وأنه اذا فشل في التعامل مع البرنامج النووي الايراني من المؤكد أنه سيترتب عليه تبادل نووي اسرائيلي - ايراني. \r\n كما كتب الدبلوماسي البارز شمويل روزنر في صحيفة هآرتس الاسرائيلية يقول أن السياسيين من مختلف الأطياف الاسرائيلية توصلوا الى نتيجة مفادها ان هجوما على المواقع النووية الايرانية سيكون هو السبيل الوحيد لإقناع العالم بالقيام بجهود دبلوماسية جادة وحازمة لإجبار قادة طهران على التخلي عن برنامج الأسلحة النووية. وما تقدم يشير الى أن الغرض وراء الهجوم سيكون دبلوماسيا أكثر منه هدفا عسكريا. \r\n والواقع فإن هذا شيء مخيف بالفعل. وعلى الرغم من ذلك كله فهناك افتراض ضمني من قبل الجانبين سواء داخل الولاياتالمتحدة او في اسرائيل ، لدى الذين يعتقدون ان هجوما عسكريا على المواقع النووية الايرانية يظل خيارا قائما على أن هذا الخيار لا يزال بحاجة الى الكثير من الدراسة عن كثب. وهذا الافتراض يقوم على أن التصور التقليدي بأن قوة الردع النووي لن تجدي مع ايران ، ذلك أن النظام الايراني يخضع لقيادة مجموعة من المتشددين ، وأن هؤلاء القادة على استعداد لتعريض بلدهم لتدمير نووي بأن يكونوا هم المبادرون بشن هجوم نووي ضد اسرائيل. ويقولون أن حقيقة ان أيا من الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي لم يقوما بشن هجوم نووي على الاطلاق ضد بعضهما البعض على الرغم من امتلاكهما آلافا من الرؤوس النووية التي ظلت موجهة من كل طرف صوب الآخر لمدة تربو على أربعة عقود ، تظل بعيدة عن أن تكون محلا لمقارنة سليمة. كما أنهم يحتجون بأن السوفيت كانوا أكثر عقلانية وتحفظا وأقل إقداما على المجازفة بالتعرض للخطر. وبطبيعة الحال فمثل هذا الاستنتاج عن السوفيت لم يأت سوى بعد انتهاء الحرب الباردة فقط ، وهو استنتاج يتجاهل حقيقة ظلت قائمة لسنوات عديدة بالنسبة لكثير من المسؤولين والسياسيين الأميركيين أن الاتحاد السوفيتي هو تجسيد للشر وهو \"الخطر الأحمر\" وهو \"امبراطورية الشر\". \r\n هل نذكر الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف وهو يقرع نعاله ليحدث جلبة على منصة الأممالمتحدة ، وحالة الفزع العميق حول \" الفجوة الصاروخية\" والتدريب على الإحتماء أسفل المكاتب في المدارس تحسبا لإحتمال وقوع هجوم نووي ؟ \r\n وربما يبدو مألوفا ترديد الحجة بأن الهجوم الوقائي ضد مواقع ايران النووية بهدف الردع لن يجدي نفعا في مواجهة النظام الايراني. وكانت تلك هي الحجة الرئيسية التي قال بها مؤيدو القيام بعمل عسكري وقائي ضد العراق عام 2002 و 2003. فصدام حسين كان متمسكا بقوة بموقفه المخاطر ، ولم يكن الردع ليجدي نفعا ، كما أننا لم نكن لننتظر حتى يحصل على القنبلة. وقد يكون هناك في تلك الحجة ما يمكن أن يستفاد منه ، بيد أن الآثار غير المقصودة التي يمكن أن يسفر عنها الهجوم يجب أن تكون أكثر وضوحا الآن. \r\n إحدى تلك النتائج كان جعل ايران أقوى دولة في منطقة الخليج إلى جانب ان الهجوم الوقائي ضد العراق ربما يكون قد منح ايران دافعا للقيام بتطوير السلاح النووي الخاص بها لمنع وردع أي هجوم مماثل يمكن ان تتعرض له. \r\n فما هو إذا الأثر طويل المدى الذي خلفه الهجوم الاسرائيلي ضد المفاعل النووي العراقي عام 1981 ؟ وهل نجح في أن يشتري وقتا ثمينا بالنسبة للمنطقة أم أنه قد أعطى صدام حسين حافزا أكبر للقيام بتطوير برنامج أسلحة نووية؟ وما هي النتائج التي يمكن أن تترتب على المدى الطويل بالنسبة لإيران ؟ وهل سيكون هناك احتمال أكبر أن يمارس العالم ضغوطا أكبر ضد النظام هناك لحمله على وقف برنامجه النووي ؟ أم أن الموقف سيكون خلاف ذلك ؟ \r\n من الواضح انه ليس هناك سوى القليل للغاية من الجوانب في النظام الايراني التي قد تنال الإعجاب ، ولكن هل وصل بالفعل الى تلك الدرجة من التعصب الى حد انه إذا فشلت كل الخيارات الأخرى فإن خيار الردع لن يكون مجديا ؟ يجب أن نذكر هنا على الأقل أن ايران لم تقف على الإطلاق في خط المواجهة القتالية ضد اسرائيل. فايران دولة فارسية وليست عربية ، وحديثها المتشدد حول اسرائيل كان قد أخذ توجها متطرفا منذ سقوط نظام الشاه عام 1979 وليس ثمة شك في ذلك. بيد أن ايران لم تقم قط بشن هجوم مباشر ضد اسرائيل حتى عندما كانت تدعم هؤلاء الذين هاجموا اسرائيل بالوكالة عنها. كما أن ايران قبل عام 1979 كانت ترتبط بعلاقات مع اسرائيل على الرغم من ان جلها لم يكن معلنا. \r\n والخيار الأفضل بالطبع هو ان تتخلى ايران عن برنامجها الخاص بالأسلحة النووية. وقد شهدت الساحة الإيرانية لسنوات عديدة معركة ضارية بين قوى الإعتدال والحداثة والحكومة الدينية. والسؤال : هل حان الوقت المناسب للتحول الى الخيار العسكري ؟ \r\n جيمس كلورفيلد * \r\n * أستاذ الصحافة في جامعة ستوني برووك \r\n خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن) \r\n \r\n