وكان يقدم نفسه الى زواره، وقت سطوته وعزه، يوم كان رئيس جمهورية الصرب في البوسنة، على هذا الوجه. وماشى أسلوبه الشخصي والجسماني الصورة هذه. فكان يلبس السترات الفاخرة والمقلمة، ويعتني بتصفيف شعره على نحو يبرزه. وعندما قاد قوات عسكرية مال الى الألبسة المموهة، وأحب الصور التي يرى فيها الى جنب قطع المدفعية التي تقصف سراييفو ومشغليها. \r\n وكان كاراجيتش يسارياً قبل أن يميل الى اليمين، غداة وفاة تيتو في 1980، وسريان التوتر في أوصال يوغوسلافيا. وفي 1990، أسهم في انشاء الحزب الديموقراطي الصربي، مطية القومية الصربية المتطرفة في البوسنة. وفي نيسان (ابريل) 1992، أعلن علي عزت بيغوفيتش، زعيم مسلمي البوسنة، استقلال الجمهورية، فثارت ثائرة كاراجيتش على خطة انشاء «جمهورية اسلامية»، على زعمه. وترك ساراييفو الى حصنه ومعقله في بالي. وأعلن دولة صربية مستقلة. وأصابه جنون العظمة، واستحوذ عليه في الاثناء. ويرد مقربون منه لوثته هذه الى ارادة الأممالمتحدة والدول الغربية، وأولها الولاياتالمتحدة وبريطانيا، مفاوضته، إن في بالي أو في المحافل الديبلوماسية الأوروبية. وفاوضه فعلاً موفدون ومبعوثون بينما كانت الميليشيا الصربية تجتاح معظم أراضي البوسنة. \r\n وفي أثناء 43 شهراً من الحرب الصربية - البوسنية لقى 150 ألفاً الى 200 ألف مصرعهم. وشفع 20 ألف اغتصاب بأعمال القتل هذه. وخشي كاراجيتش وملاديتش، قائد أركانه، الاعتقال في 1995، غداة توقيع اتفاق دايتون، فتواريا عن الانظار وتخفيا. ولم تفلح غارات قوات الاطلسي، في قيادة أميركية معظم الاوقات، في العثور عليهما، قبل توقيف كاراجيتش في 21 تموز (يوليو) الجاري. ودان المدعون العامون الذين تعاقبوا على محكمة لاهاي قادة حلف الأطلسي على تقصيرهم، واتهموهم بالتراخي. ورفع كاراجيتش في الجبل الأسود (مونتينغرو) وفي بلاد الصرب بالبوسنة، الى مرتبة البطل. وطبعت صوره على القمصان اللصيقة بالاجسام. وكتب اسمه على الجدران، وفي 2004، نشر رواية في بلغراد. وذهبت صحف المدينة اليومية الى انه رؤي في بعض مقاهي العاصمة الصربية. \r\n \r\n \r\n عن «نيويورك تايمز» الأميركية