء على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار وصفه سفيرها لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أنه مطابق لخطة السلام مع جورجيا التي تولت فرنسا إجراء مفاوضات بشأنها. لكن نائب السفير الأمريكي لدى الأممالمتحدة اليخاندرو وولف اعتبر أن الوثيقة تمثل تفسير روسيا الخاص للأحداث ما يجعل الموافقة عليها غير محتملة. ومشروع القرار الذي وزع على الصحفيين يتضمن دعم مجلس الأمن الدولي لخطة السلام الواردة في ست نقاط ووافقت عليها موسكو في 12 اغسطس/اب خلال محادثات بين الرئيسين الروسي ديميتري مدفيدف والفرنسي نيكولا ساركوزي. وينص على أن "في انتظار وضع آليات دولية, تتولى قوات حفظ السلام الروسية اتخاذ إجراءات أمنية إضافية" كما يدعو النص الى "فتح مفاوضات دولية حول ترتيبات أمن واستقرار دائمة في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا". وأعلنت هاتان الجمهوريتان الانفصاليتان في جورجيا استقلالهما من جانب واحد إثر انهيار الاتحاد السوفيتي السابق في مطلع التسعينيات. وقد دعمت روسيا هاتين الجمهوريتين الانفصاليتين لسنوات لكنها لم تعترف باستقلالهما. وينص مشروع القرار الروسي أيضا على امتناع الطرفين عن استخدام القوة في النزاع ويدعو الى وقف نهائي للأعمال الحربية وتأمين وصول المساعدات الإنسانية وانسحاب القوات الجورجية الى قواعدها الدائمة. كما يدعو الى انسحاب القوات الروسية الى "الخطوط التي كانت قائمة قبل اندلاع النزاع". ورفضت روسيا الثلاثاء مشروع قرار عرضته فرنسا باسم دول الاتحاد الأوربي ويطلب منها الالتزام بوقف إطلاق النار وسحب كل قواتها من جورجيا. وقال مندوبها في المجلس انذاك إن وفده لن يقبل بالنص لأنه يشمل نقطتين فقط من النقاط الست التي وردت في اتفاق السلام الذي تفاوض بشأنه الرئيس الفرنسي. وأضاف تشوركين الذي تملك بلاده حق النقض في المجلس أن عرض النص على التصويت سيكون "مضيعة للوقت". (ا ف ب + رويترز)