\r\n وفي الوقت نفسه، فإنه من الواضح بالفعل أن جُل المؤسسة الإيرانية تفسر وتترجم الشروط الغربية الأخيرة ليس كخط أحمر نهائي، ولكن كخط قرنفلي آخر، أو أساس غامض لمزيد من المفاوضات. وبالنتيجة، فإنه من غير المُرجح أن يوافق الإيرانيون على إكمال تعليق تخصيب اليورانيوم في غضون ميعاد الستة أسابيع المحدد من قبل الغرب. \r\n وبخلاف أي شيء آخر، يعرف القادة الإيرانيون أنهم ماداموا يقفون بعيدا عن التسلح النووي، فلا الأوربيون ولا جل الجيش الأميركي النظامي سيوافقون على هجومٍ على إيران، بكل عواقبه التدميرية المحتملة بالنسبة لأمن الغرب. إن هجوماً على إيران سيفتح المجال لانشقاقات كارثية ليس فقط بين الولاياتالمتحدة وأوروبا، ولكن ربما داخل المؤسسة الأمنية الأميركية ذاتها. \r\n وإذا كنا نحن في الغرب نريد أن نحدد خطا أحمر حقيقيا يمكن أن يعترف به الإيرانيون، فإن هناك شيئينِ لازمينِ ضروريينِ متداخلينِ.. وهما أن هذا الخط يحتاج إلى أن يكون متأصلا في القواعد الدولية التي اعترف بها رسميا الإيرانيون أنفسهم، ويحتاج كذلك إلى أن يكون له دعم وتأييد كامل ليس فقط من الأوروبيين ولكن من الروس والصينيين والهنود أيضا. \r\n وبعبارة أخرى، يجب أن يكون خطنا الأحمر تمسكاً دقيقاً صارماً محققاً لشروط معاهدة حظر الانتشار النووي، مصحوباً بقائمة من العقوبات المُفصلة الملموسة الشديدة التي يتولى كبار أعضاء المجتمع الدولي فرضها إذا خرقت إيران المعاهدة وانتقلت إلى التسلح النووي. \r\n إن معاهدة حظر الانتشار النووي - رغم كل عيوبها - يجب أن تُعامل لذلك من الغرب بوصفها مصدرَ قوة وليس عبئا. \r\n ووفقا لهانز بليكس، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن فكرة أن الخروقات السابقة لإيران والتكتم والسرية من جانبها قد ألغت حقها في تخصيب اليورانيوم في ظل المعاهدة، هي \" حجة قانونية واهية \". وحتى مسئولي وزارة الخارجية الأميركية يبدأون بشكل خاص في الاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم وفي الاعتراف كذلك بالطريق المسدود الذي أدت إليه الاستراتيجية الحالية للغرب. \r\n ومن ناحية أخرى، توفر معاهدة حظر الانتشار النووي للغرب أساساً قانونياً قوياً جدا للسعى وراء ما يجب أن يكون خطنا الأحمر: وهو وضع غطاء قابل للتحقق منه على التخصيب الإيراني لليورانيوم وعلى القدرات النووية الإيرانية الأخرى بعيدا عن التسلح النووي. \r\n هذا خط أحمر توافق عليه كل دول مجلس الأمن الدولي، والذي قالت عنه إيران نفسها دائماً إنها تقبله. ومن خلال معاهدة حظر الانتشار النووي، يمكن أن يتم إبقاء طهران أمام موقفها الخاص المتكرر غالبا من أنها لا تريد أسلحة نووية وأن برنامجها هو للأغراض السلمية فقط. \r\n إن روسيا والصين والهند كلها تكره بقوة أن تكون مُضطرةً إلى دعم ما تعتبره ضغطاً أميركياً غير قانوني أحادي الجانب على إيران، ولكنها تعارض بقوة - بقدر مساوٍ تطوير إيران لأسلحة نووية. \r\n ولذلك تعطي معاهدة حظر الانتشار النووي الغرب أساساً قوياً يذهب به إلى تلك الدول ويقول: نحن سنرجع إلى نص معاهدة حظر الانتشار النووي ونسمح بدقة وصرامة بتخصيب إيراني لليورانيوم محدود ومفحوص ومُفتش عنه إذا كنتم ستوقعون على اتفاق دولي ملزم يحدد علناً وتفصيلياً ومسبقاً العقوبات التي ستفرضونها أنتم والدول الموقعة الأخرى على المعاهدة إذا اتجهت إيران نحو التسلح النووي. \r\n وهذه التهديدات يجب أن تتضمن رفع إيران من كل المنظمات الدولية، وإنهاء الاستثمار الخارجي، وفرض حظر تجاري كامل، وإنهاء - ما أمكن ذلك - كل الرحلات الجوية الدولية إلى إيران، وتفتيش كل وسائل النقل المتجهة إليها. \r\n وعن طريق حافز إضافي، قد يُسمح لروسيا أو الصين بالظهور بمظهر أخذ زمام المبادرة الدبلوماسية في هذه المسألة، داعمتينِ الوضع الدولي لنظاميهما وهيبتهما الداخلية. \r\n ومن ناحية أخرى، يجب أن تُحذر روسيا بوضوح من أن إيران إذا تسلحت تسليحا نوويا وفشلت موسكو في فرض العقوبات التي وعدت بها، فإن النتائج ستكون زيادةً في السياسات المعادية لروسيا من قبل الغرب عبر مجال علاقاتنا كاملا. \r\n ومثل تلك الصفقة هي الشيء الأفضل الذي يمكننا أن نأمله واقعيا. لقد تحدثت المؤسسة الإيرانية نفسها عن وضع سيكون فيه من المستحيل على طهران التخلي عن تخصيب اليورانيوم كليةً. \r\n وبالنسبة لهجوم على إيران، فإن هذا سيؤجل على الأفضل فقط البرنامج الإيراني، بينما يقوض بشكل كارثي الجهود الأميركية المبذولة في العراق وأفغانستان بل يقوض في الواقع الموقف الأميركي بأكمله في العالم الإسلامي. إن تسويةً على طول هذه المسارات - على الجانب الآخر- ستمنع إيران من تطوير سلاح نووي وتفتح الطريق لاستئناف المساعدات التي وفرتها طهران في عام 2001 ضد \" القاعدة \" و \" طالبان \"، والتي نحتاجها نحن احتياجا ماسا والتي رفضتها بإزدراء إدارة بوش. \r\n \r\n أناتول ليفين وتريتا بارسي* \r\n * أناتول ليفين أستاذ بكلية كينجز بلندن وكبير باحثين بمؤسسة أميركا الجديدة \" نيو أميركا فاونديشين \" بواشنطن. وهو مؤلف مشارك مع جون هولسمان لكتاب\" الواقعية الأخلاقية : رؤية لدور أميركا في العالم \". وتريتا بارسي رئيس \" المجلس القومي الإيراني الأميركي \" ومؤلف كتاب \" تحالف خائن : التعاملات السرية لإسرائيل وإيرانوالولاياتالمتحدة \" \r\n * خدمة \" إنترناشيونال هيرالد تريبيون \" - خاص ب\" الوطن